الأربعاء، 6 مارس 2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( من مذكرات استاذ جامعي" "عندما يقود القلب العقل تقع الكوارث")) بقلم أ. د. محمد موسى


من مذكرات استاذ جامعي"
"عندما يقود القلب العقل تقع الكوارث"

إعترضتني وأنا أهم بركوب سيارتي ، وقالت: لي قرأت لكَ يادكتور ما كتبته فى جريدة الحياة اللندنية عن الصراحة ، فقلت لها: أنا كتبت عن المصارحة وليس عن الصراحة ، فقالت: هل الصراحة راحة؟ ، قلت لها: ليست دائماً هي راحة فالصراحة قد تكون راحة ، وقد تكون سبباً لعدم الراحة ، وقد تكون بجاحة ، وقد تكون وقاحة ، قالت: ما الفرق بين البجاحة والوقاحة؟ فقلت لها: كالفرق بين الماء وهو سائل والماء وهو ثلج ، ليس في كل وقت أستخدم منطق الصراحة راحة ، فقالت: لو قلت لك: أستاذي بصراحة أنا أحبك ما قولك هل هذه صراحة؟ ، قلت لها: مستحيل قالت: فالنفرض فقلت لها: لا أفرض مستحيلاً ، فالحب ياصغيرتي هو يُشبهْ بالفاكهة ، نظرة بغرابة وقالت: بمعنى فقلت لها الحب في العمر من 25 إلى 35 سنه يُشبه بالكريز حيث الطعم جميل ، ويستخدم لتزين كل الحلويات ويضع على عرش من الكريم شانتيه الأبيض فيعطى جمالاً للعين ، والحب من عمر 35 إلى 45 سنه يَشبه فاكهة الأناناس أيضاً الطعم جميل قطع كان أو عصير ، ثم به أيضا تزين الحلويات ، والحب من عمر 45 إلى 55 سنه له طعم الفراورة قد تكون كبيرة وزاهية ولكن ليس لها طعمها عندما كانت صغيرة وهذا فارق كبير ، أما بعد عمر 55 سنه فيكون للحب طعم البطيخ الذي لا يؤكل إلا في وقت معين وهو الصيف ، ولا يؤكل إلا مثلجاً ، ونحن ياصغيرتي أصبحنا فاكهة مختلفة الطعم ، علماً أن الحب موجود في كل الأعمار حتى نوارى التراب ، ولكن الحب في كل مرحلة عمرية عند العقلاء له شكل مختلف عن الحب في مرحلة أخرى ، فضحكت وقالت دائما أنت إستاذ وعندك تفسيراً للأشياء التي يعتقد البعض أن لا تفيسر لها ، فقلت لها ياصغيرتي هي خبرة السنين ، لا يستطيع عاقل تجاهلها وإذا تجاهلها فسوف تضحك عليه الأيام ، وأه من الأيام إذا كشرت عن أنيابها وظن قليل العقل أنها تضحك له فهي لا ترحم الأغبياء.

ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق