تَمشِي على المَاء
..................................
سُبحَانُهُ فَاطِرٌ ابهَى مُحَيَّاكَا
مَنَّانُ اعطَاكَ مَا تَرجُو واصفَاكَا
حَبَاكَ مِن نَفحَةِ الاحسَانِ مَكرَمَةً
جَمَالَ طَاغٍ كَحُورِ العِينِ سَوَّاكَا
يَا نَاعِسَ الطَّرفِ سَاجِي العَينِ دَاعِجَهَا
ازُرقَةُ البَحرِ غَيضٌ من عَطَايَاكَا ؟
لَحظٌ إذا ما رَنَا من طَرفِ لَاحِظِهِ
تَخَطَّفَ الرِّمشُ عُبَّادَاً وَنُسَّاكَا
إن نَاظَرُوكَ شِدَادُ البَاسِ تَصرَعُهُم
وَلَيسَ يُحصِي حَسِيبٌ عَدَّ قَتلَاكَا
جِيدٌ لِرِيمٍ إذَا يَومَاً تُعَانِقُهُ
كَرَائِمُ الدُّرِّ زَادَت فِيهِ إمسَاكَا
تِلكَ التَّرَائِبُ مِرآةٌ مُلَمَّعَةٌ
صَقِيلَةٌ جَاوَزَت رُوسَاً واترَاكَا
تَزهُو وَقَد نَافَسَت بَعضَاً مُسَابِقَةً
قَلَائِدٌ شَدَّهَا تَصوِيرُ مِرآكَا
قَدٌّ رَشِيقٌ كَمَا مُهرٍ مُهَفهَفَةٍ
غُصِينُ بَانٍ لَذِيذُ الشَّهدِ رَوَّاكَا
تَمشِي على المَاءِ وَالاقدَامُ ثَابِتَةٌ
كَانَّمَا دَاسَتِ الاقدَامُ مِدمَاكَا
والسَّطحُ مَجذُوبُ مَشدُودٌ لِاخمُصِهَا
بَشُوشَ وَجهٍ إلى الاقدَامِ ضَحَّاكَا
وَردٌ فَتُونٌ سَبَت رُوحِي نَظَارَتَهُ
وَهَيَّجَ الحُسنُ إحسَاسَاً وَإدرَاكَا
تَهفُو بَنَانِي وِإن تَدنُو مُنَاغِيَةً
تُدَاعِبُ الوَرَدَ مَدَّ الوَردُ اشوَاكَا
مَا بَالُ خَفقِي يَهُدُّ الصَّدرَ إن ذُكِرَت
يَكَادُ يَستَنفَدُ الاضلَاعَ إهلَاكَا
لَكِن إذَا خَالَهَا تَدنُو مُلَامِسَةً
غَدَا فُؤَادِي رَقَيقَ الحِسِّ سَهَّاكَا
هَل مِن عِتَاقٍ اصِيلَاتٍ تُبَلِّغُنِي ؟
زِيَارَةً عَلَّنِي احظَى بِلُقيَاكَا
يَا لَيتَ شِعرِي ايَقضِى الصَّبُّ مَارَبَهُ ؟
اَيَنتَسِي بُؤسَهُ مُضنَىً تَمَنَّاكَا ؟
ذَابَت كَمَا سُكَّرٍ رُوحٌ مُوَلَّهَةٌ
تَطُوفُ سَبعَاً وَتَتجَارَى بِمَسعَاكَا
بَدرٌ بِدَوَّارِهِ كَم دَارَ وَالِهُهُ
يَلُفُّ تَترَاً وَيَغشَى فِيهِ افلَاكَا
غَرقَانُ في بَحرِهِ إن مَا يَغَادِرُهُ
فَهَل سَتُحيِي جِنَانُ الارضِ اسمَاكَا ؟
يَا عَاذِلَا في هَوَى المَحبُوبِ عَاتَبَنِي
لِتُقصَرَ العَذلَ مَن باللُّومِ اغرَاكَا ؟
لَو كُنتَ تَهوَى كَمَا اهوَاهُ تَعذُرُنِي
وَلُو تَوَلَّهتَ كَانَ الشُّوقُ ادمَاكَا
لَكِنَّ قَلبَكَ لَم يَطعَم حَلَاوَتَهُ
لِذَا غَدَا الثَّغْرُ لِلعُشَاقِ نَزَّاكَا
إن هِمتُ فِيهِ فَلَا لُومَاً لِعَاشِقِهِ
وَمَا جَنَى الصَّبُّ ذَنبَاً إن تَوَلَّاكَا
إن رِمتُ اخفِي الهَوَى فَالعَينُ تَفضَحُنِي
وَنَبضُ عِرقِي وَخَفقُ القَلبِ نَادَاكَا
مَا كَانَ قَلبِي يُكَنِّي إسمَ آسِرِهِ
إلَّا لِيَزدَادَ اهلُ العَذلِ إربَاكَا
يَا فَاتِنَاً مِن سُبَاتِ العُمرِ ايقَظَنِي
وَبَاعِثُ الحُبِّ احيَانِي واحيَاكَا
مَهمَا ضَنَانِي الجَوَى والشُّوقُ لَوَّعَنِي
تَزَايَدَ العِشقُ في وِجدَانِ مُولَاكَا
حَسبِي إذَا زَارَنِي طَيفٌ يُطَمِّنُنِي
بِنِصفِ لَيلٍ وَلِلمَحبُوبِ جَلَّاكَا
فَاحضَنُ الطَّيفَ إجلَالَاً لِبَاعِثِهِ
وَيَلثُمُ العَينَ وَالخَدِّينِ مُضنَاكَا
وَالرُّوحُ تَلقَى حَبيبَ الرُّوحِ هَاتِفَةً
فَيَصدَحُ القَلبُ اهوَاكَ وَاهوَاكَا
د. سعيد العزعزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق