الجمعة، 6 سبتمبر 2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( نور النبوة )) كلمات الشاعر عبد الملك العبّادي



((نـــــــــــــــــور الــــــنــــــبّـــــوة))
بـــكَ الإلــهُ هــدى والـوحـي والـكـتب
يــا أشــرفَ الـثـقلين الـعـجمُ والـعـرب
نــورُ الـنُـبّوةِ مِــنْ مـشـكاتِكَ انـطـلقت
ومِـــنْ ومــيـضِ سـنـاكَ الـعِـلمُ والأدب
وأنــتَ فــي مُـحـكَمِ الـتـنزيلِ قـدوتُـنَا
وفــي مـحـيطِ حِـمَانَا الـفارسُ الّـلجب
عـلّـمـتَـنَا أنَّ فــــي الإســــلامِ عِـزّتَـنَـا
والــذّلُ فـي غـيرهِ والـخِزيُ والـصّخب
وقـــد تـركـنَـا كـتـابِ الـلّـهِ وانـتـزعت
عـنّـا الـمَـهابَةُ، وابـتـاعت بـنـا الـنُّـخَب
وصــــارَ حـاكـمُـنَـا لــلـغـربِ مـطـرقـةً
يُـكـالُ فــي صـاعِـهِ الـتضليلُ والـكَذِب
يــا خـاتـمَ الـرُّسـلِ حـلَّ الـليلُ خـيمتَنَا
وعــاثَ فــي أرضِـنَا الـتَهرِيجُ والـشّغب
واسـتـقطعَ الأرضَ أعــرابٌ وظـيـفتهُمْ
قـمـعُ الـشّـعوبِ عـلـى أشـلائـنَا وثـبـوا
وأنـــتَ مَـــنْ تُـشـرِقُ الـدّنـيَا بـطـلعتِهِ
ويـخجلُ الـجَودُ مِـنْ كـفّيكَ والـسُّحُب
وكــــم بــــلاءٍ غــشــى أبــنـاءَ أُمّـتِـنَـا
وفــي رِضَـاكـمْ رسـولـي تُـفرَجُ الـكُرَب
فـفـرّجـوا كـــلَ كــربٍ بـالـرضاءِ فـكـمْ
مُــعَـذَّبٍ، ولـــهُ فـــي حُـبِّـكُـمْ نَــسَـب
رضــاكُـمُ مِـــنْ رضـــاءِ الــلّـهِ سـيـدنَـا
وفــي رضــاهُ الـغِـنا والـفـضلُ والـرُتَب
يـــا مَـــنْ بـــهِ الــلّـهُ زكّــانَـا وهـذّبـنَـا
ونـالـنَـا مِـــنْ عـطـايـا هــديـهِ الـقُـرَب
كـــلُ الـقَـرِيضِ سِـوَاكـمْ لا جَـمَـالَ لــهُ
إلا الـقَـرِيضَ الــذي فـي مَـدحِكُمْ يَـهَب
ومــا الـمَـعاني سـوى روحٍ يَـجِيشُ بـهَا
فِــكـرُ الـمُـحِـبِ بـإحْـكَـامٍ لِــمَـا يَـجِـب
يــجـولُ فـــي عَـالَـمِ الـمُـختارِ قـائـلُهَا
وفــي لُـمَـى فـكـرِهِ يـحـلو لــهُ الـعِـنَب
ولــيــسَ ثــــمَّ فـــؤادٌ يـكـتـوي ألــمًـا
إلا وهــــزَّ حــنـايـا حــرفِــهِ الــطّــرب
وهـــلُ يُـــلامُ مُــحِـبٌّ فـــي صـبـابتِهِ
وأنــتَ فـي عِـقدِهِ الألـماسُ والـذّهَب؟
تــأتــي الــنِــدَاءاتُ بـالأحْـكَـامِ آمِـــرَةً
والأمــرُ وحــيٌ مِــنْ الـقـرآنِ يـنـسكب
قــمْ وانــذرِ الـنَّاسَ يـا مَـنْ زانَـهُ خُـلقٌ
فـلـيـسَ ثــمّـةَ شـــكٌ فــيـكَ أو رِيَــب
أنـــتَ الـبـشـيرُ الـنـذيرُ الـمُـستَنَارُ بــهِ
يـا شـافعَ الـخلقِ مَـنْ لـولاكَ يَـنتَصِب؟
هـــذا الـمَـقـامُ سِــواكُـمْ لا يــقـومُ لــهُ
فــردٌ ، ولــن يُـجـتَبى مِــنْ بـعدِهِ لـقب
كــمْ فــازَ فـيكُمْ رسـولَ الـلّهِ مِـنْ وَلِـهٍ
وكــــمْ تــربّـى عــلـى أخـلاقِـكُـمْ أَدِب
وكـــمْ يـــذوبُ أســىً مـضـنًا بـسـيّدِهِ
يَـحـنو يَـحُـثُّ الـخُـطا يـقتادُهُ الـطّلب!
يـا صـاحبَ الـخُلُقِ الأسمى وهل عَلِمت
أذنـــابُ قـيـصـرَ أنَّ الـنـصـرَ يَـقـتَرِب؟
مَـنْ خـاصموا الـقدسَ مِـنْ أبناءِ جِلدتِنَا
مَـنْ نـاصبوهُ الـعِدا مِـنْ بـعدِ أن وهـبوا
كـانـوا هُــمُ الـسّـببَ الأعـلـى لـنـكستِنَا
خـانـوا الـكـتابَ وأيــمُ الـلّـهِ وانـقـلبوا
فــتّـوا بـخـاصرةِ الإســلامِ واقـتـحموا
مـعَ الـيهودِ حِـجَابَ الـقدسِ واغتصبوا
الـسّـائرون عـلـى أعـقـابِ مَــنْ كـفـروا
والّلابِسُون الدّجى في ثوبِ مَنْ غَضِبوا
الـــنَّــاشِــرون ثـــقــافــاتٍ مــزيّــفــةً
فـيـها الـفَـسَادُ وفـيها الـفِسقُ والـكَذِب
الـشّـامِـتـون بــنــا فـــي كـــلِ نَــازِلَـةٍ
والـمُـرجِـفـون كــــأنَّ الــنّــارَ تـلـتـهِب
لــكـنَّ صـبـحًـا بـــدا أنـــوارُهُ ظــهـرت
عـلـى الـقـلوبِ صــداهُ الـنصرُ والـغَلَب
يــقــودُهُ مِـــنْ رِجَـــالِ الــلّـهِ كـوكـبـةٌ
بـيضُ الـصفائحِ إن حـامَ الـحِمى شُهُب
يـا ربِّ واحـفظ حُـمَاةَ الـدّينِ مـا بقيت
فـيـنا الـسِّـنونُ وأبـلت عـظمنَا الـحِقَب
وانــصــر بـفـضـلـكَ أقـصـانَـا وأُمّـتـنَـا
هـيـئ لـنـا مـنـكَ نـصـرًا مــا بــهِ تـعب
وصـــلِ ربِّــي عـلـى الـهـادي وشـيـعتهِ
صـــلاةَ مُـمـتـثلٍ تُـجـلـى بـهـا الـنُـوَب
وآلِ بــيـتِ رســـولِ الـلّـهِ مــا طـلـعت
شـمـسُ الـنّـهارِ، ومــا ربّـى الـصِغَارَ أب
وصـحـبـهِ الـصَـادقينَ الـمُـخلصينَ لــهُ
ومَــنْ عـلـى نـهـجِهمْ يـدعـو ويـنتحب
عـــبـــدالـــمـــلــك الـــــعـــــبَّــــادي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق