الخميس، 14 يناير 2021

إقتباس من كتابى منتزه فرجينيا..............الكاتبة لوصيف تركية


إقتباس من كتابى منتزه فرجينيا
الكاتبة لوصيف تركية 
تم النقد بقلم :الناقد جايلى العياشى 
و الناقد علاوة وهبى 
صعدت إلى علية المنتزه وأنا أتسلق السلالم ، وكادت أنفاسى تنقطع ، بحثت عن مشغل القرص وقمت بتشغيله ..ووضعت مكبر الصوت الذى زلزل المنتزه بتلك الموسيقى الآسرة التى أبدعها عازف الأورغ منير .
إنهم يتجمعون فى باحة المنتزه وأعناقهم مشرئبة ويبتسمون ..
منير قادم الآن يختال فى مشيته ، ملك الأورغ بخطاه الثابتة يقترب من تمثال فرجينيا ..
وجموع العشاق للفن يلتفون حوله ولم أجد منفذا بينهم ،كنت أبعدهم بذراعى وأناديه بأعلى صوتى : منير
كان يصافحهم ويعانقهم ضاحكا ..ما إن رآنى حتى أطلق تنهيدة عميقة كما لو أنه أزاح ثقل السنين ، فسح الجموع الممر وصرت أقابله
كنت أنتظر إشارة الإقتراب منه ولكن لم يفعل ..
هدوء خيم لكثرة الإستفهامات التى خلفتها برودة الإستقبال.
انزعجت وتركت المكان ..
ياله من ناكر للجميل ..
كيف للفن أن يتملك هذا الصقيع ..أواسى نفسى التى زرعت بذرة فى غير موضعها ..
ملك الأورغ صاحب القرص الذهبى كان هدفا محققا ..لقد صنعت الفنان وعجزت عن ترميم الصديق ..
لطالما اعتقدت أن الفنان هو ذات الشخص الذى نحدث ونحترم ..
ولكن منيرا حالة مختلفة ..كان تركيبة خاصة لايمكن أن تتجزأ إلى وحدات ، يتألم فى صمت ويفرح علنا ويقاسى وحدته بعيدا عن أنظار المتطفلين ..
إنه يحرمنى الآن مشاركته فرحة النجاح ..تحضرنى تلك الكلمات التى رددها على مسامعى كلما احتدم الصراع بيننا…
“لست صفحة فى كتاب تتخلصين منها بتمزيقها أو طيّها ذات يوم يامنى ، إما أن أكون الكتاب كله أو لن أكون
ألحانى الحزينة ..أنت من تسبب فى جعلها هكذا تشبه السكاكين الحادة التى قطعت فؤادى قطعا صغيرة كل يوم حتى أنهته”
الشرخ قديم بيننا ولم أنتبه لوجوده حتى اتسع والآن، أنا أدفع الثمن غاليا من أيامى .
سلمت مفتاح المنتزه وكذا ما بعهدتى بعد رحيل فيكتور إلى منير ، كان فى مخدعه..والجدار يحوى صوره وحفلاته فى مسارح فرنسا ..كان نائما والغطاء قد انسحب فأظهر المستور ..
ذلك الوشم على ذراعه بحرف الميم..كانت منى التى يخفيها عن الجميع .
لفحات أنفاسى الدافئة وكذا يدى الصغيرة وأنا أهزه هزا خفيفا حتى يستيقظ ..يدى كانت تضغظ على الوشم .
منير لم يلتفت إلى وقال : “منى ماالذى جاء بك إلى مخدعى ولم تفعلين هذا يحياتك”
منتزه فرجينيا/لوصيف 
تركية لوصيف



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق