آهٍ يا دنيا
ترى الطيور على الارضِ متجمعة
وإن أنت أدركتها تطيرُ وتهربُ
مثل أفكاري هي في عقلي مرتبةٌ
وإن أنا طلبتها مجيئها يصعبُ
تراها في ذهني معروفٌ رسمها
وإن أنا ترجمتها للقلم لا يكتبُ
ما هذه الدنيا لتي لا ترحم عقلاً
وراحة البال فيها صارت مطلبُ
ذهبت الأخلاق منها واختفتْ
وصار الفرد لرؤية الخير يَعْجَبُ
ما عاد الرجل الكبير لأعماله يتقن
وما عاد الطفل أيضاً بألعابه يلعب
صار الذكر أُنثى والأنثى ذكرا
وصار القريب بعيداً والبعيدُ أقربُ
وصار فيها الخبيث يزأر اسداً
وصار فيها الأسدُ مسكيناً أرنبُ
صار اذا نطق الحكيم كلامه عيبٌ
وإذا نطق الحمار كلامه أَصْوَبُ
كيف تريدون أن تترتب الأفكار
والدنيا انقلبت رأسٌ على عقبُ
انا من صرت أهوى البقاء وحيداً
وصدري للنصيحة لم يعد رحبُ
آهٍ يا دنيا صرتِ للخَلُوقِ عذاباً
وآهٍ يا أَيامُ صرتِ للقبيحِ أَعذبُ
بقلم: khaled rabia
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق