"عيدٌ و كَيفَ يَكُونُ فينا عيدُ"
عـيـدٌ و كَـيـفَ يَـكُـونُ فـيـنـا عـيـدُ
و بِـكُــلِّ رُكْـــنٍ جــائــعٌ و شَــهــيـدُ
و بِـكُـــلِّ حَـــيٍّ ثـــاكِـــلٌ أوْ أيِّـــــمٌ
و بِـكُـــلِّ يَـــوْمٍ فــاقِـــدٌ و فَـقــيــدُ
و الأرْضُ مِنْ لَـوْنِ الدِّماءِ تَخَـضَّبَتْ
و الـشَّـعْـبُ مـا بَـيـنَ البِـلادِ شَـريـدُ
و الحَـرْبُ دارَتْ و القُـلُـوبُ كَسيرَةٌ
و الـكُـلُّ عَــنّـا يَـلْـتَـهـي و يَـحــيــدُ
و الـيَـوْمَ غَـزَّةَ في العَذابِ وَحـيدَةً
لا حِـيَّ عَـنْـهـا فـي الـوجُـودِ يَـذودُ
أنا كَيْفَ أكْـتُبُ كَيْفَ أبْعَثُ مَنْطِقِي
و لِـمَـن سَـأبْكِـي و القُلُـوبُ حَـديـدُ
مِـنْ أيْـنَ يَـبْـدَأ شـــاعِـرٌ و بِـقَـلْـبِـهِ
وَجَـعُ الـدُّنـا و عَلى اللِّـسـانِ قُـيُـودُ
بَيْـنَ القَـذائـفِ و القُـيـودُ مُحـيـطَةٌ
سَـيَصـيـحُ كَـيْـفَ الـطَّـائـرُ الـغِـرِّيـدُ
أنـا لَـنْ أطـيــلَ و لَـنْ أرَدِّدَ أحْـرُفِـي
فَـلِـمَـنْ و قَـدْ مـاتَ الـوُجُـودُ أُعِـيـدُ
حَــرفــي كَـألْـفِ قَـصـيـدَةٍ عَـرَبِـيَّـةٍ
كُـتِـبـتْ لِمَـنْ لَـيْسَ الحُروفَ يُجيدُ
قُـلْـنـا و قـالُـوا و الـخَـلائـقُ كُـلُّـهُـمْ
لا يَـشْــعُـرُونَ قُـلُـوبُـهُـمْ جُــلْـمُــودُ
نَفِـذَ الكَـلامُ و صـارَ حَرْفِي عاجِـزَاً
ما الدَّمْـعُ فـادَ هَـلِ الـكَـلامُ يَـفـيـدُ
مـا قــادَ قَـوْمي للـنُّـهُـوضِ أنِيْـنُـنَـا
أفَـهَـلْ يَـقُـودُ إلى النُّـهوضِ قَصِـيدُ
لَـمْ يَـنْـصُـرُوا طِـفْـلَاً يَئنُ مُضَـرَّجَـاً
تَـحْـتَ الـرُّكـامِ بِـهِ العَـذابُ شَـديـدُ
يـا عـيـدُ أوْجـاعُ الـفُــؤادِ كَــثـيـرَةٌ
فَـوقَ احْـتَـمـالـي و الفُـؤادُ وَحـيـدُ
و حُروفُ شِعْري مِنْ دِمائي حِبْرها
قـيـلَـتْ و لـكِـنَّ الـجَـمــيـعَ جُـحُودُ
نـادَيْـتُ قَـوْمِـي و الرِّيــاحُ عَـنِيـفَـهٌ
لَــمْ يَـبْـقَ مِـنْـهُـمْ واحِــدٌ مَـوْجُــودُ
نــــادَيْــتُ لـكِــنَّ الـذي نــادَيْـــتُـــهُ
بـالـنَّــوْمِ صَـبٌّ يَـعْـتَـريــهِ جُــمُــودُ
لا أمَّــــةُ الأسْـــلامِ لَــبَّــتْــنِــي و لا
شَـعْـبُ العُـرُوبَـةِ فالجَـمـيـعُ عَـبيـدُ
و يَـئـسْــتُ إذْ أدْرَكْــتُ أنَّ بِـأمَّـتـي
كُــلَّ يَـخُـــونُ ، مَــع الـعَــدُوِّ وَدُودُ
يَـبْـغَي اليَـهُودُ بِأرْضِـنا و بِقُـدْسِـنـا
و بَـغـاؤهُــمْ في أمَّـتِــي مَـحْـمُــودُ
أخْـوانُــنَــا جُـــنْــدٌ لَـدى أعْــدائـنــا
و لَـنَـا الصَّـديـقُ مَـعَ العَـدُوِّ يَـكـيـدُ
و النُّـخْـبَـةُ الـعَـمْــيـاءُ فَــوْقَ أسِـرَّةٍ
لا تَــعْـجَـــبَــنَّ فَــهَــــولاءَ يَـــهُـــودُ
و وُعُــودُهُـمْ دَجَــلٌ كَـــلامٌ فـــارِغٌ
ديـسـتْ لَـدْيْـهِـمْ حُـرْمَــةٌ و وُعُــودُ
و الكُـلُّ فـيـهِـم خَــائـنٌ و مُـنـافِــقٌ
يُـبْـدي جَـمـيلَ القَـوْلِ و هْـوَ لَـدُودُ
حُراسُ أهْـلِ الأرْضِ هـذا زَعْـمُـهُـمْ
و الصِّـدْقُ أنَّ جَـمـيـعُـهُـمْ نَـمْــرُودُ
هُـمْ مَـنْ يُــوالُــونَ العَـدُوَّ بـِخِـسَّـةٍ
و هُـمُ الثَّـعـالِـبُ غَـدْرُهُـمْ مَـعْـهُـودُ
و انْـظـُرْ لِغَـزَّةَ كَيْ تَـرى إجْـرامَـهُـمْ
تَـلْـقَـى الـجَـرائـمَ مـا لَـهُــنَّ حُــدودُ
قَـصْـفٌ و هَـدْمٌ لـلحَـيـاةِ بـِأسْـرِهـا
و القـاذفــاتُ مِـنَ السَّــمــاءِ تُـبِـيـدُ
بِـفَظـاعَــةٍ لَـيْـسَتْ تُـرى مَـسْـبوقَـةٍ
نُـسْبى و نُذْبَـحُ و الجَـمـيعُ شُـهُـودُ
أيْنَ الـتَـفَـتَ تَــرَى هُـنـالِـكَ نَـكْـبَــةً
أيْـنَ الجَــديـدُ فَلَـيْـسَ ثَـمَّ جَـديـدُ
و الظُّلْـمُ فـيـنـا نــابَـهُ مُـتَـغَـطْـرِسٌ
روحُ الـبَـراءةِ يَـشْـتَـهي و يَـصــيـدُ
يَـغْـتـالُ زَهْــرَ الطُّــهْـرِ دونَ رَوادِعٍ
يُدْمي و يَـفْـعَـلُ مـا يَـشـا و يُـرِيـدُ
فَمِـنَ الرَّدى نَحْـوَ الـرَّدى ذا حَـالُـنـا
قَــهْــرٌ يَــدومُ و عَـزْمُـنــا مَـهْــدُودُ
و الكَوْنُ كُـلُّ الكَـوْنِ يَبْقَى صَامِـتَـاً
كُـلُّ الـذي يَـجْــري مَـــداهُ رُكُــــودُ
كَــمْ مِـنْ مَــآسٍ أرَّقَـــتْ أيَّــامَــنــا
تْـمْـضِي العُـهُـودُ و خَلْـفَهُـنَّ عُـهُـودُ
قَـتْـلٌ و هَــدْمٌ و الـسَّــلاحُ مـُحَـرَّمٌ
و الصَّــمْـتُ مُــرٌّ و العَــنَـاءُ يَــزيــدُ
و الـقـاتِـلُـونَ شَـهِــيَّـةٌ هَــمَــجِــيَّــةٌ
و الكَـوْنُ أعْـمْـى و الـدَّمـارُ يَـسُـودُ
هـذي هِـيَ الحـالُ التـي صِـرْنَـا لَها
إنَّ الـدُّمُـوعَ مِـنَ الـعُـيـونِ تَـجُــودُ
أوَ بَـعْــدَ ذلِـــكَ كُــلِّـــهُ يــا أمَّــتِــي
سَــأقُــولُ عـيـدُ طَـيِّـبٌ و سَـعــيـدُ
صمود/فلسطين
2024/6/16م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق