الأحد، 31 مارس 2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( وجود )) بقلم الشاعر أحمد رستم دخل الله



《وجود》
الليلُ يسألُ في حدودِ اللاوعي
عمّا جرى في شاعرٍ لا مرجعي
عن حاضرٍ بل غائبٍ بِحضورِهِ
ينسلُّ من ردِّ السّؤالِ المُقنِعِ
يزدادُ عُمقاً واسوداداً كلّما
يهمي عليهِ كسائلٍ متنطّعِ
يا ليلُ مهلاً فاحتجاجُك واقعٌ
قد لا يكون بما يخصُّكَ مَنفَعي
هذا السّكونُ المُستفيضُ وداعةً
عَجِزَت غِواياتُ الأنا لهُ أنْ تعي
وكأنّ ما حاز الجوى وشجونَهُ
أضغاثُ حُلمِ المُدرَكَينِ بلا وعي
ومحالُ أن تفنى اللبابُ لطالما
تُحيي الأهلّةَ رغم كُلٍّ توجُّعِ
نُسِجَت من الخيطِ الحريرِ مآلمي
حتى غدت ثوباً يغلّفُ مجمعي
عني يُحدّثُ ما استطاع مُغالِبي
كي يستعِزَّ لِيَ الحضورُ ومَن معي
وبخاطري ألّا أكونَ مَن ارتضى
إخمادَ نارِ المُدلَهِمِ المُوجَعِ
حار الفؤادُ بِهادىءٍ مُتَغَمغِمٍ
يجدُ التّمتّعَ في همايا مدمَعي
والعينُ تَنشُدُ بِالدّموعِ خلاصَها
بِأديمِ ليلٍ سارقٍ لِمُودَّعي
هيهات.. دمعي أنْ يُكَفكَفَ هَطلُهُ
شلالُ وادٍ من علوٍ مُهطِعِ
غيّبتُ نفسي وانسحبتُ وخالني
أنّي على الدّربِ الصّحيحِ كما أعي
وبحثتُ عن سكنى انفصالٍ أُقِّتَت
سكراتُها حتى تأطَّرَ مسمعي
ما لا يُصدّقُ في ازدواجِ تخيُّلي
صمتٌ لِبوحٍ قد يسبِّبَ مصرعي
أبتاعُ بعضي بابتهالٍ زائفٍ
مَن ذا يتاجِرُ في سرابٍ مُمتِعِ
لولا اغترابي بِالشّعورِ وجدتني
كفتيلِ شمعٍ ذائبٍ كالمَدمَعِ
فيَّ المداركُ لا تُطيقُ مشاعري
ومشاعري عند المدارِكِ لا تعي
وأحاورُ الجزءَ العنيدَ بِمنهجي
ممّا أخبّئُ في حنايا منبعي
عَلّي أجاوزُ ما تراكمَ سابقاً
حول العِنادِ إذا تخاتلَ مَرجعي
هذا أنا كالغائبين عن الرّؤى
كالحاضرين مع المَغيبِ المُسرِعِ
إنّي على حدِّ الوجودِ مُقيَّدٌ
بِالسابقين، فلا أعيك بما معي
هذا بيانُ الخائبين كما الذي
أضحى بِقيدِ الهاربين من السّعي
يا ليلُ قل لي ما جوابُ مُساءَلٍ
ما بين جبرٍ وانكسارِ المُبدِعِ
إنْ كان سؤلُكَ دون أيِّ ضغينةٍ
فأنا الذي عمّا سألت مُدَندَعي
أحمد رستم دخل الله .. A, R, D

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق