الخميس، 22 مايو 2025

مجلة وجدانيات الادابية (( بقلمي / محمد حسان))(( المكياج ))

 المكياج

هل استخدمت المكياج يوما؟

أظن أنك سترد بكل قسوة: طبعا لا.

هذا الرد لأنه قد يظن من يقرأ كلمة مكياج أنها محصورة في تلك المساحيق التي تستخدمها المرأة لتحسين منظرها وإضفاء الجمال عليها. وإن كان الواقع غير ذلك.

اعلم عزيزي القارئ أن للمكياج أساليب وأنواعا كثيرة لا تنحصر في هذا الأمر فقط،  فهناك من يستخدمون المكياج لكن ليس المكياج الذي فيه مساحيق، وإنما كل ما يتصنعه الإنسان حتى يبدو بصورة جميلة خلاف ما تضمره نفسه فهو مكياج بطريقة مختلفة وقد تكون أشد خطورة من مكياج المساحيق، خاصة لو كان مكياج النفاق، فهو أشد أنواع المكياج، لأن ظاهره الود والحب وباطنه الحقد والغل، ولكن هناك أنواع أخرى من المكياج لكنها تتعب صاحبها لا من ينظر إليه، وهو أن كثيرا من الناس يعمل على إخفاء ما به من نقص أو عوار بأن يحاول إظهار رجحان عقله وفعاله، لكن سرعان ما يذوب هذا المكياج بماء الحقيقة التي يسكبها الواقع عليه، ومن الناس من هم أكثر احتياجا للشفقة عليهم لا الغضب عليهم وهم من يحاولون الظهور بمكياج السعادة وقلوبهم تعتصر ألما ظنا منهم أنهم بإخفاء ما بداخلهم يكونون أقوياء وإن كانوا في غاية الضعف، وأسوأ ما فيهم أن جعلوا الناس في منزلة الرقيب عليهم، في حين لو أمعن النظر لوجدهم مثله يخفون أكثر مما يخفي، لكنه مكياج أكثر من مكياجه، فعليك أن تمحو ما تضعه من مساحيق ومكياج لأجل أناس يشملهم النقص مثلهم مثلك، ولكنه نقص من باب أننا بشر ولا كمال إلا لله، فكل منا عنده ما ينقصه، ولكن الصواب كيف تقلل منه، وتجعله في إطار نفسك، ولا يكون سببا لكرهك للآخرين، وأفضل ما تلزم نفسك به في تعاملك مع الناس ويبعدك عن المكياج  وتكون بوجهك الحقيقي ويحترمونك لشخصك أنك يجب أن تحترم نفسك أولا وإن  لم تحترم نفسك  فلا تحزن لو لم يحترمك الآخرون.

بقلمي / محمد حسان




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق