الأربعاء، 10 مارس 2021

هي للحياة.................الشاعر محمد جلال السيد


هي للحياة
•••••••••••
النُّورُ سِرُّ وجودِنا والماءُ ..
والعَيْشُ فينا نَبضَةٌ وهواءُ
الله يغمُرُنا بواسعِ فضلِهِ ..
والنفسُ فيها البِرُّ والأهواءُ
فَطَرَ الإلهُ الكون جَلَّتْ قُدرةٌ ..
العُسرُ فيها واليسيرُ سواءُ
في البَدءِ آدمُ كان أوَّلَ خَلقِهِ ..
خُلِقَتْ لَهُ مِن ضِلعِهِ حَوَّاءُ
كَي تُؤنِسَ استيحاشَهُ في جَنَّةٍ ..
إذ لم تَدُمْ قد طَالَهُ الإِغواءُ
هَبطا جميعًا للحياةِ بأرضِها ..
وَاسَتْهُ حين طوتْهُمَا البأسَاءُ
كانت له سَنَدًا ونورًا حينمَا ..
خَشُنَ الزمانُ ولاحتِ الظَّلماءُ
أمٌ وأختٌ كالنَّسيمِ وجودُهَا ..
هيَ للحياةِ الدِّفء واللألاءُ
تَرَكَ الخليلُ بغيرِ ريبٍ أهلَهُ ..
لَم يَخْشَ أن تغشاهُمَا ضَرَّاءُ
مُستودِعًا رَبًّا رحيمًا زوجَهُ ..
فقد احتوتها بقعةٌ غَرَّاءُ
ضَرَبَ الذبيحُ الأرضَ فانشقَّ الثَّرَى ..
وبزمزم الخيراتِ فاضَ الماءُ
فرعون، كانت في الهدايةِ زوجُهُ ..
نبراسَ مَنْ مِن بِعدِهِمْ قَد جَاءُوا
بلقيسُ سادتْ قومَها وتملَّكَتْ ..
خَضَعَتْ لها وانقادتِ الأجواءُ
مِن بعد أَن كان الضلالُ سبيلَها ..
عرفَ الطريقَ لقلبِها الإِصغاءُ
إذ أسلمتْ ومع النبيِّ قد اهتَدَتْ ..
لينُ التعاملِ للهُداةِ لواءُ
وَأَتَى الإلهُ لنا بأعظم آيةٍ ..
عيسى المسيح بكفِّهِ الإبراءُ
قد جاءَ بالآياتِ من ربِّ الورى ..
بالله كان بوسعِهِ الإحياءُ
من رُوح ربِّ العَرشِ جاءتْ نَفخَةٌ ..
قد بُشِّرتْ بقدومِهِ العذراءُ
قَنَتَتَ لربٍّ واحدٍ وتَحَصَّنَتْ ..
للهِ في مَلَكُوتِهِ آلاءُ
صِدِّيقَةٌ في طُهرِهَا وعفافِها ..
ليتَ الخلائقَ مثلُها بُرَآءُ
ستصيرُ كالفردوسِ دنيانا إذا ..
يحذو خُطَاها في العفافِ نساءُ
فقد اصطفاها الله جَلَّ جلالُهُ ..
هي للنِّساءِ المشعلُ الوضَّاءُ
ذات النطاقينِ الجَسورُ عَطَاؤهَا ..
قد أقدمَتْ واستبسَلَتْ أسماءُ
والمُصطفَى زوجاتُهُ نورٌ بَدَا ..
هُنَّ الشموسُ وبِرُّهُنَّ سَمَاءُ
وبجَنَّةِ الفردوسِ سيدةُ الوَرَى ..
الدُّرَةُ المكنونَةُ الزَّهراءُ
في إِثْرِ والدِهَا الحبيبِ المُصطفى ..
وعلى تَصَبُّرِها النعيمُ جزاءُ
صَلُّوا على المختارِ ما حَلَّ الدُّجَى ..
أو مَا تَشَعشَعَ في الوجودِ ضِياءُ
_______
محمد جلال السيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق