الأربعاء، 28 أغسطس 2024

مجلة وجدانيات الأدبية( خذ الكل لا البعض) بقلم الكاتب محمد حسان

 


مقال هام لكل حزين

(خذ الكل لا البعض)

من الأمور العجيبة عندما ينظر المرء إلى غيره حسدا نجد أنه ينظر إلى ما يوجد عند غيره وليس عنده، كمن ينظر لغيره إذا كان لديه مال كثير، أو كثرة أولاد، إلى غير ذلك من النعم التي أفاض الله بها على عبيده ، ولا يراها عنده، فأقول لهؤلاء الذين ينظرون إلى جانب واحد من النعم لدى غيرهم: إذا أردتم أن تكون لديكم تلك النعمة مثلهم لا تأخذوا هذه النعمة وحدها، لكن خذوا كل أحوال من تنظرون إلى من تراه يتمتع بنعمة ليست عندكم، خذوا كل ما لديه من خلو ومر، فلا يوجد إنسان إلا ولديه ما يزعجه وذلك تأكيد أن الكمال في النعم لا يوجد إلا في الجنة، أما الدنيا فقد جعلها الله دار ابتلاء وفتنة، فلا يوجد إنسان على وجه الأرض إلا ولديه ما ينقصه لأنها دنيا ومن صفاتها النقصان ، لكن البشر يختلفون في قدرة تحملهم وتصبرهم على قضاء الله ، فإذا نظرت إلى نعمة تنقصك وموجودة عند غيرك فلو أمعنت النظر ستجد عنده ما ينقصه ساعتها تعلم أنك في نعم لا تدركها، ولكن يدركها من هو مثلك من يمد عينه إلى ما في يد غيره غير قانع بما كتبه الله له، وأوضح مثال لنا في ذلك من يسافرون ويعانون مرارة الغربة من أجل الأمل في تأمين مستقبلهم ومستقبل أولادهم، فهؤلاء لا تنظروا بما يرجع من مال ومسكن وسيارة فارهة، لكن اتحداك أن تكون سعيدا لو شعرت بشعور الغربة والوحشة، وأن تجد نفسك وحيدا رغم من حولك من البشر، في يوم تحتاح لمن يعطيك وأنت مريض شربة ماء ولا تجد إلا نفسك، وأقل من أن تجد من يطمئن عليك، أو تفقد عزيز لم تستطع أن تكون بجانبه، ساعتها مال الدنيا كلها لا يساوي تلك اللحظة، لو علمت أنهم باعوا عمرهم من أجل اولادهم فأقول لنفسي أولا ولك : احمد الله وارض بقدره فعندك الكثير من النعم التي لا تشعر بها ولا تنتظر حتى تسلب منك تلك النعم حتى تعرف قيمتها، فإذا وجدت غيرك ما ظاهره نعمة ليست عندك فاعلم أن لديك كذلك ما ينقصه، وهذا النقص ظاهري فإن الله قد منح كل إنسان نعمه كاملة، ولكن لا ينقصنا إلا الحمد حتى يزيدنا الله بشكرنا إياه، فالحمد لله على نعمائه والرضا بقضائه.

بقلمي/ محمد حسان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق