_______ على قارعة الطريق ________
هذا النائم على قارعة الطريق
ضيّع الدّرب ، وأغواه الظلام ،
يُهذي ، وليس في جعبته سوى مخاوف ممبتلة ببرق الرعود ،
وأزيز الطائرات ،
ينابع على أصابع خيبته ،
ويداه مشرعتان للإستسلام .
يعض بنانه حُزنا ،
يتهيأ للموت صامتا ، وفي أي لحظة ،
تجرجره أضغاث أحلام .
عيناه التي تعبت من رصد عيون المارّة ،
والبوليس المسلح ، تُنبئ عن حزن دفين ،
تُشقيه حرب لا تنام .
الأنين الذي كان يردده سرا ،
يضيقُ الطّغاة ، ويخشاه هوامير الفساد ،
غدا صيحة عابرةً للقارات ، ويصغوا له الأنام
شكله الغريب الأطوار ، تصوّبت عليه سهام الإتهام .
تاريخه ضلال ،
حياته نضال ،
وحقوقه المهدورة أصبحت فريسة لتجار الحروب وأدعياء السلام .
يهفو على مُتونٍ متهالكة ، ومتخمةٍ بالأنين ،
تعانق هواجسه خرافة الجهل المقدس ،
ويسبح خارج الزمن الواقعي ،
وجهه الشاحب يتوشح بأشواك اللظى ،
يُحدّق بعيونِ البلاد الحزينة ،
خيبته المستدامة يداهمها الليل الحرون ،
أحلامه الذابلة تساقطت في هدير الظلام .
الدروب التي ناصبته الشقاء ،
تنكرت له ذات ليلٍ بهيم ،
وتركته معلقا على وتر السكون ،
صوته العذب أصبح أنشودة للأسى ،
ونشيدا وطنيا يردّده الطّغاة ،
يُعطّر أيّامنا الحبلى بالوئام .
هنا كل شيء غدا مفعماً بالكآبة ،
وبعد طول إنتظار ، وفي لحظة شاردة ،
أزاح غطاء رأسه ، الذي كان منسدلا على جبهته ،
رفع عيناه ، وتأهّب لمغازلة النجوم ،
عبر الدرب ، ممتطيا هواجسه ،
أيقض الفجر من نوم عميق ،
واستدرك أوردة الدّجى الغافى ،
النجوم أرشدته الى محطته الأخيرة
انطوى على نفيه ، بعيدا عن جلالة الإمام
وذهب بعيدا بعيدا ، ليطوي عذاب النهاية ،
قبل أن يسقط في الحضيض ،
أدار ظهره للحظة القاتمة ،
وسار تائها وجفا ،
يبحث عن ذاته في دفاتر النسيان ،
وأرشيف التاريخ المزيف ،
بلا غاية ، أو ختام .
جمال العامري 19/ 12 / 2020 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق