الجمعة، 6 أغسطس 2021

سلفيت / الجزء العشرون ....................الكاتب صالح الخصبة


سلفيت / الجزء العشرون
##############
نختلف وقد لا نتفق ، لكنك في الخصومة أقرب الى الذات منك الى الحقيقة ، تخاصمني كرجل ، لا خصومة الند للند ، ولا خصومة النساء للنساء ، او حتى للرجال ، ومن لا يعرف خصومات الرجال للرجال لا يعرف عن الرجولة سوى الذكورة ....
نحن على طرفي دائرة ، يشدنا وتر واحد وحيد هو سر استقامتنا واعوجاجنا وتجمعات أفكارنا ، ذلك من تقدير ربي ، إن يلهيني فيك ، ويعذبني فيك ، ويرميني فيك كريشة طافية على مسطحات قلبك الذي سرعان ما جف وغار ...
أنا لا أدعي كمالك ولا ملائكية فحواك وكينونتك ، فالكمال لله وحده فقط ، ولا يوجد على وجه الأرض رجل كامل ، ولا امرأة كاملة ، هناك رجل ناقص وامرأة ناقصة الى النصف إن لم تكن الى الثلثين ...
وأجمل ما في المرأة أن تكون ناقصة ، ولا أعتقد أن النقص مثلبة ، لأن النقيصة مع النساء ، سر. من أسرار الجاذبية التي تشعرك أنك الهال للبن والعنب للنبيذ ...
في مقدورنا إن نلغي كل خطوط العرض والطول من أبجديات حياتنا ، ونساوم الأيام الحبلى بالقطيعة على أن نكون جزءا فاعلا من ساعاتها ، نكتب فينا الزمن بشتى خطوطه قبل ان يتناسانا فنكون كصاحب الإبل ، لا لبنا مدق ، ولا ناقة عتق ....
معضلتنا أننا أسرع من يرسم الحدود وأسرع من يشتم الأسوار . ولدنا مييتين ، ومن أراد لنا الحياة ، يموت في المهد أو يحيينا بنصف عقل ، عالة على الناس ، وعالة على أفكارنا ورتوشنا اليومية .
ما يضيرني إنني اتوقف عند أدق التفاصيل ، لعل ذلك من نكسات الحظوظ ورداءة البخت ، نحس شديد الإبصار ، حتى مع الأعاصير المعتمة .
يا لعذرية الأحلام ولا تعلم بأن الأيام حوامل كالنساء في شعورها الأخيرة ، تتعلث بالغرائز وتسيح مع الولادات القسرية المنهكة اذا تعذرت طبائع الإنجاب البشرية .
نلتقي كالأغراب ونفترق كالكواسر ، وحولنا التباريح كالغلمان وهم يطوفون باكواب من فضة ، وهي فارغة إلا من غثاء ، ونحن أشبه باللحاء حول معاصم الأشجار والجذور الميتة ، منسلخة عن العروق في العقد الجافة ويباس الأرض ، لأن العطش فينا تراجم فعلية لضحالة وجودنا .
مع مروءة ما تبقى فينا من رطوبة ، نلتقي سراعا ، ثم تضيع منا الكلمات في كل الاتجاهات ، وليت للنمل السارح تحت أقدامها ، لغة أو ايماءة مودة ، لتجمع ما ضاع من فواصل لنبدأ من أول السطر ، ونترك لهوامش العبارات حرية احتواءنا بين ذبذبات الأقلام وتساريح القلوب .
لعل المياه الراكدة في جذوري طارئة لا تحتمل النقاء ، وكل راكد فاسد ، حتى وان كانت في جوقة مغلفة في البحر تلاطمها الأمواج ، مالم تتكسر على الشاطئ فتخرج امانينا نوارس من تحت الرمال ، لتعكسك ثانية في تجاويفي ، ولكن هذه المرة ، مقيمة لا سائحة حول ما تركه الصليبون من دمار .
ادعو لي أن أرقي نفسي فيك من حسد الحاسدين ، وأن لا اتطير من الغباءات الفضفاضة ، والمجاذيف المهشمة ، وصدع الخواطر وترهل السرائر وحشود العابرين فوق اورامنا وسقوفنا المائلة .
ادعو لي أن أتقيأ من تاكل أطرافي في مياهك الساخنة ، وأن اتجاوز فيك آخر محطات العمر ، ولو حبوا ، لأن السير على الأقدام يعيدني الى نقطة البداية ....
$@leh
 ##############


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق