بلاد (الشام) كم عانت
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بِلَادُ الشَّامِ كَم عَانَت
وَعَانَى الفَجرُ وَالعَصرُ
وَقَاسَى إبنُهَا دَهرَاً
كَوَاهُ القَمعُ وَالقَهرُ
وَتَعذِيبٌ وَإخفَاءٌ
تَنَاسَى ضَائِعَاً ذِكرُ
يُسَاقُ الحُرُّ لِلمَوتِ
وَلَا ذَنبٌ وَلَا وِزرُ
نِظَامٌ كَانَ جَزَّارَاً
شَكَى إجرَامَهُ الجَزرُ
كَأَنَّ الشَّعبَ أغنَامٌ
وَإهرَاقَ الدِّمَا نَذرُ
غَدَا الأحيَاءُ أموَاتَاً
وَأضحَى (بَعثَهُم) قَبرُ
وَلَا مَعنَى لِمَن يَحيَا
ذَلِيلَاً مَا لَهُ قَدرُ
وَيَخشَى صَدرَهُ قَلبٌ
وَيَخشَى قَلبَهُ الصَّدرُ
تَخَافُ البِطنُ مِن ظَهرٍ
وَجَنبَاً خَافَهُ الظَّهرُ
وَعَجزٌ مُرعِبٌ فَخذَاً
وَعَجزَاً يُرعِبُ الخِصرُ
يَهَابُ الزَّوجَةَ البَعلُ
وَأُمَّاً رَاعَهَا البَزرُ
وَتَخشَى رَبَّةٌ خِدرَاً
وَيَخشَى سِترَهُ الخِدرُ
يُرِيبُ القُفلَ مِفتَاحٌ
على أسنَانِهِ الغَدرُ
يَخَافُ البَابُ مِطرَاقَاً
إذَا مَا دَقَّهُ الهِزرُ
يَشُكُّ البَهوُ في جَدرٍ
وَيَخشَى بَهوَهُ الجَدرُ
إذَا لَم يَطمَئِن بَابٌ
لِشُبَّاكٍ لَهُ العُذرُ
وَإن تَرتَابُ جُدرَانٌ
بِسَقفٍ نَالَهَا أجرُ
وَيَخشَى الصَّمتُ مِن جَهرٍ
وَيَخشَى صَمتَهُ الجَهرُ
لِسَانَاً يَبلَعُ الحَلقُ
شِفَاةً رَتَّقَ الثَّغرُ
وَأضحَى فَازِعَاً ظَنٌّ
وَأمسَى رَاهِبَاً سَبرُ
يُوَارِي العَقلُ إبدَاعَاً
يُدَارِي الفِكرَةَ الفِكرُ
يَرَاعٌ مُرعِبٌ حِبرَاً
وُمِنهُ أُرعِبَ الحِبرُ
كُلِيمَاتٌ خَشَت حَرفَاً
جُمُوعَاً أرهَبَ الصِّفرُ
تَهَابُ الصَّفحَةُ المَعنَى
إذَا مَا خَطَّهُ السَّطرُ
إذَا مَا يَنتَوِي دِيكٌ
صِيَاحَاً هَدَّهُ الذُّعرُ
فَيَغدُو دَاجِنَاً لَكِن
عَلَى أفرَاخِهِ صَقرُ
وَتَخشَى تُربَةٌ بَذرَاً
وَيَخشَى زَرعَهُ البَذرُ
وَيَخشَى السَّطحُ مِن عِرقٍ
وَكَم هَابَ الثَّرَى الجِذرُ
يَهَابُ المَكرَ مَكَّارٌ
يَخَافُ المَاكِرَ المَكرُ
يَخَافُ النَّعلُ أقدَامَاً
وَيَخشَى لَاجِئَاً وَكرُ
يَخَافُ المَاشِيُ الدَّربَ
وَيخشَى المَاشِيَ العَثرُ
وَيَخشَى رَاكِبٌ بَحرَاً
وَيَخشَى رَاكِبَاً بَحرُ
تَخَافُ القِدرَ نِيرَانٌ
وَيَخشَى مَا حَوَى القِدرُ
تُخَفِّي أنجُمٌ زَهوَاً
يُغَطِّي وَجهَهُ البَدرُ
تُدَارِي الوَردُ ألوَانَاً
وَيَنفِي حُسنَهُ الزَّهرُ
وَعَن خَيشُومِ جَسَّاسٍ
يُلَاشِي عَرفَهُ العِطرُ
وَلَمَّا ضَاقَتِ الدُّنيَا
وَفَاضَ الكَيلُ والصَّبرُ
أفَاقَ الشَّعبَ إجرَامٌ
وَبَغيٌ جُورُهُ كُفرُ
وُذُلٌّ فَاطِرٌ قَلبَاً
أبَاهُ الثَّائِرُ الحُرُّ
فَقَالَت شَامُنَا قُولَاً
رَوَاهُ سَرمَدَاً دَهرُ
إذَا مَا حُرِّرَت أرضٌ
يَبِيسُ الغُصنِ يَخضَرُّ
وَلَا حُرِّيَّةً تَحيَا
إذَا لَم يُرخَصِ العُمرُ
سِوَى إن ضُرِّجَت كَفٌّ
وَوَجهُ الأرضِ يَحمَرُّ
وَثَارَ البَّرُّ في عَزمٍ
وَهَاجَ البَحرُ وَالنَّهرُ
وَفِي إعتَاقِ أحرَارٍ
يَهُونُ الذَّبحُ وَالنَّحرُ
إذَا مَا عِشتَ فِي عِزٍّ
غَنَاكَ الغَائِضُ النَّزرُ
فَلَبَّت شَامَهَا أسدٌ
وَثَارَ الضَّيغَمُ العَدرُ
وَبَاعَ الرُّوحَ ثُوَّارٌ
لِكِي حُرِّيَّةً يَشرُوا
وَأروَوا لِلثَّرَى دَمَّاً
زَكِيَّاً عَبقُهُ الطُّهرُ
أزَاحُوا طَاغِيَاً ظُهرَاً
فَزَالَ الظُّلمُ وَالقَهرُ
عَسَى أجيَالُهُم تَهنَى
جِنَانَاً حَفَّهَا القَطرُ
فَنَّمَّى بَذرُهُم غَرسَاً
وَدَاحَ الغَرسُ يَفخَرُّ
أحَالُوا دَاجِيَاً صُبحَاً
فَضَمَّ الثَّائِرَ النَّصرُ
وَعَمَّت فَرحَةٌ شَامَاً
مَحَى إعسَارَهَا يُسرُ
تَعَالَى الصَّدحُ تَكبِيرَاً
وَعَجَّ الحَمدُ وَالشُّكرُ
بَأرضِ الشَّامِ لَن تَخبُو
بُعِيدَ الثَّورَةِ الجَمرُ
د. سعيد العزعزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق