الخميس، 24 سبتمبر 2020

نص بعنوان {{-- من أنادي؟--}} بقلم الشاعر/ ة / {{{--💜 - آمنة ناجي سعد الموشكي- -💜--}}}




من أنادي؟

عندما
كنت صغيرة
كان لي
أبٌ عظيم
ولنا بيتاً
جميلاً
وبه
الأم الحنون
ولنا زاداً
وماء
وأراضي
وسماء

عندما
كنت صغيرة
كنت
أهوى الروض
والورد
وأنواع الزهور
كنت أعشق
منظر الأشجار
والأنهار
وأنواع الطيور

كنت في أحضان
أمي
وأبي الغالي الودود

وإذا بي اليوم
وحدي
لا أبا يحمي
ولا أُما حنون

سرت
في نفس الطريق
خلفي المأجور
بالشاكوش
وصوت
البندقية

وأمامي بحر
في تلك الطريق

من أُنادي؟

قيل لي
نادي العروبة
قلت
ما عادت تجيب
ألف عامٍ
أويزيد
وأنا
أصرخ وأبكي
في سرابٍ
لايلين

بعدما
فارق رسول النور
ساحات السلام
أحكموها
بالتمام
ثم قاموا
حولوها
من حلالٍ
للحرام

السماء تمطر
أعاصيراً ورعداً
وبروق
وسيولاً
جارفات
وأماسي
راجفات
وأرى الأطفال
يبكون
ويستجدوا
سماهم

في ظلام الليل
كل الناس
في جوف
المغارة
غارةً
تتلوهاغارة
حاصرونا
دونما
ذنب إجتنينا
أوبما
فعلوا رضينا

حربهم طالت
على أعناقنا
جزت
رقاب

أرضنا صارت
خراباً في خراب
آه
كم حزناً نعاني
من وباء
عالي شعاره
نحتسي
قهراً وذلاً
كل اصناف
الحقارة

المتاهاتُ تمرجحنا
على صوت
الربابة
في الصحاري
والدروب
تنتزع
أكبادنا حر الكروب
في مآسينا
نذوب
لا امل يُرجى
من الظالم
نرى يوماً يتوب

نظرت نحوي
وقالت لي
كفاية
قد سئمناها
الحكاية
لستِ وحدك
ياحياتي
في دروب المِحرقة

إنني
في سجني الأبدي
بمرآةٍ قديمة
مر عمري
كله فيها
غريب
أمسياتٍ
كالحات
وسويعات
القيامة
قادمات

سجلي عندك
لما القدس
سليبة؟
وفلسطين لماذا
ينتسوا الأرض
الحبيبة؟
وحدها تصرخ
بصوت الإتحاد
كم تنادي
أمها الغضبى
وتحلم بالأمان

سجلي ايضا
بلاد الرافدين
كم بكيناها
سنين
وتجاذبنا
الحنين
كم تسابقنا
نشاهدها
على الشاشة
الكبيرة
وهي مغدورة
أسيرة
ومدامعنا
تسافر
نحوها
في كل حين

سجلي ايضا
بلاد الشام
وإحكيها
حكاية
حرريها
في رواية
ربما تأتي
من الماضي
تباشير السلام

سجلي
عندك
أراضي الجنتين
حين كنا
وردتين
ننتشي
نمرح
كلانا
بين تلك الروضتين

كيف كنا
وإلى أين
إنتهينا

أمنا
كانت كما نهوى
فصارت
لاتُطاق
كلها
أضحت شرار
تبتدي
أحلامنا فيها
وتصحو
في السراب

آه
من آلامنا
يابنت أُمي
ما وِجد للداء
دواء
الأعادي
خلفنا تجري
وسوط
الإنتقام
حارت الأفكار
تاهت
في دروب الإنتظار

لم نرى شمساً
ولا قمراً
ولم يطلع نهار

سجلي عندك
مآسينا
مع طول الحصار
إشرحيها
كل لحظة
للصغار
وللكبار

وإخبريهم
ياحياتي
عن دموعٍ
لم تجف
عن همومٍ
لم تقف
عن مجاعة أمةٍ ثكلى
وعن موت الألوف

في ربيع العمر
ماتوا
أي جُرمٍ
أي خوف؟
كلهم
صاروا حتوف

أخبريهم
عن دمار
عن ديارٍ
لم تنام
عن بيوتٍ
أصبحت ذكرى
غباراً في غبار

أصبحت
صحراء يباب
تسكن الأوهام فيها
والعناكب
والظلام

وإخبريهم
عن نزوح الأم
والطفل اليتيم
والغواني
كم تهيم
في خيام الذل
والموت
تعاني
دون رحمة

لم تجد ماءً
ولا زاداً
ولا حتى الفِراش
لا ملابس ترتديها
أوملاذٍ
أومعاش

إخبريهم
كم نعاني نحن
في ظل الحروب
والكوارث
والشجون

وإسأليهم
عن مآسبنا
لما لم ينقذونا؟
وعن الحرب
الخبيثة
إسالي
هل يوقفوها؟
هل بنا
أن نستعيد الفجر
أم لن نستعيده؟
والأمل
هل من أمل
للنور يسري
في وريده؟

موطني
المقتول
غدراً
لم يجد
حتى الوسادة
يسترح ساعة وداد
أنكروا
حق المناضل
والمجاهد
والشهيد

احرقوا
باقي أمانينا
وفازوا بالشتات
مزقوا
كل الصفات
بعدما كانت بلادي
ياحبيبة
راقية
أمست اليوم
حزينة باكية
أصبحت
حيرى كئيبة
تشتكي
حجم المصيبة

كلها غضبى
ولكن لامناص
قد أحاطوها
رصاص
من يُجيد الرقص
والمغني
تمكّن بإختصاص

قلتُ يكفي
من مآسينا
غذابك
يا أميرة
في الدهاليز
الكثيرة
كلها
أيامك السوداء
تحطّم
أمنياتي
تحرق اليوم
فوادي
تحتسيني كل يومٍ
في كؤوس الإنتحار
وحدها
أول نهار

فاكتبي
مايختلجني
حرري باقي
الخطاب
عندما
تشرق في ألآفاق
شمس
الإنتصار

صفقي فرحى
وهيا إرفعي
علم الكرامة
والأماني
المستدامة
صفقي غني
وهنينا
رفعنا اليوم
هامة
واستعدنا
الإبتسامة
فاز من أمسى
نظيف القلب
من خبث اللئآمة
وارتقى
فخراً مقامه

يومها
لن تدمع العين
الحزينة
بعدما لاح الصباح
ينتهى قانونا
القاسي
وعصر الإنبطاح

اسمعي
ياغادتي الحلوة
تباشير السلام
في قممنا
والجبال
في مبانينا
مشافينا
مدارسنا
شوارعنا
وكل مرافق الدنيا
سنلقى
المنّ والسلوى

قوانين السماء
تسموا
بأهل الدين
والتقوى
ولن نحيا
بلا توحيد
لأن الأرض
للأقوى
***************
بقلمي حواري مع الحرية
شاعرة الوطن آمنة ناجي سعد الموشكي
اليمن 19. 9. 2020م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق