الأربعاء، 4 يونيو 2025

مجلة وجدانيات الادابية (( الشاعرة ليلى رزوقة الجزائر))(( صمت الرحيل )))

 صمتُ الرحيل


ما كانَ فجأةً قرارُ رحيلِها

 بل كانَ نزفاً صامتاً يختالُ


تتآكلُ الأيامُ من أطرافِها 

 وهي التي تُخفي الذي يُقالُ


حملتْ على كتفِ الصمودِ جبالها 

 والصبرُ في أعماقِها زلزالُ


تتجاوزُ الآلامَ دونَ شكايةٍ 

 وكأنّ ما تشكو بهِ أهوال


أعطتْ بلا حدٍّ وضاعَ عطاؤها 

 في بئرِ جحدٍ ما لهُ أمثالُ


راعتْ قلوباً لا تراعي قلبَها 

 ونسيتْ ما ترجو وما الآمالُ


بقيتْ تُداري الجرحَ خلفَ "أنا بخيرْ" 

وتُلملمُ الأشلاءَ والأوصالُ


تنتظرُ التفاتاً لمسةً حانيةً 

 أو نظرةً فيها الرضا ينهالُ


لكنّ جدرانَ الجفاءِ تعاظمتْ 

 والصمتُ بينهما هو السلسالُ


حتى تلاشى الصبرُ ذابَ جليدُهُ 

واستنزفتْها الشكوى والسؤالُ


لم تخترِ الهجرانَ عن طيبِ خاطرٍ 

 بل أنقذتْ روحاً بها الأثقالُ


رحلتْ وفي العينينِ ألفُ حكايةٍ 

تُروى بلا صوتٍ فهل يُصغى لها الحالُ؟


تركتْ وراءَ البابِ ظلاًّ شاحباً 

 ومضتْ تُلملمُ كبرياءً لا يُطالُ


فإذا مضتْ أنثى وقد نفدَ الصبرُ 

 فلا رجوعَ فقد طوى الآجالُ


تُنهي فصولَ الحزنِ تطوي 

صفحةً حتى من الآلامِ لا تحتالُ



                رزوقة ليلى الجزائر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق