مسلم.. أماني وقيود
لــيــتَ أنّـي، أيـنـمـا رفَّــتْ بـِهـا، جـامِـعـاتُ الـشَّـهْــدِ، زهْــرٌ للأقـاحْ
أو ضــيـاءٌ لِـسـراجٍ بـاعــثٍ فـي دُجـى الـمـحــزونِ أمْــنـًاً وارْتِـيـاحْ!
...
لـيـْتَ أنـِّي فـَوْقَ هـَيـْمـانِ الـرُّبـَى، غــيـثُ مـُزْنٍ عَـجَّ بـالماءِ الْقَـراحْ
هـاطـِلٌ يُـحْـيِي بـِأكْـنـافِ الْـوَرَى. أطــْيـَبَ الآمـالِ فـي عــَيـْشٍ بَـراحْ
...
أو تـَرانـي والـمَـنـايا تـعْـتـلي، صَـهْــوة َالْأمـواج ِفـي ركْـبِ الـرّيـاحْ
مَـنْ شَـفىَ آلامَ نـفْـسٍ طــبـُّها، مـَرْكِـبٌ لــِلـْغَــوْثِ مـضْـمـونُ الـنجاح!
...
أوعساني ما تـمـنَّـى خـيِّـرٌ، مِـنْ دوامِ الـغــوْص ِفي بحـْرِ الـصِّـحـاح
آمـِـلاً إحْــيـاءَ وعْـيٍ نـــابـــذٍ.. مـا يــصُـدُّ الناسَ عــن نـهْـجِ الـفـلاح!
غـيـرَ أنِّـي مـثْـلَـمـا فـي قـيْـدِه، يـنـْشُـدُ الـتـَّحـْـلـيـقَ مـكـْـبـولُ الجـناح
نـابـَنـي مـا نـابَ سِــرْباً ذائـقـاً، قسَـوْةَ الأغـْلال ِ والـغـُـبـْنَ الـمُـتاحْ!
...
ثـُمَّ إنِّـي مِـنْ ثــرى أرْضٍ بِـهـا، مِـعـْـوَلُ الإفـْسـادِ مـطـْلـوقُ السَّراحْ
الـرَّزايـا جُـلُّـها مـِنْ صُـنـعـِه، حُــرُمـاتٌ حـيـثُ يَـسْـطـو تُـسْـتــبـاح
والـتي لـلـنـاسِ فـي تـمْـكـيـنِـها، يـَـسـْتـقـيـمُ الأمـرُ في ظـلِّ الـصَّلاح
أسـْلَـمـَتـْها تــُرَّهـاتُ الـْـمـُعــْتـدي، لِـجـُـحـُـودٍ عـُـدَّ مـفْـتـاحَ الـنـَّجـاح
...
هـكـَذا أبـْـقـى ونـَهـْجـي هَـدَفـاً، لِـمَـواضـي مَــنْ يُـعـادونَ الـسّـمـاحْ!
إذ أرادوني ضعـيـفـاً مُـعـْدمًا... أيَّ حــيـنٍ رامَـنـي الْـعـادي مُــتــاح
حـيـثُ يَبْدو الغِـيُّ في زيِّ الهُدى، ويـبـيـنُ الرُّشْدُ في كـشْـحِ الطلاحْ
وشـُعـاعُ الـخــيــْرِ يـخْـْبـو ضوْءُه، وبــذورُ الـشــرِّ تّـنـْمـو بـارْتـيـاح
وسـيـوفُ الــمـسْـخِ في إنْـسانِـنا، تـقْـتـلُ الطـُّهْـرَ وتسْتَحْيي الْـقِــبَاحْ
تـُـطـْـعـِمُ الـنـارَ أصولاً ثـَـرَّةً، وتـُجـيـرُ الـهَــشَّ والــطّــلْعَ الـصُّواح
...
فـترى مـا فـادَ في جـوْفِ الـلَّـظى، وتـرى مـا ضَـرَّ يَـحْـميهِ السِّلاح
وترى مَـنْ زاغَ محمودَ الخُطا، وترى الـمـرذول في رسْـم الـمُـبَاح
وتـرى الـنـاسَ أُسَـارَى زُمْـرةٍ،.بـدَعَـاوى الـعـلـمِ تـبْـتاعُ الـكُـسـاح
وذمــيــمٍ مُــجْــرم نـالَ بـِـمـا،. لــوَّثَ الأجْــواءَ، مَــوْفــورَالــرَّبـَـاح
تـاحَ لِـلْـعــدْوانِ أوْفـى فـرصةٍ، حـيـن ألـْوى مـهجةَ الخـيْرِ الـذّبـَاحْ!
--
يا قِـراناً أُحْـضِرَتْ فيه الـعـَصَا،.جنبَ مَـسْخٍ أُلـْبـِسَـتْ أبْهى وِشاحْ
لِــكريـمٍ أعْــزلٍ حــاط بـه، مـَـعْـشـرُ الـخـُـذلانِ مِـنْ كـلِّ (الـنَّـواح)
وعـبـيـدُ السـوءِ صَـمّـوا وعــَمـوا، أعْـلـنـوا تـبْريكَهـم هـجْراً بـَواحْ!
سـانَدوأ مـا مـثْـلَ كـلْـبٍ نـابـحٍ.، وغُرابٍ عن سِـماتِ الـحـفـلِ بـاح
...
هـكــذا راجَـــتْ بـأرْكـانِ الـحِــمـى،. تــرَّهـاتٌ ونــعـــيــقٌ ونـُـباح
وكـرامٍ تـقـْـتـفـي آثـارَهـم، غــيــرُ حـَـدِّ الـسيـفِ أســنـانُ الـرمـاحْ!
...
لـمْ يَــزلْ يــجـري حَـثـيـثـا ًشــرُّهُ، وخـبـيـثـًا ريـحُـهُ بـالـعُــدْم فــاح
مـاثـلاً فـي كـلِّ نَـهـجٍ نـازعٍ، مِـنْ نـُفـوسِ النِّـشْءِ عَــزْماتِ الكِفاح
...
وجـمـوعٍ زاد فـي تـهْــمــيــشِها... وذهـابِ الــشـأنِ مــزمـارٌ وراح
شَرَعَتْ تُعْنى بـأساطـيـر"جـحا"،. وافـتـتان "بأبـي الـنواس" راح!
فـتـناهت رهْنَ أرْبـاب ِ الـقـُوى، كـلُّ عِـلْـج ٍ عَـبَّـدَ الْـقِسْمَ الـمُـتـاحْ!
لـم يَـدَعْ فـيها انـتـماءً يُـرْتَـجى، أو ولاءً يـقْـتَضي أسْــنـَى الـطـِّماح
أو جُــذوراً تُــحْـضِـرُ الـماضي لهـا، مِـنْ جـديـدٍ لِـذُرى المجدِ لِـقاحْ
سُـخّـِفـتْ أحْـلامُـها حـتـى غَــدَتْ، كهـَشيمِ الـزّرعِ تَـذْروهُ الـرّيـاح!
...
فــتـرى مَــنْ بــاتَ فــي أحْــزانِـه، عـانـيــًاً يـجْــتــرُّ آلامَ الـجـراح
وتــرى فـي كــلِّ رُكْـنٍ راسـفـا ً. بـِقـيـودِ الـبغْـيِ مِنْ غــيْـرِ جُـنـاح!
وتـرى آثـارَ مـبـْتـورِ الـرّؤى، أيْـنَـمـا هَــمَّ عــلـى الـمــبـتـورِ طـاحْ
وبــدفْــعٍ مــِنْ عــدوّ غــاشـِمٍ، لـم نــزلْ أسْـــرى لــذيَّـاكَ الـسّـفَـاح!
...
فـانْـشُـدِ الإَصْـلاح واخْـرجْ هـاتـفا ً:" أمـةَ الإحْـسـانِ بُعدا للطـَّلاح!
شوّه الـعُــدْوانُ صـرْحًـا شامخـا، صَيَّـرَ الأوطـانَ لــلأهْــوالِ سـاحْ
أوقِـفِـي تزيـيـنَ جُرمٍ يـغـْتـذي، لابـِنَ الإفْــسـادِ منْ ضَرْعِ (سـجـاحْ)!
--
يـا عـمـيـمَ الـخـيـرِ يـا مَـنْ فـضـلـُـهُ، وَسِــعَ الأكـوانَ عِـلْـماً وسَماح
هـذه أحْـوالُــنـا، ضـاقـت بـنـا، فـاكْـشـفِ الآلام عــنـَّـا والــجــراحْ
وتــَـوَلاّنـــا بـِـعَـــفـْــوٍ شـــامــلٍ، .ومــلاذٍ مـــانــع ٍ لا يُـــسْــتــبــاح
ويــقـيــن ٍ راسـخ ٍ فـي ظـلـه، يُــزْهــِرُ العـِـرْفـانُ والعـقـْلُ الـرّجاح
بـِعــطـاءٍ مـنـكَ يُـجْـريـه الـرِّضا، إن مُـنحْنا خيرَه حُزْنا الــنــجـاح
فـيصيـرَ الـصَّعبُ سَهْـلا ً هـيـِّناً، ويـسـيرَ الـرَّكبُ فـي دربِ الفلاح
وبِـه غـايـاتُــنـا واضِـحـَةٌ، كـَوُضـوحِ الشَّـمــسِ فـي وجْـه ِالصَّـباح
فـتعـالـيـْتَ ســنـاءً وســـنـــًا،. وتـــعــالــيــْتَ وجـــوداً واتـِّــضـاحْ!
أنْـتَ مــْولانـا فـكُنْ عـوْنـاً لنا، ما حــيينا واعْـفُ إنْ حـان الـرّواح!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق