الجمعة، 29 نوفمبر 2024

مجلة وجدانيات الادابية (( الشاعر د. سعيد العزعزي ))(( صنعاء الحضن الدافئ ))

 صَنعَاءُ الحُضنُ الدَّافِئ

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

(صنعاءُ) طابَ الهُوَى في حُضنِكِ الدَافِي

ادفِيتِ رُوحِي فَحَسَّ الدِّفئَ مِعطَافِي


لَمَّا عَشِقنَاكِ احيَا العِشقُ مَائِتَنَا

بَعَثتِ امجَادَ احفَادِي واسلَافِي


مَولُوهَةٌ وَقَّدَت إلهَامَ وَالِهِهَا

وَحَرَّكَت من قُسَاحِ القَلبِ إرهَافِي


مِحرَابُ عِشقٍ بِهِ النُّسَّاكُ قَد عَكَفُوا

وَلِذَّةُ الوَصلِ اجرَت دَمعَ اشرَافِ 


ما اطيَبَ العِيشِ فِي كَفِّيكِ فَاتِنَتِي 

رَيَاضُ ضَاعَت شَذَا ازهَارِهَا الشَّافِي


جَنَّاتُ عَدنٍ مِنَ الفِردَوسِ انهُرُهَا

حَوَت ثِمَارَاً اسَالَت رِيقَ قَطَّافِ 


يا سَلوَةَ الرُّوحِ كم ابهَجتِ عَاشِقَكِ

وَكَم تَهَنَّى فُؤَادٌ شَهدَكِ الصَّافِي


نَهَالُ كَالهِيمِ عَذبَاً ما بَلَغتُ رِوَىً

وَمَا ارتَوَى سَلسَبِيلَاً نَهمُ غَرَّافِ


صَنعَاءُ مَاذَا جَرَي تُبدِينَ بَهجَتَكِ ؟

وَبَسمَةُ الثَّغرِ دَارَت تَرحَكِ الخَافِي


مَهمَا تَقَنَّعتِ فَرحَاً سَاتِرَاً تَرَحَاً

احُسُّ حُزنَاً تَوَارَى خَلفَ إغدَافِ


مَا لِي ارَاكِ بُعِيد البِشرِ عَابِسَةً ؟

يَتِيمَةً كَابَدَت طُغيَانَ اجلَافِ


بَاتَت على الجَمرِ تَشكُو نَارَ حَسرَتِهَا

وُمُضرِمُ الجَمرِ في حُضنِ الهَنَا غَافِي


مَا لِلاسَى في الحَشَا نَارٌ مُسَعَّرَةٌ ؟

يَكَادُ يُفنِي لِوَاحَاتِي وَاحفَافِي 


اقصَتكِ عَنِّي ايَا صَنعَاءُ مُرغَمَةً

نَوَائِبُ الدَّهرِ أم تَدبِيرُ عَسَّافِ ؟


حَنَّت إلِيكِ وانَّت كُلَّ جَارِحَةٍ

وَاحرَقَ الشُّوقُ احشَائِي وَاطرَافِي 


البَحرُ وَالعصفُ والاموَاجُ هَائِجَةٌ

تَلَاطَمَت فَوقَ الوَاحِي وَمِجدَافِي 


غَرقَانُ في ظُلمَةِ الاعمَاقِ مَا بَرَقَت

 لَآلِئٌ أو حَوَت لِلدُّرِّ اصدَافِي 


ما إن تَوَارَى ضِيَاءٌ كَانَ بَاعِثُهُ

بَرِيقُ عَينِيكِ عَمَّ السُّحمُ اكنَافِي 


صَنعَاءُ إن قَطَّعُوا في دَربِكِ سُبُلَاً

وَحَاوَلُوا غَلَّ اقدَامِي وَاكتَافِي 


فَتَّحتُ مِن مَشرِقٍ أو مَغرِبٍ طُرُقَاً

وَمَا استَطَاعُوا عَلَى مَسعَاكِ إيقَافِي  


تَسرِي إلِيكِ كَسِيلٍ جَارِفٍ عَرِمٍ

مَشَاعِرٌ فَيَّضَت وَجدِي وَاطيَافِي 


لَن يَنزِعُوا من ثَنَايَا الرُّوحِ بَاعِثَةً

تَوَطَّنَت في شَرَايِينِي وَاشغَافِي 


مَا ارتَدَّ مَن وُثِّقَت فِيكِ عَقِيدَتُهُ

وَاخلَصَ الحُبَّ في إيمَانِ احنَافِ


مَا زِلتِ شَمسَاً بِجَوِّ الكَونِ سَاطِعَةً

الِيقَ بَدرٍ تَعَالَى فَوقَ اوصَافِيِ

 

مَا زِلتِ في بُرجِكِ العَالِيِّ حَاكِمَةً

مَدَائِنَ الارضِ طُودَاً بَين اجرَافِ 


مَعشُوقَةً بَاتَ خَفقُ القََلبِ يَصدَحُهَا 

وَإنَّنِي في هَوَاكِ العَاشِقُ الوَافِي 


حَيٌّ إذَا كُنتِ يا (آزَالُ) سَاكِنَتِي

وَفِي تَنَائِيكِ إزهَاقِي وإتلَافِي 


د. سعيد العزعزي 

27/11/2024

الخميس، 28 نوفمبر 2024

مجلة وجدانيات الادابية (( الشاعر عبدالله حسين نصاري اليمن ))(( لا تشعلي النار ))

 (لا تشعلي النار )

لا تشعلي النار يا ليلى  وأنملته

لم تدمن النار إلّا الناي دندنته


ابكي دموعا على الارواح يحييها

فمُبْكي القلب في أضلاع حاضنته


ما من مناصر يا ليلى وفي طربه

ملاهي القلب بين العين فاتنته


دعيه يلعب بين الموت يهجركِ

يرى العروبة تحت النعل خادمته


حتى هبلْ يُمنحُ الزوارُ راقصتا

كي تهجر القدس حلّا فيهِ تلْمذته


هدائف الغاب مثل الشمس واضحة

والذيل يهتز كالثعبان  خاطرته


ادعي قرابك ياليلى فقد خدعوا

وامطي بسيفك خيل الحرب أخْيَرَته


هدي عروش ظلام العصر وانتصري

ولقني الكفر درس الصبر نازلته

الشاعر عبدالله حسين نصاري

اليمن

مجلة وجدانيات الادابية (( الشاعر عبدالباري علي ))(( درة نادرة ))

 درة نادرة:

.................

في أعماق بحرٍ حبٍّ،

 حيث اللؤلؤ يتربع،

وجدتُ درةً نادرةً، 

في قلبها سكنت.

ثنايا حبيبتي، 

يا لؤلؤةٍ ساطعة،

أذهلتني بجمالها، 

وكسرت كل الحجب.


أنتِ لؤلؤةٌ في صدفٍ

 من شفتيكِ الحمر،

تبرقين في الظلام، 

كأنكِ نجمٌ سمر.

كلما ابتسمتِ، 

انبثقتِ أشعةً من نور،

كأنكِ قمرٌ بدرٌ،

 في ليلةٍ صافيةٍ وقمر.


أنتِ اللؤلؤة التي

 أبحث عنها في كل مكان،

في كل بحرٍ، وفي كل ركنٍ من الزمان.

أنتِ الكنز الذي لا يُقدر بثمن،

أنتِ الحب الذي يسكن قلبي،

 ويملأه حنان.


أشبهكِ باللؤلؤة، 

التي تتكون ببطء،

في أعماق البحر، 

بعيداً عن الضوء.

فتحتاجين إلى وقتٍ طويل،

 لتتكوني وتكتمل،

وكذلك حبي لكِ، ينمو ببطء، 

ويتعمق.


أنتِ اللؤلؤة النادرة، 

التي لا يوجد لها مثيل،

أنتِ الهدية التي وهبها لي القدر.

سأحفظكِ في قلبي، كأغلى كنز،

وسأظل أحبكِ، 

إلى الأبد، 

يا أجمل من الزهر.


عبدالباري علي




الاثنين، 25 نوفمبر 2024

مجلة وجدانيات الأدبية ((ســـلامٌ ..... ســلام)) كلمات الشاعر د.مهيــب احمد المجيـــدي



(ســـلامٌ ..... ســلام)
أتيــتُ كما الريــح تُزجــــي بفيــــئ الغمــام
وأرضيــت حُلمــي فهل بعد هــذا تُرانـي أُلام
وإنـي لذي قدرةٍ وما يغمدُّ السيفَ إلا السلام
فهيــا إلـى صـــدرهٍ نرتضيـــه
وحلـو المـــودةٍ بعد الخصـــام
وبالخيـــر كـــف نمـــدُّ اليــــه
لتخلـــو القلـــوب من الانتقام
ســـلام عليـك إذا كنت أنت تريـــدُ الســــــلام
وإن لــم تكن.. فتباً وسحقا لمَن لا يريدُّ السلام
وبشـــراهُ حتـــماً.. وحتـــماً لبشراهُ دكَّ العظام
ببُــعد المضيــق الذي سرت فيهِ
وبُعـــد العيـــون التــي لا تنـــام
بقـــدر الـــذي كنـتُ لا أرتضيـــهِ
وعـــزتٍ مـــا فـي دمــاء الكـرام
كلمات : د.مهيــب احمد المجيـــدي

مجلة وجدانيات الأدبية (( قال لها 2 )) بقلم الشاعرة المبدعة لمياء فرعون /سورية ـ دمشق



قال لها 2 :
حـيـن قـرَّرتِ الـرحـيـلا
بـات نومي مستحيـلا
فالكرى عـافـتـه نـفـسي
وغـدا صـبـري قــلـيــلا
هل تُـرى تُـذكينَ حبِّي
ام تُـرى عفتِ الحـليـلا
أم عـشقت اليومَ غيري
ثم أغـلـقــت السـبــيـلا
هل نسيتِ الآن قـلـبي
والهـوى الغـضَّ النبيلا
كم قـضـيـنـا من لـيـال ٍ
نغزل الحلمَ الجمـيـلا
في سـماء الحبِّ نـحـيـا
فالهـوى يُشفي العليلا
ويح قلبي هل سـينسى
حــبـَّــه الغـالـي لـلـيـلى
تاه عـقلي لست أدري
صرت في حبي ذلـيلا
جُـــلَّ مــا أدريـــه أنِّـي
بـتُّ فـي حـبي قـتـيـلا
يــا إلـهـي..ذاك حــالــي
أعطني الصبر الجميلا
بقلمي لمياء فرعون
سورية-دمشق

مجلة وجدانيات الادابية (( الشاعر أبو قاسم القناوي ))(( الهاشمي المصطفى ))

 -

الْهَاشِـمِىُّ الْمُصْطَـفَى الْوَضَّـاءُ


خَــيــرُ الْـبَـرَايَا مَـالَـهُ نُـظَــــرَاءُ


*****


وَعَلَى الْقَبَائِلِ قَدْ عَلَتْ أَنْسَـابُهُ


وَالْمَجْدُ فِي أَحْسَـابِهِ طُـغــرَاءُ


*****


فَاقَ الْوَرَى وَصْـفًـا تَبَــارَكَ رَبُّـهُ


وَالْخَلْقُ وَالْأَخْـلَاقُ فِيـهِ سَـوَاءُ


*****


الْأُمُّ آمِــنَــةٌ رَأَتْ فِي حَـمْـلِـهَـا


نُورًا قُصُورُ الـشَّامِ مِنْـهُ تُضَـاءُ


*****


مَـعَ أُمِّـهِ قَدْ أَرْضَعَـتْهُ ثُوَيْـبَـةٌ


وَحَلِيمَـةُ السَّعْـدِيَّـةُ الْحَسْنَـاءُ


*****


وَالصَّدْرُ منشَقٌّ بِأَرْضِ حَلِيمَةٍ


لِـثُبُـوتِ نَصٍّ لَيْسَ فِيهِ مِـرَاءُ


*****


وَبمَال ذَاتِ الطُّهْرتَاجَرَ يَافِعًا


زَانَـتْـهُ أَخْـلَاقُ الْهُـدَى وَذَكَاءُ


*****


حَجَرٌ يُسَلِّمُ وَهْوَ صَخْرٌ جَلمَدٌ

 

وَكَـذَلِكَ الَأَشْجَـارُ وَهْـیَ نَمَـاءُ


*****


وَغَمَامَةٌ فِي الْحَرِّ تَسْكُنُ فَوْقَهُ


وَإِذَا تَـحَــرَّكَ فَالـظِّـــلَالُ وِقَاءُ


*****


وَبِمَشْهَدِالتَّحْكِيمِ أَرْوَعُ قِصَّةٍ


يَسْـمُـو بِهَا يَوْمَ الـنِّـزَاعِ رِدَاءُ


*****


لَوْلَاحَصَافَةُ ذِي المُرُوءَةِ والنَّدَی


سَالَتْ عَلَی أَرضِ الحَطِيمِ دِمَاءُ


*****


فِي الْغَارِ بَـدرٌ عَـابِدٌ مُـتَحَـنِّـثٌ


وَبِـهِ تَـلَأْلَأَ فِي دُجَـــاهُ حِـــرَاءُ


*****


جِبْرِيلُ بِالْوَحْىِ الشَّرِيفِ يَضُمُّهُ


اقْــــرَأْ وربُّـكَ واهِـبٌ مِعطَــاءُ


*****


وَعَلَى الصَّفَا نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ


يَدْعُـو بُطُـونًا عَـمَّـهَا الإِصْغَـاءُ


*****


وَاشْتَــدَّ إِيقَـاعُ الأذَى بِـنَـبِـيِّـنَا


وَحِصَـارُهُ بِالشَّعْـبِ فِـيـهِ عَـنَاءُ 


*****


وَبِمَـوْسِـمِ الْحُجَّـاجِ كَانُوا كُلَّمَا


عَادَ النَّبِيُّ إلى البَلاغِ اسْتَاؤُواْ


*****


وَبِطَـائِفٍ نَـزَلَ الـنَّـبِيُّ مَبَـلِّغًـا


وَعَلَيْـهِ مِنْ نُورِ الْجَــلَالِ بَهَـاءُ


*****


وَلَهُ أَتَى مَـلَكُ الْجِـبَـالِ مُـؤَازِرًا


لَوْلَا الشَّفُـوقُ جِــبَــالُـهَـا دَكَّـاءُ


*****


بِالرُّوحِ وَالْجَسَدِالشَّرِيفِ عُروجُهُ 


فَـوقَ السَّمَـاءِ وَقَـبـلَهُ الْإِسْـــرَاءُ


*****


وَانْشَـقَّ لِلْهَادِي الْمُـؤَيَّدِ بِالسَّمَـا


قَـمَــــرٌ بِـذَاكَ تَوَاتَـــرَتْ أَنْـبَــاءُ


*****

وَحَنِينُ جِزْعٍ يَعْتَرِيهِ مِنَ النَّوَى 


شَــوْقٌ عَـظِـيــمٌ دَائِـمٌ وَبُـكَــاءُ


*****


أَفَـلَا تَحِـنُّ قُـلُـوبُــنَـا لِـنَـبِـيِّـنَـا


شَــوْقًا إِلَيْهِ كَمَـا غَدَا السُّعَـدَاءُ


*****


وَالْمُعْجِـــزَاتُ كَـثِيــرَةٌ مَرْوِيَّـةٌ


بِمُصَنَّـفَــاتٍ مَالَـهَـا إِحْـصَـــــاءُ


*****


أَصحَابُهُ خَـيْرُ الْقُرُونِ تَكَـبَّدُوا


جَـهْـدَ الْبَلَاءِ رِجَـالُـهُـمْ وَنِسَــاءُ


*****


تَرَكُوا الدِّيَارَ مُهَاجِرِينَ لرَبِّـهِـمْ


وبصُحْبَةِ الْمُخْتَارِ هُمْ سُعَـدَاءُ


*****


أَزوَاجُهُ فِيهِنَّ أَعْظَـمُ أُسْــوَةٍ


لِلْمُـسْــلِـمَــاتِ وَكُلُّهُـنَّ عطاءُ


*****


وَمِنَ الْـبَـنَـــاتِ فَأَرْبَـعٌ أوْلَادُهُ


وَمِنَ الْبَنِـيـنِ ثَـلَاثَـةٌ نُجَــبَـاءُ


*****

صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ فِى عَلْيَائِهِ


وَمَلَائِكُ الرَّحْمَانِ وَالْكُرَمَاءُ


*****


وَعَلَى خِيَارِ النَّاسِ آلِ مُحَمَّدٍ


وَكَذَا الصَّحَابَةِ جُودُهُمْ أَنْوَاءُ


*****


أبوقاسم القناوي 🌺

أحمد قاسم محمد حسين 

قنا.  قوص. الحمر والجعافرة. 

... 

يوجد بين هذه الأبيات، وماقبلها وبعدها أبيات أخرى، تمت الإشارة فيها إلی جُلِّ أحداث السيرة النبوية المباركة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

....  *****


مجلة وجدانيات الأدبية (( الموجز في الأدب الدانماركي)) بقلم: الأديب سليم محمد غضبان. فلسطين


الموجز في الأدب الدانماركي.
بقلم: سليم محمد غضبان. فلسطين ، Salim Mohammad Ghadban
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثالث: من١٨٠٠-١٨٧٠م ، العصر الرّومنطيقي.
الفصل ١٦: نظرة تاريخيّة
شكّلت الرومنطيقيةُ انقطاعًا نسبيًّا لعصرِ التّنويرِ. كما أنّها كانت نقطةَ التّحولِ الأهمِّ في تاريخِ الثقافاتِ الغربيةِ. هنا تُذكرنا الرومنطيقيةُ بعصرِ النّهضةِ التي أدّت إلى نقطةِ تحولٍ مُماثِلةِ، وكانت مثلها واعيةً بأهمّيتِها ودورِها التّاريخي. كانت كُلٌّ من حركةِ التّنويرِ والرّومنطيقيةُ حَركةً عِلمانيةً وأهليةً في آن. و كانت كُلٌّ منهُما تُعبّرُ بطريقتِها عن الحَداثةِ بقوّة المعقولِ شامِلةً مواضيعَ الحَضارةِ وحُقوقِ الإنسانِ والصّبرِ والتّحمُّلِ والإنسانيةِ وحُقوقِ الفَردِ. العلاقةُ بينهما كانت عِلاقةَ تكاملٍ و ليسَ علاقةَ نفيٍ لبعضهما، كجانبيّ الواقِعِ الإنسانيِّ الإهليّ الحاوي على إمكانيةِ الصّراعِ.
عامةً، و كحرَكةٍ تاريخيةٍ، اتّخذتْ الرّومنطيقيةُ أهميّةً دائمةً في مجالِ الفِكرِ و تشكيلِ الوعيِ العامِّ. باختصار، فإنّ الديناميكيةَ أثّرتْ بشكلٍ جَدّيٍ على مفاهيمِ الطّبيعةِ والإنسانِ والثّقافةِ والمُجتمعِ. لولا التّأثير الكبير للرومنطيقيةِ على الفِكرِ، لما شَهِدَ العالمُ فلسفةَ ماركس و نظريةَ داروين في النُّشوءِ والتحليلَ النّفسيَ لفرويد. لقد تأثرَ هؤلاء بالمفهومِ الرّومنطيقيِ للرّوحِ(الكلِمةُ السِّرُّ للقرن التاسع عشر، كما كانت كلمةُ المعقولِ الكلمةُ السِّرُّ للقرن الثامن عشر).
تحتَ تأثيرِ القواعدِ الميكانيكيةِ الثّابتةِ أصبحَ يتمّ فهم العالمِ كَكُليةً مترابطةً في تطورِ مُستمرِ تحتَ تأثيرِ القُوى والقوانينِ الرّوحيةِ. في هذا الجوِّ، كان على عِلمِ اللاهوتِ أن يتخلّى عن دورِه السّياديِ السّابقِ في تفسيرِ الكونِ.
تطلبتْ الرّومنطيقيةُ فهمَ الكونِ كوِحدةٍ واحدةٍ. و نُظِرَ إليها على أنّها تحمِلُ طابَعًا دينيًّا، إلا أنّها خلقت في المُقابلِ تحالُفًا بينَ الفلسفةِ والفنِّ، حيثُ أصبحَ الفنُّ كسُلطةٍ روحيةٍ، وإلى مدى كبير، يحلُّ محلَّ الدّينِ. لكن الفيلسوفَ والمُؤرخَ الألمانيَّ روديجر سافرانسكي وصفَ الرّومنطيقيةَ على أنّها استمرارٌ للدينِ بوسائلَ جَمالية.
إلى الفصلِ القادم.
تمّ في ١٧/١/٢٠٢٣م

مجلة وجدانيات الأدبية (( الموجز في الأدب الدانماركي)) بقلم: الأديب سليم محمد غضبان. فلسطين


الموجز في الأدب الدانماركي.
بقلم: سليم محمد غضبان. فلسطين ، Salim Mohammad Ghadban
يعتمد هذا الموجز على ما ورد في سلسلة تاريخ الأدب الدانماركي،Dansk Litteratur Historie, إصدار دار النشر الدانماركية جولدندال Gyldendal
الباب الثالث: من١٨٠٠-١٨٧٠م ، العصر الرّومنطيقي.
الفصل ١٦: نظرة تاريخيّة
شكّلت الرومنطيقيةُ انقطاعًا نسبيًّا لعصرِ التّنويرِ. كما أنّها كانت نقطةَ التّحولِ الأهمِّ في تاريخِ الثقافاتِ الغربيةِ. هنا تُذكرنا الرومنطيقيةُ بعصرِ النّهضةِ التي أدّت إلى نقطةِ تحولٍ مُماثِلةِ، وكانت مثلها واعيةً بأهمّيتِها ودورِها التّاريخي. كانت كُلٌّ من حركةِ التّنويرِ والرّومنطيقيةُ حَركةً عِلمانيةً وأهليةً في آن. و كانت كُلٌّ منهُما تُعبّرُ بطريقتِها عن الحَداثةِ بقوّة المعقولِ شامِلةً مواضيعَ الحَضارةِ وحُقوقِ الإنسانِ والصّبرِ والتّحمُّلِ والإنسانيةِ وحُقوقِ الفَردِ. العلاقةُ بينهما كانت عِلاقةَ تكاملٍ و ليسَ علاقةَ نفيٍ لبعضهما، كجانبيّ الواقِعِ الإنسانيِّ الإهليّ الحاوي على إمكانيةِ الصّراعِ.
عامةً، و كحرَكةٍ تاريخيةٍ، اتّخذتْ الرّومنطيقيةُ أهميّةً دائمةً في مجالِ الفِكرِ و تشكيلِ الوعيِ العامِّ. باختصار، فإنّ الديناميكيةَ أثّرتْ بشكلٍ جَدّيٍ على مفاهيمِ الطّبيعةِ والإنسانِ والثّقافةِ والمُجتمعِ. لولا التّأثير الكبير للرومنطيقيةِ على الفِكرِ، لما شَهِدَ العالمُ فلسفةَ ماركس و نظريةَ داروين في النُّشوءِ والتحليلَ النّفسيَ لفرويد. لقد تأثرَ هؤلاء بالمفهومِ الرّومنطيقيِ للرّوحِ(الكلِمةُ السِّرُّ للقرن التاسع عشر، كما كانت كلمةُ المعقولِ الكلمةُ السِّرُّ للقرن الثامن عشر).
تحتَ تأثيرِ القواعدِ الميكانيكيةِ الثّابتةِ أصبحَ يتمّ فهم العالمِ كَكُليةً مترابطةً في تطورِ مُستمرِ تحتَ تأثيرِ القُوى والقوانينِ الرّوحيةِ. في هذا الجوِّ، كان على عِلمِ اللاهوتِ أن يتخلّى عن دورِه السّياديِ السّابقِ في تفسيرِ الكونِ.
تطلبتْ الرّومنطيقيةُ فهمَ الكونِ كوِحدةٍ واحدةٍ. و نُظِرَ إليها على أنّها تحمِلُ طابَعًا دينيًّا، إلا أنّها خلقت في المُقابلِ تحالُفًا بينَ الفلسفةِ والفنِّ، حيثُ أصبحَ الفنُّ كسُلطةٍ روحيةٍ، وإلى مدى كبير، يحلُّ محلَّ الدّينِ. لكن الفيلسوفَ والمُؤرخَ الألمانيَّ روديجر سافرانسكي وصفَ الرّومنطيقيةَ على أنّها استمرارٌ للدينِ بوسائلَ جَمالية.
إلى الفصلِ القادم.
تمّ في ١٧/١/٢٠٢٣م

السبت، 23 نوفمبر 2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( لم أعبث في خطوط الحظ )) بقلم الشاعر الشاعر محمد محمود البراهمي




لم أعبث في خطوط الحظ
*********************
لم أعبث في خطوط الحظ
لم أتقن لغة الريحان
في غيبة الشمس
وما اغتبت نور الفجر قبل الرحيل
على صراط قلمي صوت هودج
ماأستعنت بلغة جديدة
في قراءة الفهرس
وما أعدت إعراب قصيدة
في كتاب شظاياي
اليوم يترنح العصفور على يميني
ويتكون من ضحكة حمامة
في هديل قرنفلة تندس
في بصمة أصابعي
ورغم أنني بنيت بيتا لزهرة
على يسار نخلة
أفتقد أخوات النصيحة
في مساء وردة
وأراهن على بقاء وجه المطر
الأبيض الذي سرق بضع كلمات
غازلتهن في سكون
لأعلم الرقم السرى لوجه الضحكات
ولأفكك طلسم رمز وجهي الغائب
في برد جيوبك
عن كتابة الأسماء وحجة الصيام
تحت خباء يوم
والسطر المقسوم في بيت الرأس المشدود الى لغة صماء
نبحث عن جلودنا في دعاء الأطفال
في حقيبة الاولاد الموت
الحزن لا يعني وجعا في هتاف أملاء أوبريقا في خط يريد أن يرقص على وجه النهر
عن كتابة ترانيم صلاة فيها أسمينا المجرورين
في إكليل الأعتراف
الشاعر محمد محمود البراهمي

مجلة وجدانيات الأدبية (( حيثما تنظر عيوني )) كلمات الشاعر د.مهيب احمد المجيدي



غنائية
(( حيثما تنظر عيوني ))
كلمات د.مهيب احمد المجيدي
" ملء روحي أو كأنك أنت روح
يا جروحي أنت يا نزف الجروح
في صباحي في مسائي فين أروح
حيثما تنظر عيوني لي تلوح
في السماء خلف السحاب وجهك بدىٰ
في الندى فوق الزهور أنت الندىٰ
في صدىٰ صوتي وفي لحني صدى
في مساء عمري تضوي لي المساء
عيوني لو أُغمضها أشوفك
جفوني قد سكنها من طيوفك
جنوني يا جنوني من وصوفك
بدفء القُطن ورقتها كفوفك
على الأزهار ألاقي من شذاك
وفي الأسحار نسائم من سناك
و بالأوتار منى نفسي مناك
و مثل النار في روحي هواك
آه كيف أُخيفك يا خافي الأسى
كم لها تبكيـك أجفـان المساء
والفؤاد يشتيك والمكتوب قسى
قلت له ينسيك لكن ما نسى. "

الجمعة، 22 نوفمبر 2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( من غير ما أفكر )) بقلم الشاعر أسامة عيد



من غير ما افكر الشاعر اسامة عيد
عضو اتحاد كتاب مصر
22-11-2024
من غير طبعا ما افكر
انت قول لى تبقى مين
انا من مدة نسيت
تقريبا بقى لى سنين
من غير طبعا ما افكر
انت قول لى تبقى مين
انا من مدة نسيت
تقريبا بقى لى سنين
-------------
لما انت كنت حبيب
فكرت ليه تغيب
انا نسيت الشكل
انا نسيت الاسم
نسيت فعلا نسيت
ان قلبى خانه حبيب
سابه ف يوم حزين
من غير طبعا ما افكر
انت قول لى تبقى مين
انا من مدة نسيت
تقريبا بقى لى سنين
------------
غصب عنى نسيت
وسهرت كتير بكيت
من كتر كمان حرمانى
من كتر كمان احزانى
اصحابى اهم وصفولى
انى اروح لطبيب
من غير طبعا ما افكر
انت قول لى تبقى مين
انا من مدة نسيت
تقريبا بقى لى سنين
------
غيرت نظام حياتى
ورميت كمان ساعاتى
وقدرت صحيح انساك
ونسيت زمان هواك
وعشت حياتى صح
بعيد عن اى جرح
فليه بتكلم ميتين
من غير طبعا ما افكر
انت قول لى تبقى مين
انا من مدة نسيت
تقريبا بقى لى سنين

مجلة وجدانيات الأدبية (( أنا ... لم أزل )) بقلم الشاعر عبدالكريم الأقرع



أنا..... لم أزل
أهواكِ برغم ماجرى في قلبي
وما حصل
و أهوى التأمل بتلك العيون
و أعشق نظرات الأمل
و يسحرني شروق الشمس
عندما تسطع في وجهك
ملامح الخجل
و أحب حديث مبسمك الضحوك
عندما يهمس بصمت
و أحب كل همسة تبوح بها القُبل
أحبك.....
أقولها بعمق و بإحساس و بمشاعر
قالها صاحبها
في حضرة الصرح الجميل و قتل
حاولت التوبة عن حبك مرارا
لكن التوبة عنك إلى الأن لم تدركني
فخطواتها تمشي على مهل
إسألي قلبي الذي حطّم أضلعي
و كسر القيود و إليك رحل
قربك نار تضرم نيران لهيبها
في كل كياني
فيصبح كلّي عندما ألقاك مشتعل
و عندما تبتعدين يصبح بعدك هو الأخر
نار
تكوي بالشوق إليك مهجتي و أضلعي
و المقل
حبك سيدتي جريمة إرتكبها القلب
بحق قلبه
ومن الحب ماقتل
و اللا حب جريمة كبرى فأين العدل
كلاهما عذاب قد فتح القلب ونزل
أنتِ مصيبة قد أصبت بها
يروقني العذاب فيها و الصبر
و أنا الصابر المحتسب و المصاب جلل
إشتياق رجل

مجلة وجدانيات الأدبية (( صبابة )) بقلم الشاعر رياض انقزو ـ مساكن / تونس



صبابة
خوفي عليك من العشق
يدمي قلبك
وإن كنت مثلك
أخشى نهر اللّائم
خوفي عليك منّي
وقد اشتدّت صبوتي
وملت لنفاثات العقد
رياض انقزو
مساكن/تونس

مجلة وجدانيات الأدبية (( لن أبيع قضيتي )) بقلم الشاعر محمد عطالله عطا / مصر



لن أبيع قضيتي
( اليوم الرابع والخمسون من العام الثاني للعدوان )
( السبت ٢٠٢٤/١١/٢٣م )
--------------------------------------
أنا لن أبيع قضيتي
للإسترليني و للدولار
و لن تغريني أموالهم
و لا بالذهب بأي عيار
يعيشون على السرقة
نهج قبيح بالإستعمار
وبالعدوان وبلا أخلاق
بلا شرف لدى الاشرار
و فينا من خيار الناس
و عندي نخوة الأحرار
وسنحمي حمى وطني
و سنطردهم من الديار
مصيرهم مع داعميهم
هروبا و مجللين بالعار
ويعيش وطني بالسلام
ونعيش ببهجة الإنتصار
بقلم٠
محمد عطاالله عطا ٠ مصر

مجلة وجدانيات الأدبية (( أنا مصري )) بقلم الشاعر سليمان كامل



أنا مصري
بقلم // سليمان كاااااامل
*************************
أنا مصري... ولي الفخر والشرف
إذا كانت........... الأنساب أوطان
أنا العمق..........والتاربخ يذكرني
أنا التوحيد فلا فرعون وهامان
أنا النيل .......والبشرة السمراء
مهما خالطت........ أرضي ألوان
أنا الطيبة .....والوجه السموح
أنا البسمة... الصافية له عنوان
مصري أنا وفي...الأزهر مئذنتي
أتوجه لربي .....بها أذان وقرآن
مدرسة العلم .......للدنيا وقبلته
كم تتلمذ بها...... علماء لهم شان
ولو كتبت عنها بماء العين مدادا
ما استطاع... ذكر أفضالها إنسان
ولو أن الدمع... كماء النهر غزارة
ماكفي ذكرها........ بر ولا إحسان
مصري أنا....... من رأسي لقدمي
وكم بأرضي...حضارات لها أكفان
مصرى أنا وإن جار الزمان بوطني
على الرؤس رفعة والعز لي برهان
**************************
سليمان كاااامل..... الجمعة
2024/11/22

الأربعاء، 20 نوفمبر 2024

مجلة وجدانيات الادبية(( أهات الفراق )) بقلم الشاعر د. سعيد العزعزي

 آهَاتُ الفِرَاق

...............................................


عَبَثَاً حَاوَلتُ انسَى مَا تَوَلَّى وَانقَضَى 

حِينَمَا كُنتَ مَلَاكَاً حَاكِمَاً مَجرَى القَضَا 

تَجذِبُ القَلبَ كَشَمسٍ حَولَهَا دَار الفَضَا 

تُبهِجُ الرُّوحَ وَتُسلِي بَاعِثَاً فِيهَا الرِّضَا 


**************************

ثُمَّ وَلِّيتَ بَعَيدَاً خَلفَ إدرَاكِ العُقُول

تَارِكَاً نَجمَاً نَضُوبَاً يَتَغَشَّاهُ الافُول

وَرِياضَ القَلبِ ظَمئَى وَردُهَا يَشكُو الذُّبُول

احرَقَ الجَدبُ فُؤَادَاً اقحَلَت فِيهِ الحُقُول


**************************


وَانَا المُضنَى المُعَنَّى كم قَلَى عَينِي السُّهَاد

كُلَّمَا اغمَضتُ جِفنَاً مُقلَتِي تَابَى الرُّقَاد

ادَّعِي نِسيَانَ مَاضٍ مُحكِمَاً عَقلَ الفُؤَاد

كُلَّمَا كَبَّلتُ قَلبَاً يَتَمَادَى في العِنَاد

مَزَّقَ القَلبُ قِيُودَاً فَاعِلَاً بِي مَا ارَاد 

إن ظَنَنتُ الشُّوقَ يَخبُو زَادَ في رُوحِي اتِّقَاد

نَارُ شُوقٍ وَحَنِينٍ وَلَظَاهَا في ازدِيَاد

اسكُبُ الوَجدَ حِمَامَاً بَخَّرَت سَيلَ المِدَاد 


***************************


غَيرَ انِّي لَستُ انسَى مَن عَلَا فَوقَ السَّحَاب

كَيفَ انسَاهُ حَبِيبَاً رُغمَ آلَامِ المُصَاب ؟

طَيفُهُ ما غَابَ عَنِّي رُغمَ آهَاتِ الغِيَاب 

تَذكُرَك خَفقَاتُ قَلبِي وَفُؤَادٌ فِيكَ ذَاب

تَذكُرَك نَبضَاتُ عُودِي وانفِعَالَاتُ الرَّبَاب

كُلَّمَا عَذَّبتَ صَبَّاً لَذَّ لِي فِيكَ العَذَاب 

اشرَبُ المُرَّ عَسُولَاً مِثلَمَا شَهدِ الرُّضَاب

إن غَدَا الإدمَانُ حُبَّاً في فُؤَادٍ مَا اثَاب


د. سعيد العزعزي 

20/11/2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( شُعُوبٌ وقمَّة)) بقلم الشاعر فارس العرسوم



(شُعُوبٌ وقمَّة)
شُعُوبٌ ضلَّ واليها
إلى الخُذلان يهديها
وكلِّ مُصيبةٍ حلَّت
بها فمنهُ مأتيها
شُعُوبٌ عيشُها عارٌ
على الدنيا وما فيها
شُعُوبٌ تعشقُ الذِّلة
تُقبِّل كفَّ طاغيها
بتصفيقٍ لهُ تُسقى
مراراً كلَّ تسفيها
سَفيهٌ قاد نُصرتَنا
دعا السُّفهاء يُلهيها
عقدنا قِمَّةً كُبرى
بلا قِممٍ معانيها
وغزَّة قد نصرناها
بفنِّ العُهر ترفيها
14/11/2024
*بقلم/فارس العرسوم

مجلة وجدانيات الادابية (( الشاعر بقلم د / عبد الرحمن فتحي الحناوي . من مصر. ))(( شعره ابيض زي قليه ))

 بشعر العامية المصرية. 

  ( شعره أبيض زي قليه )

 شعره أبيض طاب وماله

 زي قلبه يا جماله

 طول ما قلبي ويا قلبه 

 يِحلا بينّا الانسجام


 شعره أبيض بس عاقل

 لما أزهق يبقى شايل

 همي كله وييجي قايل

 إنتي روحي يا مدام


 شعره أبيض  زي الفل

 شكله أحسن لما يطل

 لو حصللي شيء ممل

 صدره آجي عليه وانام


 شعره أبيض بس ناعم

 طول حياته ليا داعم

فيه ما بينّا روح تناغم 

 والحياه ماشيه تمام


 كام سنه بيني وبينه

 عقله أكبر دا يزبنه

 مش هاممني كبر سنه

 حاسه ويّاه بالأمان 


 إنتو مالكو ومال حبيبي

 طبعه أحسن من قريبي

 لو تعبت يقوللي سيبي

 اللي ف إيدك انا خدام


 اوعوا تقولوا عليه عجوز

 شوفوا لابس شورت وشوز

 في السباق يكسب ويفوز

 ما بيشتكي من أي آلام


 عمره عليا ما كان بخيل

 على حبه ليا ألف دليل

 وكلامه كله. فيه تدليل

 حقيقه والله مش أوهام

********************

 بقلم د / عبد الرحمن فتحي الحناوي .

 من مصر. 

 الثلاثاء ١٩ من نوفمبر ( تشرين ثان ) سنة ٢٠٢٤

مجلة وجدانيات الادابية (( الشاعرةفايدة العريقي))(( روحي متعبة هزيلة ))

 روحي متعبة هزيلة

أثقلتها النوائب وحماقة البشر

كل الأحقاد تكالبت عليها

كل الحقارة والحسد

أصحاب الشر نخروها بالرماح

لا لذنب سوى أنها فراشة بيضاء

كانت تعانق الورد و من الغيم

ترشف خيالات الندى

كانت آية الرب ...مرايات الأنبياء

تنغزل في خلوة الغابات

تناغي ملكوت الرب

بكل تهجدات الأولياء

وتارة تركض بين الحقول

لتجمع السنابل للفقراء

كل يوم تحمل لهم مائدة الغداء

وباقة ورد وسلة الدواء

من عينها تشع براءة الأطفال

ترفرف أجنحة السلام

لم يتروكوها تنعم بنشوة الحياة

روحي منهكة .....متعبة

تود أن تستريح ...أن تنام

بجوار ربها الرحيم

حيث المحبة تسطع من كل الوجوه

حيث لا خبث ولا شر اللئام

حيث العدالة تينع من كل الجباه

حيث لا ظالم ولا سوط سجان أثيم

روحي تود أن تستريح ...أن تنام

في جنة الفردوس ..حيث تنهر السماء

وتزهر النفوس بكل الوان الورد والريحان

حيث البراءة ....حيث الهناء

فايدة العريقي


الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024

مجلة وجدانيات الادابية (( يقلم الشاعرة الدكتورة عطاف الخوالدة ))(( لا تغمضي يا عيني ))

 🌸👁👁لا تغمضي يا عيني👁👁 


لا تغمضي... يا عيني بالله عليك.. اني 

ما زلت محتاجا إليك وللشمس والنور


ما تعودت.يوما ان أملي.....على احد

ما في خاطري.. او يكتب لي السطور


لا تغمضي يا عيني   حتى... لا اعيش 

القهر. في صحوي.وكأنني بين. القبور


ورحلة العمر مايوم مرْ.الا جهاد النفس أدخلت الفرح لمن حولي .....والسرور 


لا ترحل ايها القلم  وحلفت الا افارقك 

  إلى أن اوارى الثرى بلحظة او شهور


يا رب الكون رحمة منك القلم.في يدي 

يزهر  وكانه أغلى من الذهب و الزهور 


فالعمر يمضي َ ويقضي بسرعة.البرق 

وكأنه لحظة او سويعات من. الدهور 


قفا نبك.على اطلال من رحلوا وغابوا 

ورفرفت الغربان على الأسطح والدور


والحزن..بنى اعشاشه  على. الاشجار

وتوقف الشدو. من ألم وضجة.الجور  


الا ليت الزمان.. بتوقف قليلا.. قبل أن 

نغادر الدنيا... ونرحل ونحن.... صقور 


الا ليت الزمان يسمع بكاء القلب أنين 

والأطفال تدخل علينا بهجة وسرور


ما الدنيا.إلا دار عمل وشقاء لا بد إنك 

  راحل. فهي ليست دار بقاء بل عبور


الدنيا جميلة اذا تمتعت بنعم...... الله 

لكن تصبح دار شقاء اذا إصابك غرور 


كن.كالشمعة تحرق نفسها لتنير الدرب 

  المظلم ولا تكن كمن أصاب يده بتور 


ولا تظلم أحدا. مهما عاداك.... فالدنيا. دوارة  مهما عددت السنين... والشهور 


فاعمل كانك نسمة شذاها يزيد الفرح 

 يذكي طيفه  عبق الإحساس والشعور


يقلم الشاعرة الدكتورة عطاف الخوالدة...مناسبة هذه القصيدة كنت مصابة بنزف في عيني مهددة بالعماء لكن الله شفاني بالدعاء ٢٠٢٢..الحمد لله على كل حال





مجلة وجدانيات الادابية (( الشاعر أشرف سلامه ))(( تحدي القرود ))

 تحدي القرود 💪


و ان غدا الأسد شيخا .....

فأبدا لن تتمكن منه ...... القرود


فالسماء لا تسمع النباح .........

و الجرذان طموحها........ محدود


 شيبة الليث هيبة ......

و ذكرى الزئير .......... عنه تزود


 الهراوات  تخيف الأرانب ....

وجزرة قد تدعوها ...... للصمود !


فالغدنفر ينتقى فريسته ..........

يتعفف عن الميتة .......... و الدود


ملك للغابة بأسرها ....... وحتى

فى غيابه العرين ............ مشهود


و الشجاعة لا تهزم  ......و الموت

تكريم لحرّ بالكرامة يدفع و يجود 


و لم يأكل سبع من قبل ......وان

مات  تشرفت به ........ كل اللحود


فمن أى فصيل أيها الأحمق ؟

و كيف تصله  ...... و طريقه مسدود ؟


و ان سوّل لك الغباء هزيمته .....

فلن ...... و ان أتيت بكل الحشود !


أشرف سلامه

لسان البحر




مجلة وجدانيات الادابية (( الشاعر د. سعيد العزعزي ))(( يكفيك النحيب ))

 يكفيك النحيب

.....................

يا قلبي الكئيب

يكفيكَ النَّحِيب


حالي كالغريب 

في القفرِ الخريب 


مصباحي عطيب

في ليلٍ عصيب 


جَافَانِي القريب

ضَايَقنِي الرحيب 


من يرجو المُجِيب ؟

في وسطِ الصَّخِيب


هل يزهو القشيب؟

في القَدِّ النَّضِيب


لن تهنى الرَّطِيب 

إن مالَ النَّصِيب 


لَا عيشاً يطيب

إن غابَ الحبيب 


ما نفعُ الطبيب؟

والقاضي النجيب 


ناري واللَّهِيب

والدَّاءُ الرَّهِيب


والقلبُ النكيب 

حتمَاً لا يطيب 


لا يروي السَّكِيب

للقلبِ الجديب 


يُروِيهِ النَّغِيب

من كَفِّ الحَبِيب


يا قلبي الكئيب

يكفيكَ النَّحِيب


قد افنى الضَّرِيب 

للوادي الخَصِيب 


د. سعيد العزعزي

الاثنين، 18 نوفمبر 2024

مجلة وجدانيات الادابية (( الشاعر شمسان الحسام ))(( الوجع تم ))

 الوجع تم | الشاعر شمسان الحسام

===========================


عشت بعدي وبعد بعدي وبعد ما مرت سنين 

شي صادم جيت نادم جيتلي بعينك دموع


تحسب أني راح أغني وأنطرب وأنسى الأنين

وأفتح أحتضان أشتياقي للتلاقي بالرجوع


ليه راجع يا مخادع في جروحي مستهين 

كنت قاسي و شاب راسي وضيقتي بين الضلوع


روح وأبعد لا تعود ما أبي شمسك تبين 

لا تجيني و ترتجيني لا تسويلي ولوع


أنكشف كذبك ولعبك لا تقول أننت مغرم 

بان كلشي يالله أمشي والله أني ما أبيك 


بس كافي ما أنت وافي ما أبي ذا الحب تسلم

خف علينا ولا تجينا لا تضن أندم عليك 


ويش جاني يا أناني غيرها الأحزان والهم

غيب عادي لا تنادي بعت منهو مشتريك


كنت تجرح كنت تفرح يوم دمعاتي تسيل 

زاد هجرك بان غدرك وفر اعذارك واسف


خاب ضني حل عني كيف نرجع مستحيل

راح ننسى راح ننسى ع جفاك القلب حالف


وبالنهاية يا حكاية أنقضت شكري الجزيل

الوجع تم روح وأسلم عايفك هالقلب عايف


حب ثاني اليوم جاني بعد ذا الصبر الجميل

بفضل ربي شفت حبي زين من كل الوصايف


بس عن جد حيلي أنهد والدمع ممزوج بالدم

ذا بسبك خاف ربك ليت ما جاني يجيك


عشت بعدي وبعد بعدي وبعد ما مرت سنين 

شي صادم جيت نادم جيتلي بعينك دموع


تحسب أني راح أغني وأنطرب وأنسى الأنين

وأفتح أحتضان أشتياقي للتلاقي بالرجوع


ليه راجع يا مخادع في جروحي مستهين 

كنت قاسي و شاب راسي وضيقتي بين الضلوع


روح وأبعد لا تعود ما أبي شمسك تبين 

لا تجيني و ترتجيني لا تسويلي ولوع

مجلة وجدانيات الادابية (( مصطفى الحاج حسين ))(( حب اعمى ))

 ** ((حبّ أعمى)).. 


      قصة: مصطفى الحاج حسين. 


           

منذ اليوم الأول، لتعينها مديرة

للمؤسسة، شعرت بانجذاب نحوها، بهرني جمالها،سحرتني لحظة صفحتها لذلك وقفت إلى جانبها، رغم أنني كنت طامعا في استلام الإدارة.


ما حاربت المدير السابق، إلاّ لأحلّ مكانه..ومع هذا مددت لها يد المساعدة، أنا الذي كنت أضمر لها الشر، يوم تسرّب خبر ترشيح المدير العام لها.. وبصدق أقول لو لايّ، لأخفقت إخفاقا ذريعا، لأن معظم العاملين، يرفضون العمل تحت قيادة فتاة، لم تتجاوز الخامسة والعشرين، ولأني أملك تأثيرا عظيما على كافة الموظفين استطعت أن أمنع رفع أيّ تقرير، بحق المديرة الجديدة، وبطرقي الخاصة، جعلت الجميع خاتما في إصبعها، بذلت جهدي ووقتي في خدمتها.. قمت بأعمال المؤسسة كلها، أبقيت لها عملا واحدا فقط.. تركتها خلف طاولتها، متفرغة للزهو والمباهاة، وللثرثرة على الهاتف

.. أصل إلى العمل، قبل ساعتين، ولا أغادر، إلاّ بعد انصراف الجميع، كنت أطمع في صداقتها.. بل في حبها.. ولكن عبثا.


أصنع لها الشاي والقهوة.. أمسح طاولتها.. أعتني بأصص الورد في مكتبها.. أملأ قلم حبرها.. أقوم بتصليح سيارتها.. وكلّ شيء، كلّ شيء من أجلها.


لاحظت حبها للمطالعة، فأخذت أبحث في المكتبات، عن الكتب التي تحبها، وانتبهت أنها مغرمة بحلّ الكلمات المتقاطعة، فلم أبق جريدة، أو مجلة تهتم بذلك، وهي كثيرة على كل حال، إلاّ اشتريتها.. وعلمت عشقها صوت (فيروز)، فأتيتها بأشرطتها.. وتناهى إليّ أنها تأتي دون فطور، فهرعت لأحضر ما تحب من طعام.. لاحظت شغفها بالتدخين بعد الطعام، فأخذت أشتري لها علب السجائر المهربة، مع أني لا أطيق التدخين.


حتى وصلت هذه الخدمات إلى منزلها، فكم من مرة حملت لها جرة الغاز، وصعدت بها إلى الطابق الخامس وتعرفون مدى صعوبة توفير الغاز، كنت أدفع زيادة على السعر، من أجل أن ألبي طلباتها.. وطلبات والدتها، التي كانت تدعو لي، من كل قلبها.


ومرّة، أقسم لكم على ذلك،

تستطيعون إن لم تصدقوا، أن تسألوا أهلي، اتصلت أمّها.. وطلبت تأمين ربطة خبز، وحين عجزت عن تأمينها، من السوق السوداء، هرعت إلى منزلنا، أخذت ما فيه من خبز، رغم احتجاج العائلة.


وذات يوم.. رأيتها منزعجة، من أحد الموظّفين، فحاربته مع أنه كان صاحبي، أرغمته على تقديم استقالته.


عن أيّ شيء أحدثكم، صرت لها عبدا مطيعا، وكلبا أمينا،كل هذا للتقرب

منها.. ولكن عبثا.


قررت أن أصارحها بأمر حبي، أريد أن أرتاح، من عبء هذا العشق الجنوني، نهاري في خدمتها، وليلي للتفكير فيها، تسبقني إلى أحلامي.


كم مرّة، خرجت بعد منتصف الليل من منزلي، أمشي ما يقارب الساعة، لأصل العمارة التي تقيم فيها، استرق مثل لص، النظر إلى نافذتها الغارقة في العتمة، أتخيلها نائمة كملاك، وأحسد وسادتها ولحافها، بل أحسد الظلام المطبق على غرفتها،أقترب من سيارتها أمسد جسدها الأملس ، وأقبل زجاجها البارد.


قررت مصارحتها، لكنني تساءلت، هل يعقل أنها لم تشعر بعواطفي نحوها حتى الآن!.. وكل الناس يؤكدون أن المرأة ذات حساسية فائقة، بما يتعلق بالإعجاب بها، وأنا لست مجرد معجب، بل مهووس، لكن من المؤكد أنها تنتظر الأنثى تنتظر، وعلى الرجل أن يبدأ دائما، هذا ما قاله لي صديق، أثق بآرائه في عالم النساء.


في اليوم التالي، اقتحمت عليها خلوتها، وبادرتها دون مقدمات:


ـ آنسة (رحاب).. ماذا لو طلبت يدك؟.


انفجرت بضحكة زلزلت أعماقي.   


قلت منكسرا:


ـ لماذا تضحكين؟!.. أنا لا أمزح.


علت ضحكتها، أشارت بإصبعها نحوي، والكرسي تحتها يضحك أيضا:


ـ أنا.. أتزوج منك يا(صالح)!!!.


حاولت ابتلاع الإهانة.. لكنني لم أستطع:


ـ ماذا ينقصني.. لتسخري مني؟؟؟!!!. 


مسحت الضحكة..اصطنعت هيئة جادة، قالت بعد صمت:


ـ يا أخ (صالح).. لا تكلمني في هذا الموضوع مرّة أخرى.


قلت كمن يلقي بآخر سهم في جعبته:


ـ لكن لماذا؟!.. أنا أحبك يا(رحاب)، ألم تلاحظي ذلك. ثم تابعت أشكو:


ـ هجرني النوم بسببك.. فكري بالأمر.. أرجوك.


لكن ضعفي جعلها تصرخ:


ـ (صالح).. لا أريد سماع مثل هذا الكلام.


ساعتها.. تمنيت أن أصفعها، منتقما لانكساري وذلي.. ولكني خرجت أحمل هزيمتي بصمت.


منذ ذلك الوقت وأنا أتعذب، أتساءل عن سبب رفضها!!!..انظروا إليّ..هل في شكلي ما يضحك؟!.. هل لأنها مديرة؟! أم لأني صادق، لا أعرف اللف والدوران؟!.


ولكي أخرج من قلقي، وأمنح نفسي فرصة للتوازن، والتفكير، طلبت إجازة ، غبت عنها، فكرت بالزواج من غيرها، من أيّ إنسانة، كنت عاجزا عن فعل أيّ شيء، لم أعد أطيق رؤيتها، أخذت تراودني فكرة أن انتقال، بل فكرت في محاربتها، فهي حتى الآن، لا تعرف شيئا عن المؤسسة ، وأستطيع خلق مشاكل لا تحصى أمامها، عندها ستعرف من أنا، وستدرك أنني المدير الحقيقي.


قطعت أختي حبل تفكيري، طالبة مني أن أرد على الهاتف،رفعت السماعة ففاجأني صوت والدتها:


ـ مرحبا أستاذ (صالح)..


ـ أهلاَ..


ـ (صالح).. لماذا لم نعد نراك؟!.


ـ في الواقع.. أنا في إجازة.


ـ إجازة عن المؤسسة، وليس عنّا. 


ـ حاضر.. سوف أزوركم.


ـ أريدك أن تأتي الآن..


صمت برهة أفكر.. ثم قلت:


ـ هل من ضرورة لمجيئي؟!.


ـ نعم.. أنا في انتظارك.


وضعت السماعة شاردا ، ماذا تريد

؟! .. وهل (رحاب) موجودة؟.. لم ينتهي دوامها بعد، يبدو أنها لم تخبر أمها بعد، بما جرى بيننا.


حين وصلت، استقبلتني الأم بحرارة زائدة، دعتني إلى غرفة الضيوف، قلت وأنا أسير أمامها:


ـ خير.. هل من خدمة؟.


نظرت إليّ بحنان أربكني، وقالت:


ـ أخبرتني (رحاب).


قلت بصوت محزون:


ـ تبقى رحاب مثل أختي.


ـ لن تزعل حين تعرف السبب.


هتفت بلهفة:


ـ أرجوك.


مرت سحابة حزن واضحة، قرأتها في عيون الأم، وبدا أنها تقاوم اندفاع الدمع:


ـ  (رحاب) يا (صالح).. مشّوّه.. منذ صغرها.


رددت خلفها بذهول:


ـ مشوّهة؟؟!!.. كيف؟؟!!.. لم ألاحظ أيّ شيء.


ـ التشوّه في بطنها.. انفجر عليها بابور الكاز، وهي صغيرة.. وحتى لو تزوجتك لن تستطيع أن تنجب لك أطفالا.


طارت طبقات الغبار الحاقدة، التي حطت على قلبي، عاد قلبي يخفق بصفاء، التأم جرح كرامتي المفتوح، فهتفت دون شعور:


ـ من قال لك أنني أريد أطفالاً؟!.. أنا لا أريد سوى (رحاب).


قالت الأم، بعد أن جففت دموعها، وبدا على وجهها الارتياح:


ـ قريبا ستذهب (رحاب)، إلى (أمريكا)، لإجراء عملية تجميل.


لا أدري كيف بدر مني هذا السؤال، الذي لم اكن أقصده:


ـ وهل التشوه كبير، إلى هذه الدرجة؟.


عاد الحزن يغلف وجهها.. أطرقت صامتا، أفكر بآلام (رحاب) وتعاستها

.. لماذا لم تخبرني؟.. انتابني حزن شديد، وعطف كبير، وحب لا نهائي.


نهضت الأم قائلة:


ـ سأعد لك فنجانا من القهوة.


ـ شكرا.. أريد أن أذهب.


رمقتني بنظرة ذات دلالة، وسألتني:


ـ ألا تريد أن ترى (رحاب)؟!.. دقائق وتصل.


خجلت من نفسي، خشيت أن تفسر موقفي هروبا.


جلست أفكر.. كيف استطاعت (رحاب) أن تتحمل كل هذه الآلام بمفردها؟!.. كم كنت غبيا، حين فكرت بالانتقام منها، على كل حال ليست هي المرة الأولى.. فأنا أعرف أنني حقود، منذ أن اختلفت مع المدير السابق.


رنْ الجرس.. قفز قلبي من مكانه.. لقد وصلت.. سمعت همسا بينهما.. دخلت.. نهضت.. ومتعمدا خاطبتها، دون رسميات:


ـ أهلاَ (رحاب).


قطعت عليّ الطريق:


ـ أهلا أستاذ (صالح).. تفضل.


حاولت أن أخفي ارتباكي:


ـ كيف أحوال المؤسسة؟. 


أجابت باقتضاب:


ـ بخير.


طعنتني مرتين.. كنت أتوقع أن تقول المؤسسة دونك لا تساوي شيئا، إذاَ غيابي لا معنى له عندها.. أم أنها تداري عجزها، عن إدارة المؤسسة دوني؟!. 


دخلت الأم، لتقطع عليّ ضياعي، بين الاحتمالات والتكهنات، تناولت القهوة دون وعي مني، وقررت أن أبدأ بالمصارحة:


ـ (رحاب) أمك أعلمتني.


نظرت مستفسرة. أضفت :


ـ عن التّشوْه.


امتقع وجهها، نظرت إلى أمها بحدة، ثم انخرطت في البكاء، قلت وأنا أظن أنها فرصتي، لإبراز إخلاصي وحبي:


ـ (رحاب).. أنا مصمم اليوم ، أكثر على طلب يدك.


وما إن أنهيت كلامي، حتى نهضت بعصبية، ترتجف أوصالها، وتحرك يديها بطريقة عشوائية.. وتصيح:


ـ لكنني لا أريدك.. ألا تفهم؟!.


ومضت تتعثر بخطواتها ودموعها، تبعتها أمها دون اكتراث لوجودي، فعلا صوتها من الداخل:


ـ لا أريده.. لا أطيقه.. هل فهمت.. أم لا.؟!.


خرجت مثل سهم طائش.. دون وداع شعرت أني جرح يمشي، وكان صوتها يطاردني كاللعنة،  لا أطيقه.. لا أطيقه، لماذا تكرهني؟؟؟!!! أنا الذي رضيت بتشوهها..بعقمها..لماذا لا يعاقب القانون الأحبة الجاحدين؟!.


مشيت ابكي.. غير عابئ بمن حولي، في حلقي تتنامى غصة بحجم دموع الدنيا.. لماذا ذهبت إلى بيتهم؟.. لماذا لا أتزوج امرأة غيرها؟.. لماذا لم أقتلها تلك اللحظة؟.. لماذا؟؟؟!!!.. لو أني قدمت ما قدمت لوحوش البراري، لحنّت ولانت، وبادلتني الوفاء بالوفاء.. رضيت بها وأنا أعرف تماما أن أمي وأخواتي اللواتي لا يعجبهنّ العجب لن يسكتن، سيعتبرن ذلك مؤامرة من الأم وابنتها.. وأنا ضحيّتها، لن يصدقن أني أرمي بنفسي تحت أقدامها، وهي المشوهة العقيم، ترفضني.


عدت في آخر الليل، مخمورا إلى البيت وتسللت إلى غرفتي ، لأخفي انكساري، لكن أختي نادتني قائلة:


ـ  (صالح).. مطلوب على الهاتف.


قلت بصوت مكلوم:


ـ نعم..؟!.


وجاءني صوت الأم.. فصرخت:


ـ ألم تنته اللعبة بعد؟.


نادتني بتوسل:


ـ (صالح).. أرجوك اسمعني.


ـ بل أنا الذي أرجوك.. كفى.


ـ (صالح).. (رحاب) تحبك، تحبك كثيرا.. لكنها معقدة.. وخائفة.


قلت وأنا أغالب ضعف قلبي، أمام هذه الكلمات:


ـ شكرا لك و(لرحاب)، على هذه العواطف النبيلة.


قالت متوسلة:


ـ (صالح) لا تقل مثل هذا الكلام (رحاب) تحبك أكثر مما تتصور، لا تنسى عقدة التشوه عندها، إنها محطمةوتهرب من المواجهة.


انتابتني موجة إشفاق من جديد ماذا لو كانت (رحاب) ترفض بسبب عقدتها، مؤكد أنها تخاف من نفوري منها، ولكن ألم تدرك أن حبي لها، أكبر من أيّ تشوه؟؟.. على كل حال يجب أن أبقى إلى جانبها.. وقررت أن أقطع إجازتي.


في اليوم التالي التقيت بها، لم ترحب بي، لزمت مكتبي، كي لا أحرجها،لكنّني في نهاية الدوام، دخلت أعرض عليها خدماتي.. فردتني ببرود..تساءلت هل هي خجلة مما حدث إلى هذا الحد؟. 


مضت الأيام، وكل منا قابع في مكتبه ليس بيننا سوى عبارة صباح الخير .. فأكدت لنفسي أنها خجلة ومرتبكة، وأنها لم تغفر لنفسها خطأها بحقي، فتشجّعت وذهبت إليها.. جلست دون كلام، فتطلعت مستوضحة:


ـ خير يا أستاذ (صالح)، هل تريد شيئا؟.


شعرت برغبة في أن أزيل عنها، قناع اللامبالاة هذا، قلت:


ـ (رحاب).. أنا أعرف أنك محرجة مني.

باندهاش صاحت:


ـ آنسة (رحاب) من فضلك.


ـ (رحاب) أنا أحبك.. وأعرف أنك تحبيني، وتحاربين قلبك، ولكن لماذا؟!.


عبرت عن ضيقها، بزفرة طويلة

مصطنعة، وأجابت بتهكم:


ـ ومن قال لك أنني أحبك؟!.


ـ أمك.


أشعلت سيجارة على غير عادتها.. فهي لا تدخن إلاّ بعد الطعام.. ورأيت يدها ترتجف.. حاولت أن تتكلم بهدوء:


ـ أستاذ (صالح).. سأتحدث معك بصراحة.. أنا لا أرفضك للأسباب التي أفهمتك إياها أمي، الحقيقة أمي هي المعجبة بك.. أما أنا فلا أحمل لك غير مشاعر الأخوة الزمالة أنت تحبني.. ولكنني لا أبادلك المشاعر.. أنصحك بالبحث عن غيري

.. ألف واحدة تتمناك.


ـ لكنني لا أتمنى غيرك، يا (رحاب).


صاحت:


ـ ولكن ما ذنبي أنا، هل أجبرتك على حبي؟!.


نهضت، والدم يطفر في عروقي:


ـ آسف.. آسف.. يا آنسة (رحاب)، لن أحدثك في هذا الموضوع مرة ثانية.


لكن أمّها لم تتركني بحالي، كل يوم تتصل، وتؤكد أن (رحاب) تحبني

وأنها بحاجة إلى وقت لتتخلص من عقدتها، لكني لم أستطع محو الإهانة عن نفسي، قررت أن أضع (رحاب) أمام الأمر الواقع.


دعوتها إلى المستودع، بحجة الاطلاع على قطع التبديل الجديدة،

والمستودع كبير وبعيد عن الأنظار، فتحته ودخلنا، تحيّنت الفرصة وأقفلت الباب دون أن تنتبه، عبرنا الممر الطويل المؤدي إلى الركن الداخلي، أشعلت الضوء، ووقفت إلى جانبها، متظاهرا بفحص بعض القطع، وحين وجدتها غارقة بالنظر والتقصي،انقضضت عليها فأخذت تصرخ، وقد تملّكها الذهول:


ـ ابتعد.. ابتعد عني يا مجنون.


كنت عازما، وكلماتها ترن في أذني (لا أطيقه.. لا أطيقه)، فازددت اندفاعا، وأنين الآلات المحموم، يغتصب صراخه المجنون. 


ـ أحبكِ... أحبكِ.


كانت تقاوم.. بكل قواها تقاوم.. بكل زعيقها.. بكل توسلاتها.. ودموعها

.. بآهاتها.. وخلجاتها.. واستسلامها.


قلت لها يا حضرة  القاضي، إني ما أزال راغبا فيها.. لكنها رفضتني، وطردتني وتقدمت بالشكوى.. وها أنا أمامكم.. أعرض عليها الزواج.. وهي تصمم على سجني، أو إدخالي مشفى المجانين!.


أنا لست مجرما يا سادة.. لست مجنونا.. أنا عاشق.. عاشق.. وأرجو أن تأخذوا هذا بعين الاعتبار.


                    حلب