الخميس، 31 أكتوبر 2024

مجلة وجدانيات الادابية (( الشاعر د المستشار محمد عبد الله الفيومي ))(( يا ايتها الوحدة الموحشة ))

 #يا أيتها الوحدة الموحشة،

ما بالكِ تركتِني وحيداً

في هذا العالم الواسع الخالي،

حيث الظلام صديقي والليل رفيقي.


يا أيتها الوحدة الموحشة،

ألم تكوني معي حينما انطفأت النجوم؟

تركتني  عتمة الوقت، أبحث عنكِ،

لكن الدروب ضاعت، والحنين ابتعد.


يا أيتها الوحدة الموحشة،

أين أنتِ حينما تفيض الدموع؟

ألم تكوني من يمسحها عن وجنتي؟

أصبحت دموعي ثقيلة، تفتك بروحي.


يا أيتها الوحدة الموحشة،

ألا تعودين لتهدئة صرخاتي؟

أحتاجكِ مثلما يحتاج الليل للهدوء،

فغيابكِ أثقل الأمان في صدري.


يا أيتها الوحدة الموحشة،

أتراكِ تتخلين عني للرياح؟

تأخذينني للفراغ الممتد بلا حدود،

حيث لا صدى لصوتي ولا نبض للحياة.


يا أيتها الوحدة الموحشة،

كلما أفلتّ منكِ عدتِ أقوى،

كأنكِ تسكنين في داخلي بلا رحمة،

وترقصين على نبضات القلب الواجفة.


يا أيتها الوحدة الموحشة،

هل لي بأمل في النهاية؟

أم أنكِ قدرٌ كُتب في صفحات العمر،

تسيرين معي حتى آخر الأنفاس؟


يا أيتها الوحدة الموحشة،

عندما تشتد العواصف ويغمرني الصمت،

تكونين لي ملاذاً، رغم الألم،

تعلّمني أن الشجاعة في الاحتضان.


يا أيتها الوحدة الموحشة،

لِمَ تلاحقيني كظل لا يفارقني؟

أحياناً أحتاج إلى صوتكِ،

وأحياناً أشتاق للهدوء.


يا أيتها الوحدة الموحشة،

كيف أفرّ منكِ ومن أحلامي،

وكلما حاولت الخروج،

وجدتُ نفسي في ذراعيكِ من جديد؟


فهل أنتِ، أيها القارئ، تقبل العيش وحيداً؟

أم أنك تجد في الوحدة سجنًا،

أو صديقًا يرافقك في ظلال الليل؟

#الجميع





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق