الجمعة، 1 أغسطس 2025

مجلة وجدانيات الادابية (( بقلمي/ محمد حسان))(( جرح الحبايب ))

 جرح الحبايب

لكل جرح دواء إلا جرح الحبايب، لا دواء له، فهو جرح يظل مفتوحا بلا اندمال كأنه يعلن أنه سيظل داعيا على من كان سببا في جرحه، فعندما تكون الطعنة من أقرب الناس من أعز الناس فإنها تكون شديدة، لأننا لم نتوقعها، لم نكن نحتاط لها فكانت نافذة أصابت كبد الحزن، فتفجرت منه ينابيع الألم والمرارة، فلتشهدوا برؤيتكم ذلك الجرح على ما فعله الأحباب بنا، ونظل بين حياة وموت فلا نعيش بسبب ذلك الجرح ولا نموت فينتهي الألم، فنظل مذبذبين لا إلى الأحياء فنعيش ونتوه في أمواج تلك الحياة، ولا إلى الأموات فنموت فنفترق عنهم، قد جرحنا أحبابنا فلا هم وصفوا لنا دواء يشفي جرحنا ويتركوننا وشأننا، ولا هم تركونا نستمتع بحبهم، ونمرح في فضاء مخبتهم، فقط تركوا لنا الآهات التي ما كنا نعرفها ولا نسمع عنها، والألم الأكبر أننا لا نستطيع القصاص منهم، فقد أخبرتك هم أحباؤنا، فإن هم تنصلوا وغدروا فإننا ثابتون لا نتغير، نظل على عهد المحبة والوفاء، ولا تتعحب من صمودنا وعدم الانتقام فمن يحب حقيقة لا يعرف الغدر ولا الانتقام، وإلا نكون مثلهم، ونأبى أن نوصف بصفاتهم، فنحن نعلم المحبة الحقيقية، التي لا تعرف الانتقام مهما كان الجرح الذي حدث منهم، ولا نعرف إلا شيئا واحدا ألا وهو ننتظر علهم يتوبون ويرجعون ندماء على فعلهم هذا الجرح، ونتمنى أن ينتظر معنا الزمان، لأننا مهما حاولنا النسيان فكل ما حولنا يذكرنا بهم، بكلامهم بهمسهم، فنظل هكذا مذبذبين،

ولا نملك إلا الانتظار، ولكن السؤال الذي يحتاج لإجابة: هل لو عادوا فعلا سنعود نحن أيضا، أم نخاف من عودة الطعنة مرة أخرى ، هكذا فعل جرح الأحباب يجعلك بين حياة وموت، بين شتاء وصيف، بين بين لا تملك نفسك ولا تملك غير الانتظار، ثم بعد ذلك الحيرة.

بقلمي/ محمد حسان





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق