« أنا وهي .. »
من خلال الكتابة أحببنا بعضنا
هي لا تراني، وأنا كذلك لا أراها
هي لا تدنو مني .. وأنا لا اقترب منها
فقط منسجمان في ذاكرة النسيان
نتداول أمرا ما كان أبدا في الحسبان
نغربل الماضي .. ونستشرف المستقبل
نحب بعضنا لأنها هي وحيدة،
وأنا كذلك وحيد ..
هي تعشق التحليق في الخيال
وأنا كذلك أحذو حذوها ..
أركب الخيال برفقتها .. كحمامتين متعانقين
نغادر محطة هذا الزمن العبوس
لنبلغ حدود السماء حيث اللامكان
ولا شيء هناك يعكر صفونا ..
فقط النجمات كالشموع تنير دربنا
فتراني هناك فارس أحلامها
وأرها هناك "ملاك" ..
على محياها شيد الجمال مملكته
وفي بحر عينيها تغرق السفن
اقطف لها أجمل قصص العشق
واحكي لها حكايات ألف عام ..
فتتنهد بعمق وتسترخي .. وأضمها إلي
كأننا في موعد عشاء رومنسي ..
نصغي بإمعان وشوق لصوت العندليب
نتبادل القبل بطعم الفراولة وعطر الفانيلا
ونرقص مثل أسماك الزينة بالاكواريوم ..
نتشاغب في صمت .. وننسنى المبادئ والسنن
توحدنا الكلمات الرقيقة والهمسات ...
نستغرق في اللحظة .. نذوب في بعض
نغفوا .. ويغشانا النُّعَاس، أَمَنَةً ..
لنستفيق بعد برهة، وكلانا في غربة ..
والحب على جباهنا مكتوب بأحرف من نور
فنعاود الكرة في كل الأمسيات ...
لنرمم جدارنا الداخلي ..
ولكي لا نشتكي الجفاف العاطفي ..
فالناس معادن، ومعدننا أنا وهي من "البرونز"
فمنا توجد المنحوتات ، وعمرها آلاف السنين
وتصنع الأباريق، والشمعدنات والثريات ...
مشاعرنا لا تصدأ ولا تنتهي ..
مقدر لنا أن نعيش أحلام الخيال ..
نغوص في أعماق البحار .. لنتعلم فن العوم
تتقطع الأنفاس .. ونروي الظمأ ..
وفي كل مرة يولد الحب من جديد
نلتقي في بستان المودة ..
ونزرع الفل والياسمين ..
ونستهوي الفكرة .

- بقلم الشاعر/ (((-إديس هدهد-
)))

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق