الجمعة، 5 ديسمبر 2025

مجلة وجدانيات الأدبية (( الشاعرة ليلى رزوقة الجزائر))(( دفتر الحياة ....))

 دفتر الحياة.. 

نَطْوي السنينَ كأنَّها صَفَحاتُ

والعُمْرُ سِفرٌ والحنينُ رُفاتُ

وبين طَيِّ الصَّفحةِ الأولى على

أُختٍ لها تَضِيعُ فينا الآتُ

نَمْضِي نُوَدِّعُ ما حَلُمْنا لحظةً

فَتَقُودُنا للعُمْرِ ذِكرياتُ

أحلامُنا كانت وروداً فُتِّحَتْ

واليومَ صارت في القلوبِ سُباتُ

ونَرى الذينَ نُحِبُّهُم في دَرْبِنا

نَنسى بِهِمْ ألَما وتُنسَى الآهاتُ

عَلَّقْنا قلباً في حِبالِ وِصالِهِمْ

فَكَأنَّهُمْ في رُوحِنا نَبَضاتُ

حِكاياتُنا مَعَهُمْ كَدَفْقِ جداول

لا جَفَّ ماؤُها ولا هيَ فَرَّاتُ

لكنْ أُنَاسٌ ما لَقينا بعدَهُمْ

إلاَّ السَّرابَ وغُصَّةً وحَصَاةُ

رحلوا كَطَيفٍ لمْ يَعُدْ لِمَكانهِ

والبُعدُ مِنهُمْ في الضُّلوعِ شَتاتُ

نَنتظرُ على الرُّسومِ خُطاهُمُ

حيثُ المَواعيدُ الكِبارُ تُباتُ

أيدي تَمُدُّ الوِدَّ خَوفاً مِنْ سُقوطٍ

وهْيَ الملاذُ وهُمْ أمانُ فُلاتُ

أحِبَّةُ الرُّوحِ استقاموا حَولَنا

مِثلَ النُّجومِ وهُمْ سَناءُ ثَباتُ

لا يَنثَنُونَ معَ الرياحِ بِهَبَّةٍ

كُلَّ الذينَ تَرَكْتُهم أَدْواتُ

فَيَضِيقُ بالِ الصَّفحِ مِنَّا تاركاً

فينا الذي يَبْقى.. ومَا هوَ فاتُ

يبقى الأَثَرُ في كُلِّ رُكن مرَّ بي

حتى إذا غادرتُ.. لِي تَتَبَّعَاتُ

فَهُناكَ ذِكْرٌ لا يَموتُ إذا انْقَضَتْ

حِقَبٌ وللسَّاعينَ فيهِ حَياةُ

اِزرَعْ جَمالَكَ في المَداخِلِ كُلِّها

فَمِنَ الجَمالِ تَنبُعُ التَّبِعاتُ

فالغَيبُ آتٍ والسُّؤالُ مُعَلَّقٌ:

مَاذا تَرَكْتَ لَنا؟ وما هِيَ الآياتُ؟



ليلى رزوقة الجزائر





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق