... أمي قاصرة العيون ...
وقاصرةُ العيون دعتْ عيوني
لطيفٍ مسّهُ طيفٌّ فطينُ
فقلتُ ألمْ ينبًئْكَ الزمانُ
قديماً إنّ طيفَ مها رهينُ
هوائي أنتِ كيف أعيشُ دون
هوائي واللسان به متينُ
كلامُكِ كبد جسمي مثله الرأــ..
سُ ، دونهما جنان فتًى يدينُ
تولّانيْ غطاؤكِ مذّ كنتُ
صغيراً والبيان له يلينُ
وحين رعى جَمَالُكِ ضوءَ عيني
رعاك اللهُ يا نجمٌ يزينُ
تركتُ الناسَ إذ عقل الجنان
لأنك مهجةٌ والناس طينُ
فيا عينُ اللجين هلا لجينٌ
تزيد العينَ قد جفَّ اللجينُ
حقيقٌ حبَّ قلبي والوريدُ
رقيقٌ والندى جسدٌ يكينُ
أبحرٌ ليّنُ الأعطافِ أنتِ ؟
وموجُ الوجه أرخاهُ اليقينُ
ففي أحشاءِك الإيمانُ كفَّ
لواعجَ حسرةٍ وغلا الجبينُ
أنا في لوحة الذكرى أسيرٌ
وأنت الفضلُ أدركهُ الكمينُ
هديَّةُ ربِّنا فاكرم ْ بها قد
قد أتاني طيفها الحذر المبينُ
هلالٌ هاج ضوؤه فوق رأسي
وحيثُ مشتْ مشى نورٌ سكين
هجرتُ فؤادَ كلِّ مفكرٍ قد
ضممْتَهُ إذ تضمَّنني المكينُ
حزينّ قلبكِ المضْنى وليتَ
نجومَ السماء حالي تعينُ
سهرْتُ الليلَ أنْجمه أسالي
وعهدُ نجومه عهدٌ ضنينُ
حوادث دهْرنا هاجت علينا
تلاعِبَنا وملعبُها حصينُ
فمن ذاق البلاء شكا سقماً
ويلذع صوتُهُ خلّاً يهونُ
كأنَّ مشاعري في موقد الناـــ..
ر هاجتْ كلّما طرقهم قيونُ
وكنتُ فتىً عريضاً لا أخاف ،
فقاد أنينُها وجعاً يشينُ
بكيتُ دماً وشوقي قاتلي ، أيـ..
ـنما ذهبتْ أتى منها قرينُ
بكاها كلُّ ربْعٍ جلْتُ فيْهِ
وفي بطنِ النساء بكى الجنين ُ
بكاها طائرٌ هزجٌ بكاءً
كأنّ جميع خلق الله دُخْنُ
فكيف تبسّمي والحب آب
سقيماً ومنه أنفاسي تبينُ
وفي لحْظي سرابٌ لا يحيدُ
فكيف النومُ والمنفى مهين
تكلّفْتُ الصمودَ ، وطبعُ كلِّ
نزارٍ أن يذوّبَهُ الحنينُ
وكيف ظهورُ أسناني وعظمي
مثل الدُجى شَبِمٌ حزينُ
وفي جسدي بحارٌ أين هاجت ؟
وعودُ الخيزرانِ هوىً سجينُ
فيا ثوبَ المودة يا عليلٌ
أنا شَبِمٌ ودفؤك لي عرينُ
فيا بيضاء يا ورَقَ الورودِ،
عبيريْ منكِ والعبقُ الرزينُ
فأنتِ عريقة ٌ مثل العتابِ
عريقُ ، لكِ السلام ُ فمٌ خدينُ
أروحُ وأغتديْ نفْسي ألومُ
فأمّي عقلها شمساً يزينُ
وكمَّلَ وجهُها قمرَ الفضاء
فبدرُ سماءها حسَنٌ وزينُ
ويحرسُها الجميلُ كأنَّ ثوبَ الـ
ــسقامِ غياثُ درعٍ أو حصينُ
وكان صباحُ يومي أخضراً مثـ
ـل عيْنكِ يعتليْ كيف أكونُ
فساءَ صباح يومكِ إذ سقمْتِ
أنا صَيْدٌ تطاردُني العيونُ
فصارتْ أرضُ بستاني رماداً
وغبْطتُنا تقاتلُها المنونُ
سفينةُ نوحَ قد وثبتْ على الطوـ..
دِ مثل معاهدٍ ، عهداً يصونُ
فما لسفينتي إلّا الرجاءُ
وقد حَسُنَتْ بخالِقنا الظنونُ
جميع الحقوق محفوظة
الشاعر أمجد عواد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق