ستعود فلسطين
............................
قِفُوا عِزَّاً و لَا تَرجُوا ذَلِيلَا
بَدِينَ الجِسمِ خَوَّارَاً حَسِيلَا
قِفُوا في سَاحَةِ الشَّرَفِ رِجَالَاً
فَقَد شَرُفَت بِصُحبَتِكَم طَوِيلَا
ثَرَاكِ طَهُورُ يا عَرَصَاتِ غَزَّة
فَانبَتَ ثَائِرَاً حُرَّاً نَبِيلَا
مُجَاهِدُ رُوحُهُ قَدَحَت لَهِيبَاً
و من اذكَى سِوَى الغَزِّي الفَتِيلَا
و فَجَّرَ مِن شَهَامَتِهِ حِمَامَاً
لِتَصهَرَ غَاصِبَاً صَهرَاً وَبِيلَا
على أرضِ البُطُولَةِ في رِبَاطٍ
ضَيَاغِمُ جَندَلَت كَلبَاً و فِيلَا
الَا إنَّ التَّحَرُّرَ صَهو خَيلٍ
اصِيلٍ يملَا الدُّنيَا صَهِيلَا
و فُرسَانٌ تُؤَازِرُهَا قُلُوبٌ
رِباطُ الجاشِ ما ابدت عويلا
تَمَسَّكُ في عُرَى حَبلٍ مَتِينٍ
و تُوكِلُ امرَهَا رَبَّاً جَلِيلَا
و في الهيجاء لا تَخشَى عَدُوَّاً
و إن بَرَزَت لَهُ امسى صَمِيلَا
و فرسانٌ تُطَاوِعُهَا سِيُوفٌ
إذا ضَرَبَت سَمِعتَ لها صَلِيلَا
كَخَسفُ البَرقِ تُمحَقُ حِينَ تَهوِي
وَ يَصعَقُ لَمعُهَا خَصمَاً عَبِيلَا
بَنُو القَسَّامِ عَاضَدَهَا رِجَالٌ
هُمُ الفُرسَانُ رَوَّضِتِ الاصِيلَا
لَهُم عَزمٌ و كَم سَحَقُوا يَهُودَاً
و كم قَهَرُوا و اردُوا المُستَحِيلَا
و يُخرِصُ صُنعُهُم لُسنَاً تَدَعَّت
يُكَذِّبُ فِعلُهُم قَولَاً و قِيلَا
اتَى ظَفَرٌ يُتَوِّجُهُم و نَصرٌ
و جَاءَ المَجدُ مُنتَشِيَاً ثَمِيلَا
و غزَّةُ عزَّةٌ و النَّبضُ غَزِّي
و لن نَنسَى لغَزَّتِنَا الجَمِيلَا
على أرضٍ مُقَدَّسَةٍ نَبَتنَا
رَوَت بِقَدَاسَةٍ قَلبَاً نَبِيلَاً
غَدَوتِ بِجِسمِنَا يا قُدسُ رُوحَاً
و خَفقَ قُلُوبِنَا نَفَسَاً عَلِيلَا
و لن نَرضَى مُقَايَضَةً لِقُدسٍ
و إن بَذَلُوا لِامرِيكَا بَدِيلَا
نُعَانِقُ سَاحَةَ الاقصَى و نَفدِي
و عَن مسرَى مُحَمَّدِ لَن نَمِيلَا
و يا رِفَحٌ نُحِبُّ ثَرَاكِ طُهَرَاً
و تَهوَانَا و نَعشَقُهَا الجَلِيلَا
و حِيفَاءً و نَعشقُ عَسقَلَانَاً
و يا نَقَبَاً غَدَاً نَشفِي الغَلِيلَا
و يَافَا في الشِّغَافِ و نَبضِ عِرقٍ
و نَهوَى بَيتَ لَحمٍ و الخَلِيلَا
و نَاصِرَةً و طُوكَرَمٍ و صَفدَاً
و امَّ الفَحمِ رَشرَاشٍ و إيلَا
فِلِسطِينُ الحَبِيبَةُ خَفقُ قَلبٍ
سَنَروِيها دِمَانَا سَلسَبِيلَا
نَجُودُ نُقَدِّمُ الارواحَ قُربَاً
نُجَاهِدُ دُونَهَا جِيلَاً فَجِيلَا
و هل تَغلُو على الاقصى نُفُوسٌ
بِدَربِ القُدسِ نَبذِلُهَا سَبِيلَا
فِلِسطِينٌ فِدَاكِ فُلِيذُ كِبدٍ
و قَلبٌ بَاتَ في حَرَمٍ نَزِيلَا
أيا وَجِلَاً اوَانُ الفَتحِ دَانَى
فَهَل تَبقَى كَمَا حَمَلٍ عَقِيلَا
فَحَطِّم لِلقِيُودِ كَفَاكَ ذُلَّاً
و كُن عَلَمَاً و نَل شَرَفَاً جَزِيلَا
الَا قد فَازَ من طَلَبَ المَعَالِي
و خَسرَانُ الَّذِي الِفَ النُّزُولَا
يُسَابِقُ مَن يَرُومُ جِنَانَ خُلدٍ
لِيَفدِيهَا و يَشرَبُ زَنجَبِيلَا
سَتَهدِلُ فَوقَ قُبَّتِهَا حَمَامٌ
و يَشدُو العَندَلِيبُ لَهَا طَوِيلَا
د. سعيد العزعزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق