مسكن وسكن : :
بناء المسكن ليس مجرد عملية هندسية تتعلق بتشييد الجدران والأسقف، بل هو فعل يحمل في طياته معانٍ أعمق تتعلق بالراحة النفسية والروحية لكل أفراد الأسرة. فالمسكن هو الملاذ الآمن الذي يجتمع فيه أفراد الأسرة ليعيشوا في جو من الألفة والمحبة، ويجب أن يعكس قيمهم ومبادئهم الدينية والأخلاقية. ولذا، ينبغي أن نحرص على أن يكون مسكننا ليس فقط ملائماً من الناحية المادية، بل أيضاً من الناحية الروحية.
من الناحية الدنيوية، يجب أن يكون المسكن مريحاً وعملياً، ومجهزاً بجميع المرافق الأساسية التي تضمن حياة كريمة. يجب أن نختار التصميم الذي يناسب احتياجاتنا ويوفر لنا بيئة مريحة وصحية. يجب أن نحرص على استخدام مواد بناء صديقة للبيئة ومستدامة، وأن نتبع معايير السلامة والجودة في كل خطوة من خطوات البناء. كذلك، من المهم أن نراعي توزيع المساحات الداخلية بطريقة تتيح لنا الاستفادة القصوى منها وتوفر لنا الخصوصية والراحة.
أما من الناحية الآخروية، فيجب أن يكون المسكن مكاناً يعزز القيم الدينية والأخلاقية. يمكننا تخصيص مكان للصلاة والعبادة، والحرص على وجود مكتبة تحتوي على كتب دينية وثقافية تفيد جميع أفراد الأسرة. يجب أن يكون المسكن بيئة تشجع على الطاعة والعبادة، وتبتعد عن كل ما يمكن أن يفسد الأخلاق أو يشتت الذهن عن الأهداف السامية. بتوازننا بين الاحتياجات الدنيوية والروحية، نضمن أن يكون مسكننا ليس فقط مكاناً للإقامة، بل أيضاً مصدر سعادة ورضا في الدنيا والآخرة.
©©© د.بن عزوز فرح الإدريسي _الجزائر ©©©
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق