الخميس، 24 أبريل 2025

مجلة وجدانيات الادابية (( الشاعر حمدي عبد العليم))(( أعدمتني ))

 أعدمتني


لا أستطيع ان انظر الى

جثتي فى مرآة عينيها

 أأنا.. المعلق على مشنقة

مساءها العاطفي و تتدلى

مشاعري بدمي و الأماني


ماذا فعلت... 

و ما اسرع حياتي و مماتي

انا الذي ولدت أمس الحب

الاول و هي التي أماتتني

فى صباح المساء الثاني


يومان فقط هما كل عمري 

بعينيها فأنا ولدت عجوز

كما انا و قلبها الذي رباني


و هي التي سجلت تاريخ

ميلادي بها و كتبت هذا

المولود سيظل لي وحداني


و لما.. بعد يومين كبرت 

و تعلمت انا الرسم و أول

ما رسمت.. رسمت نصف

وجهها لكي لا يستدل أحد

من المغردين على عنواني


و مصادفة قرأت رسمتي

فصرخت و انهارت وثارت

و حالت و جارت و قالت

 تبا لك من مولود أرعن

اجرمت بحقي و كشفت

نصف وجهي و بلا قضاء

و بلا محاكمة دونما تسمع

دفاعي... حكمت بإعدامي

و علقتني هكذا و انصرفت

لحانوتها بعدما أمرت نفسها

بعدم تكفين أو دفن وجداني


وأراها حاكمة آمرة و غبية

فهي لا تدري انها روحي

و لا تزال بي و نسيت

انها ارضعتني حليبها 

و هذا الذي للآن أبقاني 

و لذلك انا لم أمت بها

انا باق و سأنتظرها فوق 

مشنقة الحب حتى يوم ما 

هي التي بنفسها حتما سوف 

تنزلني من فوق هذه المشنقة

و برفق كما رافقتني بالمساء

سوف تعيد وجداني لجسماني


حمدي عبد العليم





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق