رحيل الأحبة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
رَمَقَت وَبَاحَت بِالهَسِيس
وَدُمُوعُ أعيَانِي سِكَاب
لَم أدرِ هَل تَنوِي الوَدَاع
بِالهَمسِ أم تُبدِي العِتَاب
بَسَمَت وَمَدَّت لِليَدِين
نَحوِي تَرُومُ الإقتِرَاب
سَارَعتُ أحتَضِنُ البَنَان
لَاكِن تَلَاشَت كَالسَّرَاب
رَحَلَت مَسَاءً كَالنَّسِيم
يَسرِي عَلَى وَجهِ الضَّبَاب
وَرَقَت لِتَجتَازَ النُّجُوم
تَتلُو لِآيَاتِ الكِتَاب
وَمَضَت يُحَفحِفُهَا الضِّيَاء
غَطَّى عَلَى وَهَجِ الشِّهَاب
ثُمَّ اختَفَت تِلكَ المَلَاك
رُدَّت إلَى كُنهِ المَآب
وَالبَدرُ أخلَدَ لِلافُول
وَلَّى وَلَم يَنوِ الإيَاب
وَاستَوحَشَ الليلُ البَهِيمِ
أفجَعهُ بَدرٌ حِينَ غَاب
وَتَكَاثَفَت سُودُ الغُيُوم
وَتَجَمَّعَت دُهمُ السَّحَاب
أمسَت تَسُحُّ مِنَ العِيُون
صَيبَاً عَلَى أرضٍ يَبَاب
مَا اهتَزَّ مِن غَيثِ الغُيُوم
زَرعٌ وَلَا هُزَّ التُّرَاب
جَرَفَت لِوِديَانِي السُّيُول
وَأتَت عَلَى سَطحِ الهِضَاب
تَطغَى كَمَا مَدِّ المُحِيط
إن مَاجَ فِي العُمقِ اضطِرَاب
جَثَمَت على صَدرِي الغُمُوم
وَشَظَى ضُلُوعِي الإكتِئَاب
مَا بَالُ سَاعَاتِ الحَزُون
طَالَت كَمَا يَومِ الحِسَاب
يَرجُو انقِشَاعَاً لِلظَّلَام
وَاللِّيلُ عَاتٍ ما استَجَاب
لِتُمِيطَ أنوَارُ الصَّبَاح
أستَارَ لِيلٍ مُستَهَاب
مِن بَعدِ لَيلٍ كَالجَحِيم
أفضَى إلى صُبحِ الخَرَاب
مَن كَانَ لِي مَعنَى الحَيَاة
رُوحَاً بِاعمَاقِي مُذَاب
نَبضَ التَّغَنِّي في العُرُوق
تَرنِيمَ خَفقَاتِي العِذَاب
وَشمَاً على شُغُفِ الفُؤَاد
نَزَقَ الفُتُوَّةِ وَالشَّبَاب
إبهَارَ أسرَارِ الجَمَال
زَهوَاً على نَقشِ الخِضَاب
فَاضَت تُحَملِقُ لِلخُلُود
رُوحٌ وَقَد تَمَّ النِّصَاب
ضَاقَت بِخِذلَانِ الدِّيَار
شَدَّت رِحَالَ الإغتِرَاب
وَنَأت إلى أقصَى البَعِيد
لَمَّا طَغَى غَدرُ الصِّحَاب
وَلَّت فَخَاصَمَنِي السُّرُور
غَابَت فَلَازَمَنِي العَذَاب
د. سعيد العزعزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق