*دمعة في قاع الإناءْ*
.....................
أوقفوني ليسألوني.....
أوقفوني...وبفضاعة بهذلوني
ووضعوني بجوار الأشقياء
أنتظر....وكم هو الإنتظار مميت
انتظرت فخفت
حتى تذوّقت مرارة البلاءْ
فقلت في نفسي .....
هلكت..... أيا الريحاني
أيا ربّ....أيُهلك قلب من أحبّك
أتهلك القلوب الوديعة للأوفياءْ؟
قال ليطمّنّي...... إقترب منّي
دعوه يمضي على الصّراط
لأنظر أيّ العبيد هو ....وأرى
تبعثرت ولكن مررت ....تجاوزت ونجوت
دنوت ......وبقربه فزت
دنوت حتى ذهب وزال عنّي الموت
وغرقت في بحر من الحياءْ
إنّه الجبّار.......يا سادتي
إنّه الحكم العدل.....
مبلل لحاف الوسادة
كل ليل عند الاختلاء
ربّ العبيد .....هو الرحمن الغفور
رحيم رؤوف بمن ....يشاءْ
سبحانه همس لي ضاحكا....قائلا
شفعت فيك يا حبيبي
دمعة ....في قاع القلب
دمعة ذرفتها ....عند الإختلاءْ
أغرقت اللبّ والنّفس والكساءْ
أذابت ذنوبا جم.....
لا يعلمها إلا أنا
فطوبى لعين أبكاها
الشّوق اليّ .....
وأضناها البعد عن يديّ
فكسوتها براحة كفّي ...غطاءْ
فلن يراني يا حبيبي ....
إلاّ من أغرقته ودا ّوحبّا....
والقيت به في بحر العماءْ
......................
ريحانيات
الأديب المفكر والشاعر التونسي
محمد نور الدين المبارك الريحاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق