الخميس، 29 أغسطس 2024

مجلة وجدانيات الأدبية(( د اسامة مصاروة ))(( عرب مع ايقاف الكرامة

 د. أسامة مصاروة : عرب مع ايقاف الكرامة

إن من يتابع ما يجري على الساحة العربية ومن يعز عليه ما وصلت اليه حال الأمة العربية والأسلامية ، من تشرذم وضعف وتشتت وخوف وانعدام لكل مقومات العزة والكرامة وانقطاع عن كل سبل التواصل التاريخي مع الحضارة العربية والأسلامية العظيمة والعريقة ، وانمساح الذاكرة الجماعية لهذه الأمة وخاصة عند الأجيال الشابة التي لا تعرف شيئا عن القائد الخالد جمال عبد الناصر ، ولا تعرف أيضا أي شيء عن حرب الستة أيام (كما ظهر في تقرير أعدته قناة الجزيرة والذي من خلاله سئل بعض المارة عما يعرفونه عن حرب الستة أيام) ، تلك الحرب التي غيرت مجرى التاريخ الحديث لهذه الأمة والتي ما زالت تداعياتها ونتائجها المدمرة قائمة حتى الآن ، والتي يدفع ثمنها جميع أبناء الشعب العربي من المحيط الى الخليج ، وبشكل خاص أبناء الشعب الفلسطيني الذي تسفك دماؤه ليل نها ر دون أن يحرك العرب ساكنا ، وكأن الأطفال الذين يذبحون ما هم الا خرفان عيد الأضحى . ان من يتابع كل ذلك وأكثر من ذلك يشعر أن هناك فعلا مؤامرة لقتل كل شعور أو احساس بروعة الأنتماء الى هذه الأمة العظيمة , يشعر بأن هناك أيادي أو عقولا تدبر الى هتك كل ملامح الشرف لهذه الأمة وتسعى الى الفتك بأي احساس بالكرامة والعزة والفخر والفخار والأعتزاز بالأنتماء اليها

وهذه الأيادي وتلك العقول ليس من الصعب اكتشافها ومعرفة صاحبها ومن ينفذ خططها ، فالمعادلة سهلة جدا ، فما عليك الا أن تسأل نفسك ان كنت واعيا لحقيقة الأمور وعالما بتاريخ هذه الأمة ، على الأقل خلال السنين القليلة الماضية وليس مثل تلك العينة من الشباب الذين ظهروا على شاشة قناة الجزيرة ، ما عليك يا سيدي الا ان تسأل نفسك من هو عدو هذه الأمة في الماضي والحاضر ومن هم الذين يدعمون هذه المؤامرات المتتالية على مصيرها ، فعندما تقع جريمة ما عليك الا أن تسأل من المستفيد منها ، فعلى مر العصور التاريخية كانت هناك دائما طائفة تربط مصيرها مع المحتل الأجنبي حتى تضمن مصالحها وتحافظ عليها دون أن تضع نصب أعينها المصلحة الوطنية والقومية ، ومصير هذه الطائفة كان أيضا هو نفس المصير على مر العصور وفي جميع البلدان والمجتمعات على اختلاف مذاهبها ومشاربها ومزبلة التاريخ تعج بأمثالهم ، ومن حذا حذوهم لا بد أن يلقى به عاجلا أم آجلا فالتاريخ لا يرحم ولا يشفع ، والله يمهل ولا يهمل والشعوب مهما صبرت ومهما قهرت لا بد لها ان تنتفض , ألم ينتفض الحجر على الدبابة والمدفع والصاروخ ؟

اذا هناك من يريد قتلنا فكريا وحضاريا وانسانيا واجتماعيا وهو يخطط أيضا للقضاء على أية بارقة أمل بالنهوض بهذه الأمة ، وأنا مستعد لأن أفهم مواقف أعداء هذه الأمة ولكن ما لا أستطيع أن أفهمه هو كيف يسمح البعض منا لنفسه بأن يكون المطية التي يركبها العدو للهجوم علينا ؟ والأغرب من ذلك كله والمضحك المبكي هو انهم يحاولون ايهام أنفسهم بأن ما يفعلونه هو في صالح شعوبهم , هل هم ساذجون فعلا أم يدعون السذاجة ؟ ام هم يعتقدون أن الشعوب العربية ساذجة لدرجة أن سذاجتهم ستنطلي عليهم وأن هذه الشعوب ستلقف الطعم ؟, طعم الغيرة على المصلحة الوطنية ولا أقول القومية لأن الأحساس القومي أصبح اليوم للأسف عند المرتزقة منا أمرا مذموما وكأنه الكفر بعينه.

يا اخوتي ان اعداء امتنا يريدوننا كالخراف نأكل ونشرب ونسمن حتى يحين ذبحنا وبسهولة أيضا , يريدوننا مجموعة من المستهلكين يطعموننا ما قد سرقوه من حقولنا ومزارعنا ، أما عن الكرامة فهذا أمر غير مسموح به ومن يرفع هامته وينادي بها أنتم تعرفون مصيره ، أي اننا عرب مع ايقاف الكرامة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق