--------(ثورة الأدب عادت وبقوة)-----
تغيرت السنون وصرنا في القرن الواحد والعشرين ونظرنا إلي الأدب العربي
(شعره ونثره) حتى الفكر منه، ووجدنا كل هذا قد تقهقر إلي الوراء مسافات ومسافات وصعدت على أكتافه السينما والمسلسلات الهابطة التي لا تخلو من الدعارة المقنعة
ولقد لمست تقهقر مكانة الأدب العربي بنفسي عندما تكررت زياراتي إلي عاصمة الفن والثقافة وصار الشاعر يقف في أمسية ما ليقول قصيدته مجرد سد خانة وإرضاءً لتكلفة عناء السفر إلي القاهرة ويلقي قصيدته إن سمح له بإلقائها في مؤخرة الأمسية سأعطيكم مثالاً :كنت مدعواً لاحدى الأمسيات الصيفية العام الماضي في دار الأوبرا أنا وابني وصديقي الشاعر (على الحسين المصرى) وتم توزيع قائمة أو كما يسمونها (بانفلت) بها اسم الشاعر ورقمه في الدور وساعة وقوفه علي المسرح ليلقي قصيدته التي سهر فيها الليالي وملأها بالأحاسيس والمشاعر والصور وعصارة ثقافته وابداعاته وبعد أن بدأ الحفل تغير كل شئ وتقهقر دورنا أنا وصديقي إلي آخر الحفل وكان الموعد على وشك الانتهاء ولم يتبق سوى عشر دقائق أو أقل ياترى ستكفي من منا فدار الأوبرا تحدد الموعد ولا يحق للحفل أن يستمر وإلا أغلقت الأنوار علي جميع المدعويين بمجرد انتهاء الموعد وبالطبع انتهي الحفل وحياءً مني محاولة لابعاد الحرج ألقيت سريعا في خمس دقائق وناديت علي صديقي ليلقي قصيدته فرفض وانسحب غاضبا وانتهي الحفل وانطفأت الأنوار واستحوزت الفقرات الأخري خاصة التمثيل والموسيقى على كل الوقت وحزنت أشد الحزن
من هنا كان لابد من ثورة جديدة للأدب العربي تجعله في المقدمة كما كان وتجتاح كل ردئ كان لابد من عودته وبقوة وعودة جمهوره وشعبيته من حيث لا نحتسب
سبحان الله ظهرت في حياتنا وسيلة اجتماعية خطيرة هي الفيس بوك تتحدث إلي نفسك وتكتب لنفسك وفي التو والحين يستمع إليك ويقرأ لك الآلاف في كل الأنحاء بل الملايين من كل الأرجاء
الفيس بوك وسيلة جعلت من لا يمكن له الوصول أن يصل
فليكتب من يكتب ما يكتب ولكن بعدها يعرف القارئ قيمة ما يكتب وبناء عليه يقيم الموجود ويغربل
هذا علي وجه العموم
إنها ثورة الأدب في شكله الجديد وأنت في مكانك سيذكرها التاريخ
بل من الممكن أن نقول مدرسة جديدة فيها الثقافة الراقية
ولا تقلق أيها الشاعر الجيد والقاص الجيد فجودة ماتكتب تضعك في المقدمة وليس الأمر بكثرة من يعلق على منشورك الأدبي بل بنوعية القارئ الذي يعلق عليك وثقله في هذا المجال
(ثورة أدب الفيس بوك)ألست معي!!!!!!!
ــــــــــ
د.محمد ربيع محمد
ــــــــــ
د.محمد ربيع محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق