"... حكمة السماء"
أين كنا ياصديقي في القدم ْ
كيف زلت في الخطى منا القدم ْ؟
حالنا في عصرنا أحجية
ضحك العملاق منها والقزم ْ
لا تسلني موجعا مما جرى
فضياء الشمس يمحوها الظلم ْ
نحن في ليل الرزايا محنة
وابتلاء لنهار بالنعم ْ
فترة الضعف قطار للقوى
إن في التاريخ أخبار العجم ْ
سل عن الروم ..عن الفرس وعن
عابد الأبقار ..عن عبد الصنم ْ
وسل التأريخ عن مغوارهم
كيف ذلت نفسه وبم انهزم ْ ؟
كيف دانوا عندما كان لنا
خير وال جرحنا منه التأم ْ ؟
ثم سله عن قلوب تركت
هديه والقصر بالغي انهدم ْ
مزقونا وحدة في فكرة
جعلتنا في أياديهم لقم ْ
صار والينا وصرنا ياأخي
بعدهم في كل شيء كالغنم ْ
عجب حقا ولكن عجبي
أن بي مني عدوي ذا انتقم ْ
أو بأختي وأخي يذبحني
ويزيد الجرح لو أشكو الألم ْ
عجب هذا وشعري عجب
لو أراه في مناداة الأصم ْ
يا أخي ما عدت أدري إنما
وجعي من وجعي أبكى القلم ْ
كلنا نرجوا انفتاحا في الدنى
غير أنا لا نرى صدق الهمم ْ
ليس في هذا الزمان حظنا
لو ملئنا في هوان بالهرم ْ
غير مرض حالنا أم أننا ؟
قد تعودنا مرارات السأم ْ ؟
لم أعد أدري ولكني أرى
أن هذا الكون مملوء حكم ْ
فإذا الدهر يمشي عكسه
هكذا رب السماوات حكم ْ
أمة الإسلام نور مشرق
لا يضيء الدرب والقلب ادلهم ْ
إنما بعد غد أو قبله
سوف نرقى في الدنى أعلى الهرم ْ
حين نلقى في زمان خطونا
مشبعا بالنور .. محمود القيم ْ
فارتقب هذا وربي واقع
سوف يأتي الصبح من ليل العدم ْ
وستدري هذه الدنيا إذن
من نكون يومها بين الأمم ْ ؟
بقلمي أنور محمود السنيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق