وانتهت سبع عجاف
وَسَأَلَتْهَا . . . هَل انْتَهَت السَّبْع الْعِجَاف ؟
قَالَتْ أَجَلْ . . . .
فَافْتَح قَلْبِك اليعقوبي قَدْ جَاءَ الْبَشِيرُ
وافرش الْأَرْض زُهُورًا
وخذني فِي حَنَايَا الْقَلْب مَوْلَاي الْأَمِير
قَالَتْ أَجَلْ . . . .
وَأَنْسَابٌ شَوْقٌ فِي عُيُونِي كَالْغَدِير
وتنهد الْقَلْبُ الَّذِي
الْقُوَّة يَوْمًا فِي الْجُبِّ وَبَاعُوه كَالْأَسِير
وارتعش شَوْقٌ فِي الْعُيُونِ مُحَلِّقًا
فِي رَبِّي الْفَرَح يَطِير
هَل انْتَهَت السَّبْع الْعِجَاف ؟
قَالَتْ لَمْ تَكُنْ سَبْعًا
بَل أَلْفِ عَامٍ مِنْ الأشواق وَالْوَجَع المرير
فَقُلْت مَهْلًا يَا عُمْرِي
رِفْقًا بِالْقَلْب الصَّغِير
فالنبض بَيْن خواطري
لَا يَحْتَمِلُ شَوْقِي الْكَبِير
قَالَتْ أَجَلْ . . . .
وتراقصت فِي سَمَاءِ الْعِشْق فِرَاشِه
وَأَنْسَابٌ الْعَبِير
قَوَافِل الْفَرَح قَد هلت بشائرها
وَعَاد النُّور فِي الْجَفْن الضَّرِير
فِي الْجُبِّ كَانَ هَذَا الْقَلْبِ مَنْفِيٌّ
يَنْتَظِر قَافِلَةٌ الْوِصَال إذ يَوْمًا تَسِير
وَلُبْثٍ فِي سِجْنِ البعاد
بِضْعَ سِنِينَ فِي وَجَعِ وَفِي شَوْقٌ كَسَيْر
كَمْ مِنْ زُلَيْخَا رَاوَدْت قَلْبِي الَّذِي
يُسَبِّح بِاسْمِك فِي الشُّرُوق و الْغُرُوب
وَفِي شهيقي وَالزَّفِير
كَانَ الزَّمَانُ سجانا وجلادا عَلِيّ ظَهَر الْهُوِيّ
يسومنا سُوء الْفِرَاق
فَابْيَضَّت عُيُون الْقَلْبِ مِنْ دَمْعِي الْغَزِير
مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَخْوَن عَهِدْنَا
يَا نَبْض أَحْلاَمِي وَيَا حِبِّي الْكَبِير
أَوَّلْت أَحْلَام الْهَوَى بقصائدي
لَكِن أَحْلاَمِي يَا حَسَنُ يُوسُف
قَد عَزَّت عَنْ التَّفْسِير
فِي العَاشِقَيْن قَد نُشِرَت رِسَالَتِي
وزرعت الْوَفَاء وَرَدَا فِي الْقُلُوبِ
وَرُسِمَت كِيُوبِيد عُصْفُورًا فِي الْهُوِيِّ دَوْمًا يَطِير
أَرْسَلْت أنفاسي مِن الْمَنْفِيّ الْبَعِيد
تَحُطّ عَلِيّ كَتِفَيْك . . . فِرَاشِه خجلي
فَيَطُول شَعْرِك الذَّهَبِيّ شَلاَّلا مِنْ الْحَرِيرِ
وُضِعَت أناملها عَلِيّ شَفَتَي
لَا تَبْتَئِس إنِّي هُنَا
فلتدخل قَلْبِي آمَنَّا يَا مِلَاك الشَّعْر يَا أَغْلَى سَفِيرٌ
كُنّ مِلْكًا عَلِيّ عَرْشِي
نبضاتي مِن رعاياك وَالرُّوح بِحَالِه تَخْدِيرٌ
قَدْ غَفَرْنَا لِلزَّمَان ذُنُوبِه
سامحنا أَيَّام الْهَجْر
يَكْفِينِي إنِّي ها هُنَا وَمَا أَجْمَل ذَاك الْمَصِير
انْتَهَت السَّبْع الْعِجَاف
وانطوي الْفَصْلِ الْأَخِيرِ ! ! !
مُحَمَّد حَمِيدَة