الاثنين، 11 يناير 2021

الفراق..............الشاعر إدريس الصغير الجزائر


الفراق
لا تكنْ مثل الأطفال
تغضب
كلّما عزمتُ الرّحيلَ
تسبقني بشلال عينيك 
تمطرني
تسحرني بأشعارك الجميلَة 
إنّي لم أعد طفلةً كما كنت ساذجةً
لم أعد تلك الشّرنقة 
التي كنت تنشرها 
على 
سريرك
مثل ما يُنشر الغسيل 
لا تكن طفلاً 
فإنّي شربت، من كأسك
مرارا، ومرارا فكان خيرك
عندي قليلاً
قليلَ
أنا من يسألك، 
سيدي
ولأول مرة أقولها
لك 
بعد ما صرت رجل مُهمًّ
وصار عنقك طويلاً 
طويلَ
أنا
من يسأل 
فلا تسألني ..
من كان أولا قراره الرحيلَ ؟
فإنّي اخترت، وأخذت قراري
أن لا أجعلك
يوما.. 
بين ضلوعي
وأن 
لا تكون بين أغراضي 
و أشيائي 
الجميلة 
أخذتني وأنا عود عطرٍ
فجعلت من عمري
سحابة دخانٍ
وجعلت من صِبايَا
سيجارةً
تأخذ أنفاسك منها إلا قليلَ
لا تكن طفلاً
إنّي لم أعد كما كنت
أهتم لك بظفائري
ولم أعد أزين لك خصلة شعري
و لم أعد أرسم
على شفتيك قبلاتي الطويلة 
سرتُ خلفك ولم أسألك يوما 
عن مصيري
؟
سرتُ فوق موج الهوى
وأنا طفلةً بين ذرعيك 
أرمحُ
وأكسر بصمتي 
الأمواج وأخيطك بمعصمي
شراعً وأسكنتك بروج صدري
وغذيتك فواكه ببل
وعلى صدري قشرةَ التّفاح 
والرّمان الأحمر
الصّغير
الأصيلة 
وخيمتَ على خصري سننا طويلة
ولم أسالك يوما عن عمري
الذي مضى معك
وعن شرفي الذي ذبحته بخنجرك
لم أسألك يوما إن كنت أنا نزوة
في حياتك
أم حرة جليلة
سرتُ خلفك 
كناقةٍ ماسكً خطامها
أين ماوجهتني 
أسجد
لك
وأنا عليلةٌ بعشقك ذليله 
سرت ولا أعرف وطني
فأخذت من قلبك مأوًا
ومن صدرك معبدًا
وقبلة
ومن حضنك، عاصمتي، وموطني الجزيله
واليوم جئت تبكي الفراق 
تقول عودي
أنت مني حبلة 
أنا منك حبلة ؟؟
لا تكن طفلاً 
كن شجاعَا
فالخيط الرفيع انقطع
ووجهك
المشرق
صار غيمة سوداء
وجفنك الباسم 
انطفاء
وصرت كقُرّاص المزابل
ذابلاً 
فلا تكن طفلَ
وابتعد عني قليلَ
فليس هناك أصعب عليك 
كاليوم من أن يكون قلبك 
بين يدي مصفدا ذليل
أرجوك ابتعد فلم تعد عندي 
ذاك الطاووس المبجال
لم تعد ملك فغرورك
قتل في قلبي كل شيء جميلة 
إدريس الصغير الجزائر
04جانفي 2016م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق