((أنا وهي والحبّ))
أنا وهي والحبّ
وساعات الإنتظار
لن أشعر بالملل ساحرتي
مهما توالت علينا اللّيالي
فالعشق شرفٌ وليس عار
مهما أسقط الخريف الأوراق
وتغيّر الطّقس وعُصفت الأزهار
مهما توالت بنا الفصول
تعلن الرّحيل بالموت
والحياة بالإستقبال
مهما طال البعد
ودُقَّت بيننا الأسوار
أصرخ وتعصفني الأشواق
مهلاً.. أيّها الشّوق
إذاً فالعشق قد صار
ومَلأ ما بين الضّلوع
وفاض ما بين الأحداق
ينابيع وأنهار
اشتعل أيّها الشّوق فينا
واعزف ترانيم العشق لحناً يشجينا
على قيثارة الحبّ وحسّ الأوتار
فلا تطفئ لهيب اللّهفة فينا
ولا تلتفت للأعذار
مهما يصرخ القلب أو يُستجار
أنا وهي والحبّ
وساعات الإنتظار
أراها تأتينا متلهّفة لاهثة
من خلف الثّرى وستائر الغبار
بشوقها بحسنها بأدبها
بهيبتها وزينتها
ذات الوقار
أنا عاشقها المتيّم بها
أنا حارسها وفارسها المغوار
أراها تأتيني تعانقني
معاً نُكْمِل المشوار
هامتها شمَّاء حدّ الكبرياء
فى حياء وإجلال وإبهار
شامخة لا تعرف الإنكسار
تتهادى كنسائم الرّبيع
كسحابة الغيث والأمطار
رؤياها تزلزلني تصعقني
تعصفني كالبركان والإعصار
لمستها تلملم عنّي جراحي
تمدّني بالأمل والإصرار
تعلن رايات العشق همستها
بالنّصر والعزّة والإنتصار
ابتلعيني ساحرتي..
أحتويك كما الأصداف للمحار
أشواقي إليكِ تتلاحق وتتوالى
كالأمواج في المحيطات والبحار
يجرفني تيّارك فإعصفيني
لأرسو بشاطئك باليقين والإصرار
سأظل على صومي أبد الدّهر
بدونك لا يجوز لي الإفطار
أحمد الغرباوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق