أسد الأردن - ما هر
بقلم : صخر محمد حسين العزة
أردن أرض العزم اُغنية الظبى نبت السيوف وحد سيفك ما نبا
في حجم بعض الورد إلا أنه لك شوكة ردت إلى الشرق الصبا
فرضت على الدنيا البطولة مُشتهىً وعليك ديناً لا يُخان ومذهبا
منذ طو فان الأق صى بتاريخ السابع من تشرين الأول عام 2023م وحتى الآن يقف الشعب الأردني وقفة عز وشموخ وإكبار مع شقيقه الفلسطيني دعماً له بكل السبل ليثبت للقاصي والداني أن هذين الشعبين، شعبٌ واحد تجمعهم وحدة الدم والمصير، وما زالت دماء شهداء الأردن تروي ثرى القدس واللطرون وباب الواد، وما زالت معركة الكرامة شاهدة على وحدة الدم الفلسطيني والأردني التي سطر فيها أبطال الجيش العربي وأبطال المق اومة الفلسطينية أروع صور وحدة الشعبين التي تجسدت بالشجاعة والأنفة والبسالة والصمود ودحر العدوان الهمجي على أرض الأردن العزيز ، وها هو الآن الشعب الأردني في معركة طو فان الأق صى يسطر أروع صور التلاحم الوطني والتعاضد والتكاتف نُصرةً لفلسطين، لأنهم يعرفون أن انتصار المقاو مة هو السد المنيع ضد المخططات الصه يونية التي تستهدف الأردن ولتحقيق مشروعها وحلم دولتهم من الفرات إلى النيل، ولكن أنّى لهم ذلك أمام هذا الصمود الأسطوري الذي حطم كبرياء وغطرسة العدو الصه يوني وأصبح يهوج ويموج ويرتكب المجازر ضد أبناء قطاع غزة العُزل بحملة إبادة أمام أنظار العالم المتفرج والذي يكيلُ بمكيالين .
ويأتي هذا اليوم قمرٌ أُردنيٌ بل أسدٌ هصورٌ ليزأر في وجه الإحتلال، إنه نجمٌ أُردني حُر سطّرَ بدمه الطهور ثرى فلسطين ، وليقول للص هاينة أنكم مهما طبَّع معكم المتواطئؤن والمتخاذلون من أمة العرب ، ومهما عقدتم من معاهدات مع الأ نظمة العربية ، فإنكم ستبقون تعيشون في وهم ، لأنكم طبعتم مع أنظ مة عبارة عن كيانات وظيفية لا تأتمر إلا بما يُملي عليها الغرب ، وأما الشعوب فهي تلفظكم وترفضكم ، وتعرف أنه لا هدنة ولا صلح ولا سلام مع مجرمي وقتلة الأنبياء المعروفين بكيدهم وغدرهم على مر التاريخ ، وهم أعداؤنا ومن حالفهم من قوى الشر إلى يوم الدين ، وقد قال عز وجل في محكم كتابه الكريم في سورة البقرة- الآية 120 : { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }
ها هو نجمٌ أُردني حُر لقن الص هاينة برصا صاته المباركة درساً بليغاً ، ليُعلن لهم أن أبناء فلسطين ليسوا لوحدهم، وليرسل لهم رسالة مفادها أن الدم الأردني والفلسطيني يتغذى من شريانٍ واحد .
هذا القمر الأردني الذي ضمخ بدمه تراب أرض فلسطين أنه البطل ماهر الجازي سليل الأبطال وحفيد أجداده المجاهدين من عشيرة الحويطات الأحرار ، أنه حفيد شيخ المجاهدين الأردنيين الشيخ هارون الجازي الذي لبى نداء الجهاد وكان دافعهُ هو وكتيبته من أبناء الأردن الأماجد الأحرار وحي ضمائرهم وحسهم الديني والإسلامي والأخلاقي والوطني ، وأُخوة الدم ووحدة المصير، فكان جنباً إلى جنب مع الشهيد القائد عبدالقادر الحسيني في معركة القسطل ، وكذلك قاد معارك باب الواد واللطرون وبيت قاد وعرطوف وبيت محسير ، وغيرها من المعارك الأخرى ، ورفض الهدنة التي فرضتها الأمم المتحدة على الجيوش العربية، ولم يلتزم بها لمعرفته بحسه الوطني والديني غدر اليهود ، حتى أنه كان يحاول أن يجابه القوات الدولية التي كانت تحابي الصهاينة على حساب الشعب الفلسطيني ، لأنه يعرف أن الغرب كله ضد العرب، وهذا ما هو واضحٌ الآن وجلي وكشفه طوفان الأقصى بانحياز الغرب الكلي ودعمه للصهاينة ومشاركته في المجازر التي ترتكب بحق أبناء فلسطين في قطاع غزة والضفة
وكما هو حال الشيخ هارون الجازي نستذكر بطلاً آخر من أبناء هذه العشيرة الشماء إنه القائد البطل المرحوم الفريق مشهور حديثة الجازي بطل معركة الكرامة الذي مرغ أنف موشيه دايان وزير دفاع الكيان الصه يوني بالتراب وكسر شوكة أسطورة جيشه الذي لا يقهر، ورفض الهدنة التي طلبها العدو إلا بخروج آخر جندي من الأراضي الأردنية، وفي معركة الكرامة توحد الدم الفلسطيني والأردني فكان لهم النصر المبين، ويأتي الآن البطل الشهيد ماهر الجازي ليضيف إسمه إلى لوحة الشرف لهذه العشيرة الحرة، وليرسم صفحة أخرى من صور البطولة وليرسخ أن الأردن توأم فلسطين ويجمعهم مصيرٌ مشترك فما يجري على فلسطين سيجري على الأردن لا قدّرَ الله إن حققوا مآربهم الخبيثة ، وهذا لن يحدث أبداً بإذن الله
فعلى روحك الرحمة أيها الأسد الأردني – ماهر الجازي الذي ارتقيت إلى العلى شهيداً بعد أن أديت رسالتك بأمانة ووفيت بالوعد والعهد لأجدادك، ولإخوتك من أبناء شعبك الأردني البطل الذين كان لهم الشرف في مقارعة الإحتلال البغيض من أحمد الدقامسة وسلطان العجلوني ، ولن ننسى أول شهيدٍ أردني على ثرى فلسطين الشيخ كايد مفلح العبيدات ، ونقول لك أيها البطل الأغر نم قرير العين ، فالأحرار في أردننا الغالي ووطنا العربي الكبير ، يحفظون العهد والأمانة ، ودمك الغالي سيكون مع من سبقوك من الشهداء مشاعل نور لتحرير وطننا السليب فلسطين بأرضها ومقدساتها بإذن الله .
إن الشهادة هي أعلى وأسمى الدرجات عند الله عز وجل، فحين يبذل الشهيد روحه طواعية ويثبت في مواجهة الموت وحين يسمو على الحياة التي نحرص عليها ، فالشهادة أحد المرامي التي نرمي إليها ويطمح لها كل مسلم لينال الفردوس الأعلى، فإذا ما حانت فلن نكون لها إلا مرحبين ومهللين ومكبرين، فلا حزن ولا بكاء اليوم بالشهادة بل فرحٌ وسعادة ببدء حياة جديدة يعيشها يوم لحظة مماته وارتقائه إلى جنان الخُلد ، ونقول كما قال الشاعر علي المغربي في فضل الشهادة :
إلى المجد قد سار في همة فنال الأبيُّ جنان المجيد
لدى الله حي ولا لم يمت بجانب حور الجنان سعيد
فلا تحسبن الشهيد بميتٍ فما الحر منا كمثل العبيد
أخي صانع المجد قد ربحت أهنؤك يا فخرنا من جديد
وعهداً سنمضي كما قد مضيت وعن نهج دربك لا لن نحيد
تقدم لم يثنه حب دنيا ولا حب مالٍ وعيشٍ زهيد
فنال الشهادة في عزةٍ وقاوم ضيم العدا كالأسود
فهنيئاً لك الشهادة يا ماهر، وهنيئاً للشعب الأردني الذي وقف خلف شقيقه الفلسطيني مؤازراً وداعماً له بنضالهِ لإحرازالنصر العظيم في طو فان الأق صى، وأعاد للعرب عزتهم وكرامتهم وصوراً من أمجادهم رغم خذلانهم لهم، وقد كشفوا للعالم من هم الص هاينة. ونقتطف في الختام أبيات للشاعرة الدكتور حكمت العزة تمجد هذا القمر الأردني ماهر الجازي :
يا ابن العروبة والجدود منابتٌ أنت القصيدة وقعها وعروضُها
يا ابن الرجال معانُ كانت مُهرةً ما لان يوماً للعدى ترويضُها
هي أُمةٌ ولادةً فيما أرى والآن جاء إلى الحياة مخاضُها
جيلٌ لماهرَ سطرُ نورٍ باهرٍ من للكرامةِ جيلُها استنهاضها
أُردنُ فخرٌ للأُباةِ ... شقيقةٌ شمَّاء يرفلُ في الفخارِ حياضُها
فحمى الله الأردن أرضاً وقيادة وشعباً ، وحمى هذين الشعبين التوأمين وعززهم الله بنصرٍ قريب
صخر محمد حسين العزة
عمان - الأردن
9/9/2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق