بقلم الاديب عبدالله نصاري
مشهد مسرحي بعنوان السطح.. بين النزول والقفز
حوار المحامي عمار نصاري
الدكتور يونس نصاري
المكان قاعة محكمة رمزية مكتب القاضي منصة الدفاع منصة الشاهد جمهور
الشخصيات
القاضي جالس على منصته
المحامي نجيب واقف بكل ثقة
الشاهد متردد مرتبك
المتهم صامت يضع يديه على المنضدة يترقب
الجمهور يتفاعل بهمس أو دهشة
كاتب المحكمة يكتب
المشهد يبدأ...
القاضي يقرع المطرقة
القاضي
فلتُفتح الجلسة...
في قضية السطح
والمتهم فيها رجلٌ قيل إنه نزل ثم قيل إنه قفز...
الكلمة لمحامي الدفاع الأستاذ نجيب
المحامي يقف يتقدم بخطى واثقة ينظر إلى القاضي ثم إلى الجمهور يفتح مذكرته
المحامي نجيب ..بصوت عميق وثابت
يا حضرة القاضي
أيها الحضور الكريم
لا جريمة هنا سوى جريمةٍ ضد اللغة!
ولا مدعى عليه سوى رجلٍ وقع ضحية تناقضٍ نحويٍّ
يصمت لحظة ثم يشير نحو الشاهد
الشاهد قال...رأيته ينزل من على السطح
ثم غيّر شهادته وقال... لا بل قفز على السطح
ينظر إلى القاضي مباشرة
فأسألكم بالله والبلاغة
هل نزل من السطح
قفز على السطح
يخفض صوته ويهمس لا يا سيدي لا
الجمهور يهمس ويتبادل النظرات
المحامي
النزول يعني أنه كان على السطح ثم غادره
أما القفز... فيعني أنه جاء من الخارج إلى السطح
في الأولى. هو في موقع التهمة
في الثانية هو يصل متأخرًا.. وربما كان شاهدًا لا فاعلًا
يرفع يده
وهنا يا سيدي القاضي
تبدأ الثغرة القانونية
وتسقط شهادة بأكملها
لأن الشاهد لا يعرف إن كان المتهم صاعدًا أم نازلًا!
القاضي يدوّن ملاحظاته ينظر للشاهد
القاضي بلهجة صارمة
أهذا صحيح هل غيرت أقوالك من نزل إلى قفز
الشاهد مرتبكًا
أنا... نعم... ربما التبس علي الأمر!
المحامي يتقدم خطوة للأمام ينظر إلى القاضي
المحامي نجيب .بحزم
سيدي القاضي
إن كان هناك التباس في الجملة
فلا يجوز أن يكون هناك سجن للإنسان
والقانون يقول
إذا وُجد الاحتمال سقط الاستدلال
فهل يُسجن موكلي على حرف جر
هل يُدان رجل بسبب اضطراب شاهد لا يفرق بين الفعل والحال
القاضي يصمت لحظة ثم يرفع المطرقة
القاضي
بناءً على تناقض الشهادة
وضعف القرينة
تُحكم المحكمة بـــ...
يصمت لحظة
ببراءة المتهم
الجمهور يصفق المتهم يبتسم المحامي يلتفت إليه ويضع يده على كتفه
نهاية المشهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق