شاعرٌ مِنْ عَصْر الجاهلية
ألا طوبى على نغمِ القصــائـدِ
هي كلّ القــوافــي والبحـــور
فقد أنشدها في عكاظٍ شاعـــرٌ
قصيدُ الغزلِ في عينيها الحورِ
وإني عشقُها المغلوبُ أمرُه
سواي شاعرٌ همسَ الشعورِ
وإني أُنشدُ الأشعــار شوقاً
إلى معشوقتي عبــر الدهورِ
قديمُ الشعرِ قد عانقَ شعري
وقد أبكتْ قوافينا كلَّ العصورِ
لذلك لا أرى عكاظــاً يغني
في عصرِ العولمةِ غير القشورِ
سوى من ذاب قلبي في هواها
تراشقُني القوافي مع البحــورِ
فأمتشقُ الحــروفَ وأعتليهـا
كما تعلو الأسودُ خطّ النمورِ
فتبكي دمعها ما بيـن عبـرةٍ
وتُنشدُ طلسماً أشْجى من الثغورِ
وما فتأت تعــاقرنـي كؤوسا
هو الادمان في حبّ البدورِ
وخمري بين ثغــرها معتقٌ
نبيذي رضابُها فيه سروري
فما أعجبني بعد اليوم شعراً
هو شعرُ السلام دُرَرَ المنثورِ
فقد تعدى الفرزدق والحطيئة
جريرَا ومَـنْ تَأَبَّطَ بالشــرورِ
فقد عـــاد لنـا اليوم عكاظُ
بسالم بصرة السياب المبرورِ
فطاَر من سماءِ البصرةِ نسرٌ
فكان النسرُ من خير النســورِ
فلما قضــم مخلبُه القوافــــي
تنحتْ خائفةً عنه كلُّ النسورِ
--------------------------
الشاعر سلام العبدالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق