حفظه الله - فقال مداعباً: أنا شاعرٌ قلتُ القريضَ ولم أقل:.. (من ذا يداني في القريض
مكاني) ... إن كنتَ قد قلتَ القريض تحديـا ..فمتى الغريبُ بشعره يلقانـي؟.
فكتبتُتُ الآنَ قصيدةً أردُّ عليه فيها، وعنوانها : ( جِئتكم بالوُدِّ ). فأرجو أن تنالَ إعجابكم
وإعجاب الحبيب الشاعر شرارة .
( جِئتُكُم بالوُدِّ )
قــالَ الـحبيبُ بِـرِقَّةٍ ومُـداعِباً: .... ( فَـمَتى الـغَريبُ بِـشِعْرِهِ يَـلقانِي )؟
وأقــولُ: أَشْـجاني عَـبيرُ حُـضورِكُم .... والـسَّعدُ يَـملأُ أضـلُعي وجِـناني
ألــقـاكَ يـــا غــالـي بـقَـلبٍ خـاضِـعٍ .... لـجَـلالِكُمْ، بِـمَـحَبتي وحَـنـاني
ألــقـاكَ يـــا غــالـي بِــوُدٍّ صــادِقٍ .... وأظُــنُّ يــا شَـهـماً بِــهِ تَـلـقاني
مــا قُـلتُ شِـعرِيَ بـينَكُم مُـتَحَدِّياً .... كـيفَ الـسَّبيلُ ؟، فـكُلُّكُم أقـراني
واُحِـبُّـكُـم فـــي اللهِ جَـمـعـاً طَـيِّـبـاً .... وبِــكُـم أُفـاخِـرُ، أنـتـمُ إخـوانـي
وجـمـيعُكُم شُـعَـراءُ جُـزْتُـم شَـمسَها .... وصـغيرُكُم قـد صـالَ بـالأوزانِ
والــكُــلُّ مِــنـكُـم مُــبْــدِعٌ مُـتـألِّـقٌ .... ذّرْبُ الـلِّـسـانِ سَــوابِـغُ الأَردانِ
إنْ قــامَ يَـخـطُبُ فـالـبلاغَةُ لَـفـظُهُ .... أو قــامَ يُـنـشِدُ فـالحروفُ أَغـانٍ
وأُعِـيـذُكُمْ لا تَـحْـسَبوا قـولِـي نُـكُو .... صـاً عـنْ مُـقارَعَةِ الـظُّبا بِـبَناني
أو خَـوفَ خَـوضِ الـبَحرِ حـالَ هِـياجِهِ .... والـمَوجُ يَـلْطُمُ جَـبهَةَ الـشُّطآنِ
فـأنا نَـظَمتُ الـشِّعرَ مُـنذُ طُـفولَتي .... وعـلى الـقوافي أُدْرِدَتْ أَسناني
ولـقد شَـهَرتُ الـشِّعرَ سَـيفاً صـارِماً .... في نُصرَةِ الحَقِّ العَظيمِ الشَّانِ
ولـقـد نَـظَمتُ الـحرفَ بَـرقاً حـارِقاً .... أَسْـطُو بِـهِ كـالَّليثِ فـي الـمَيدانِ
وقَـصـائِدِي فـي الـعِشقِ أكـثرُ رَوعَـةً .... مِـن دُرَّةٍ سُـلِكَتْ بِـعِقْدِ جُـمانٍ
ومَــدَحْـتُ كُـــلَّ غَـضَـنـفَرٍ مُـتَـفَضِّلٍ .... وهَـجَـوتُ كُــلَّ مُـخـاتِلٍ وجَـبـانِ
فــإذا مَـدَحـتُ مُـصَغَّراً فـي قـومِهِ .... لَـسَمَى عـلى الـجَوزاءِ والـمِيزانِ
وإذا هَــجَـوتُ مُـقَـدَّمـاً فـــي أُمَّـــةٍ .... لانْــحَـطَّ مَـنـزِلَـةً عــنِ الـعُـبْدانِ
ولَـكَـمْ صَـدَمـتُ الـظُّـلمَ أَطْـعَنُ أهـلَهُ .... بِـقَصيدَةٍ أَقْـسَى مِـنَ الـصُّوَّانِ
فـشَـدَخْتُ رأسَ الـكُـفرِ تـحتَ نِـعالِها .... وقَـصَمتُ ظَـهرَ الـغادِرِ الـخَوَّان
إنْ لِـلأَحِـبَّـةِ كُــنـتُ مـــاءً بـــارِداً .... فــأنـا عــلـى الأعـــداءِ كـالـبُـركانِ
ولَـقدْ أرَى رجُـلاً سَـفيهاً سَـبَّني .... فـأُشِيحُ حـتَّى قـالَ: لـيسَ يَـراني
إذْ قــد حَـفِـظتُ وَصِـيَّـةً ذَهَـبِـيَّةً .... مُــذْ كُـنتُ طِـفلاً، والِـدي وَصَّـاني:
لا تُــلْـقِ بــالاً لـلـسَّفيهِ وشَـتْـمِهِ .... واتـرُكْـهُ دَومــاً لِـلـسَّفِيهِ الـثَّـاني
واصـبِـر عـلـى حِـقـدِ الـحَـسُودِ فـإنَّـهُ .... يَـجْـتَرُّ دَومـاً حَـسْرَةَ الـحِرمانِ
وِيَّــاكَ تَـجْـبُنُ إنْ دُعِـيـتَ لِـكُـرْبَةٍ .... واثـبُـتْ ثَـبـاتَ الـرُّكْنِ فـي الـبُنيانِ
لا تَـسْـتَهِنْ بـالـخَصْمِ عِـنـدَ نِـزالِـهِ .... فـالـخَصْمُ واسْـتِهتارُكُمْ خَـصْمانِ
والـــقَ الـشَّـدائِـدَ صـارِمـاً ومُـصـابِراً .... والْــدَغْ عَــدُوَّكَ لَـدْغَـةَ الـثُّـعبانِ
لَــيـسَ الــرِّجـالُ إذا سَــبَـرتَ مَـنـاظِـراً .... إنَّ الـرِّجـالَ مَـحـاضِرٌ ومَـبـانٍ
مـا كُـلُّ مَـنْ أرخَـى الـشَّواربَ ضَيغَمٌ .... بعضُ الرِّجالِ تُعَدُّ في النِّسوانِ
واحــفـظْ لِـسـانَـكَ لا تَـلَـفَّـظْ بـالـخَـنا .... إنَّ الِّـلـسـانَ يَــجُـرُّ لِـلأكـفـانِ
واعْـلَـمْ بُـنَـيَّ إذا عَـمِـلَتَ بِـهَـدْيِها .... سَـتكونُ رأسَ طـلائِعِ الـشُّجعانِ
هّـذِي وَصِـيَّةُ نـاصِحِ لـكَ مُـشْفِقٍ .... فـاحفَظْ – هُـدِيتَ – تَفُوزُ بالعِرفانِ
فـوَعَـيتُها ومَـضَـيتُ أتْـبَـعُ مَـنـهَجاً .... كـالـبَدْرِ يَــومَ الـسِّـتِّ ثُــمَّ ثَـمـانٍ
هـذا أنـا، والـشِّعرُ لـيسَ صِـناعَتي .... وبِـهِ يُـرَى فـوقَ الـنُّجُومِ مَـكاني
فـيَـحِقُّ لــي لــو قُـمْتُ فـيكُم قـائلاً: .... بـقصائِدي إنِّـي وحِـيدُ زَمـاني
ويَـحُـزُّ فــي نَـفـسي أرَى مُـتـسابِقاً .... يَـجرِي ورا فَـرَسِي بـغيرِ تَـوانٍ
ويَـجِـيءُ يَـلْـهَثُ فــي الـغُـبارِ مُـصَـلِّياً .... ودُمُـوعُـهُ مِـثـلُ الـحَمِيمِ الآنِ
فـارْبَأْ بِـنَفْسِكَ عـن مُصاوَلَتي فكَمْ .... عَشِيَتْ رِجالٌ مِن شُعاعِ سِناني
واقـعُـدْ عـلـى شُـطْـآنِ شِـعـرِيَ دارِســاً .... مُـتـأمِّلاً بـبـلاغَتي وبَـياني
وانـظُرْ بِـقَلْبِكَ حُـسْنَ سَـبْكِ قـصائِدي .... مَـعَ أنـني أَقْـصَيتُهُ شَيطاني
مَـن ذا يُـجاريني إذا كـشَّرْتُ عنْ .... نابي لكُم، ثُمَّ امْتَطَيتُ حِصاني ؟!
فـالـفارسُ الـمِـغوارُ يُـشْـهِرُ نَـفـسَهُ .... بِـعـلامَةٍ كــي يَـلـتَقي الـنِّـدَّانِ
ويَـصـولُ صَـولَـةَ كـاسِـرٍ مُـتَـفَرِّدٍ .... ويَـقـولُ: أيــنَ حَـواسِـرُ الـفُرسانِ ؟
إنْ كــانَ خِـلِّـي قــدْ يَـرانِـي تَـمْـرَةً .... حُـلْـوَ الـمـذاقِ يَـلُـوكُني بـأمـانِ
فـالعَلُّ يُـفْجَعُ إذْ يَـراني جَـمْرَةً .... فـي الـحَلْقِ مِـنهُ كَـشَوكَةِ السَّعدانِ
يــا إخـوَتـي بـالـوُدِّ جِـئـتُ مُـسـالِماً .... بِـلِـواءِ صِــدْقٍ، لـيـسَ بـالبُهتانِ
ومُـجَـلْـبَـباً بـالـحِـلْـمِ فـــوقَ الـعِـلْـمِ دو .... نَ تَـكَـبُّـرٍ، أو ذِلَّـــةٍ وهَـــوانِ
إنْ تَـقـبَلوا يــا سـادَتـي بِـمَـودَّتي .... أَكْـفِـيكُمُ شَــرِّي وشَــرَّ لِـساني
أو كانت الأخرى فهل من فارس .... صلد الفؤاد .. يخوض في الطوفان؟.
***************
بقلم: أحمد بن محمود الفرارجة .
الأربعاء – 23 / 3 / 2016 م .