أمّي... سرُّ الحياةِ ونبعُ الخلودِ
أيا أمّي، تاجُ العمرِ والقدرِ
يا نبعَ حُبٍّ جرى في الروحِ والوتَرِ
أنتِ الحياةُ إذا ضاقت بيَ السُّبُلُ
وأنتِ ضوءُ الرجا في عُتمةِ السهرِ
أنتِ النجاةُ إذا ما الريحُ عصفتْ
وأنتِ دفءُ الشتاءِ في زمهرِ القدرِ
يداكِ بابُ السماءِ حينَ أطرقُهُ
وقلبُكِ الحبُّ يجري دونما حَذَرِ
كم ليلةٍ سَهرَتْ عيناكِ في ألمٍ
وأنتِ تُخفي بدمعِ الصبرِ ما انفجرَ؟
وكمْ حملتِ الأنينَ في قلبكِ وحدَكِ
وما نطقتِ بشكوى رغمَ ما عثَرَ؟
أيا أمّي، صوتُكِ نبعُ عزائي
وكفُّكِ جنةُ الوصلِ إنْ هجرَ
لو قيلَ لي أوصِفِي الحبَّ في كلمةٍ
لقلتُ أنتِ، فأنتِ الحُبُّ في البشرِ
في يومِكِ، يا أمَّ الكونِ قد وقفتُ
أهتفُ باسمكِ عاليًا فوقَ كلّ أُطرِ
شكرًا على عمرٍ وهبتِهُ لنا أبدًا
وعذرًا إذا قصَّرَ القلبُ أو انحسرَ
وها أنا أكتبُ في يومكِ أعظمَ حُبٍّ
وفي يدي عهدٌ أمدّهُ حتى القبرِ
أن أظلَّ لكِ، ما حييتُ، ابنًا وفيًا
يحفظُ الحقَّ ويهديكِ الزهرَ والعطرَ
فأنتِ يا أمّي، كتابٌ لا يُشابهُهُ
سوى السماواتِ طهرًا، والندى دررَ
في كلّ عامٍ، وكلّ يومٍ أُغنّي لكِ
أنتِ الحياةُ، وأنتِ الروحُ والظَفَرَ
رزوقة ليلى الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق