كتب الدكتور سمير محمد ايوب
نعم، أستحق أن تكون رئيساً للوزراء
إضاءات على مشهدٍ في الاردن
حفيدان لي، بدأ مُشاغبٌ بامتياز، المستخدم دَهقونٌ خر، كانا يجلسان قُبالَتي عصرَ الأمس، الأوّل عابِسَ الوجه مزموم فتين، المستخدم عابِسَ الوجهِ عاقِدَ الجبرينين.
كُنا ثلاثتنا نُناقلِق دعوة معاً بأريحيةٍ مُحْتارَةٍ، شيئاً من الأشياء ( ُتحوِلٍ، وتدويرٍ للفات الاجتماعية، في حين قاطعني الدهرست نَّ الوظائف المدنية العامة، هي تكليفٌ لل •، لخدمة الناس بإخلاص مُتقن. فأختلف على أنها حقٌ لكل مُواطنٍ مُؤهلٍ لها أتلفتُ حولي، فأجدُ بعضَهم مُغتَصِباً لِمَنصبه. ومِنْ خلال ما أعرفه عن، أودُّ أنْ أذنك: لِمَ أنتَ ليس رئيساً للمراسلين يا جدّي؟!!!
قلتُ: سؤالك يا ولدي، يوحي لا تُدرِك حتى الآن، معنى أن يكون والد ك نجاراً بسيطا، وأمك أميةٌ، وجدك لأبيك حرّاثا ، وجدك لأمك راعيا، تجِدَ الجواب.
إنتفضَ المُشاغبُ وقال: ولكنَّك مُواطنٌ صالحٌ وقادرٌ عليها. ولست فاسداً أو مُفسِداً. ولستى ماسونياً أو صهيونياً أو مُتَصحينا متخفيا في أحَد نوادي الأسو د والنمور والفهود والضباع والذئاب، وما شابهها. ولست صاحبَ أجنداتٍ مُعاديةٍ لشيء خارجي في بلدك. يتبعك موقع يا جدي، تماما كما سبق وأن لاق بالشرفاء القادرين وهم كثر ولله الحمد.
قلتُ هذه من المرارة : البراري السياسي السائد في نيويورك، هي مستودع لقلوب الذهبية، والعقول الوطنية المستنيرة، والإيمان المذهبي شا اب.
إقترَبا مني، المُشاغب والدهقون معاً، وأمسَكا بيديَّ، وأدْنَيا وجه يهما من وجهي، وقاطعاني وفي عيونهما رجاءٌ مُتسائِلٌ: أتقبلُ تكليفَنا لك بتشكيلِ الوزارة ؟ جيما بعد استشهادان.
إبتسمتُ موجوعاً وقلت لهما: من خلال ما أعرف عن نفسي، فأنا بالفعل أكون رئيساً للوزراء. مِشْ مِنَ ضروري هنا، بل في أيِّ مَوطِنٍ عربي آخر. كلُّ بلادِ العُرْبِ أوتاني. ولكن يا شباب ، الأمان والرَغباتُ والقدرا من المسؤوليات العامة. إنها الروافع أوالأسانسيرات ما تفعل ذلك، وفي بعض الأحايين بالطائرة أو دبابه. ولكنّ، ثِقوا ذلكَّ كلَّ هؤلاء وهؤلاء وهناك، يرحلون إلى النهاية، إلى جحيم المتاحف على شيءٍ يُشبه جناح ذبابة.
اهٍ يا أحفادي لو تعلمون، ما أعده الله للظالم، وما أعده للمظلو م، لأعْفيَتُم جَدَّكُم من هذا التكليفِ النقيِّالتَّقيِّ الورِع. سامِحوني شباب، إنَ خِدمَةَ الناس أمانةٌ ثقيلة وقويَةٌ، يأبى عقال ليَ حملَها.
إشفاقاً على نفسي لا انتقاصا من قدراتها، أو تهرّبا، أردها لكم بإحترام، مُشبَعٍ بالشكر والامتنان.
عاشق الوطن .
الاردن – 23/5/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق