علاقات.. ولكن ..!
بقلم أمل مصطفى
حياتنا ماهى الا علاقات متعددة ، تعد كشريان الحياة بالنسبة لنا ودائما نسعى فى طريقنا للوصول الى العقول والقلوب ، وتكوين معارف واصدقاء متعددين لتتسع دائرة نشاطنا ودائرة ثقتنا بأن هناك فى الحياة من يشاركنا اللحظة ويهتم لأمرنا ونرى اثر تلك العلاقات ينعكس على حياتنا وانجازاتنا العملية والمجتمعية فكل ذلك يشرق ويزهو بجمال وصحة تلك العلاقات .. العلاقات الصحيحة هى كحبة القمح لا ينعم بها الا من زرعها ، واضحة كشمس الصبح ، حقيقة كنور الفجر ، صافية كقطرة ندى بعيدة عن اى زيف او تغيير ، تزيدها الأيام تماسكا وصلابة وثبات ، قائمة على الثقة والسعادة والأحترام المتبادل والتعامل الناضج. هى علاقات مريحة داعمة تدفع الطرفين الى تحقيق اهدافهم دون ضغوط او تنمر..
ولكننا هنا نسأل هل وجدت نفسك يوما متعبة مرهقة أو منهكة مستنزفة بكل المقاييس؟ هل وجدت أن بريقك خافت منطفىء النفس والقلب ، متألم ولا تعرف اين الألم ومتى ينتهى ترى نفسك داخلها أسئلة كثيرة وليس لها اجابة ، فاقد الثقة فى ذاتك مهزوز النفس خائف من اى لفظ او فعل قد تقوم به ؟
عندما تصل الى هذه المرحلة فأنت بنفسك تعلن استسلامك وانهزامك ، وتعلن رحيلك فى صمت ، وموتك ببطء وذوبانك فى علاقة تستنزفك. وكما قال الشاعر:
قد كنت في يوم بريء الوجه
زار الخوف قلبي فانتحر
وحدائقي الخضراء ما عادت تغني مثلما كانت .. وصوتي كان في يوم عنيدا وانكسر...!!
إن اى علاقة تبقيك عطشا للبهجة ، والمتعة والسلام والأمان ، وتجعلك غالبا تقف امام مرآتك لا تعرف نفسك لانك لست انت ، او علاقة تنعدم فيها المودة والألفة والتفاهم والمشاعر ، وينحنى لها ظهرك من ثقل همها او قساوة مافيها ، هى علاقات مسمومة مدمرة مميتة،
و باستمرارك فيها تقتل نفسك بسم بطيء المفعول.
فلا تسمم روحك بعلاقة منتهية الصلاحية،
هل فكرت يوما ما الذى يحدث فى جسدك عند تناول وجبة غذاء فاسدة منتهية الصلاحية ؟ إن الجسد عندها يخبرك بأنينه وشعوره بالألم والإعياء وفقدان الشهية ، هكذا هى نفسك وروحك ونبض قلبك ينهك ويتعب ويسمم من علاقات تستنزف كل جميل فيك وتلتهم كل عطاء لك دون مقابل ، وهنا نرى ان المشكلة التى تجعلنا ننساق او نكون فى تلك العلاقات هو الحب ومرآته العَمياء، التى لا ترى اى عيب رغم وضوحه، فنغمض أعيننا عن قصد ، ونتوسم فى الغد التغير للأفضل ، ونستمر بانتظار الغد الأفضل وهو لا يأتى ..! الا بكل تمادى فى الضغط على الروح وعلى النفس ، واستنزاف لكل ما تبقى من عطاء ، حتى تصل الى حد الأنفجار .
وهنا يجب ان نقف وقفة وتأتى لحظة ثورة الروح والنفس على خلايا الجسد المنهك بالتوقف عن اى صلة بهذه العلاقات والتوقف عن اى شىء يعطيها حياة او روح ، ويصدر حينها الحكم من ذاتك بإعدام هذه العلاقة ، وتعود الى نفسك تسامحها وتهون عليها وتضمد جراحها وتسمو بها الى عالم النور والثقة فيشرق فيك روح التسامح ، وامضى قدما بطريق النور والحرية وانظر من بعيد الى هذه العلاقة وكانها ذرة من ذرات هذا الكون الفسيح لا تدرى سبب وجودها على الارض ، فكم من الوجوه مرت علينا و فى آخر الدرب صاروا بقايا صارو ذكرى لا تذكر ، وادخر لحظات السعادة والبهجة والحياة لمن يستحقها...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق