في زوايا الروح حيث الصدى يئنّ
تتلاشى الدروب والقلب يرتجفُ
كان هناك نورٌ في عتمة الزمن
يدٌ تمتدّ وعينٌ لا تعرفُ الجفْو
اليوم أين الملاذ؟
أين ذاك الصدرُ؟
الذي احتوى الآهات ومسحَ الدمعَ
أين ذاك الصوتُ الذي يهمسُ بالصبرِ؟
حين تاهت الخطى وانقطعَ السمعُ
صرنا تائهين في بحرٍ من الضياعِ
لا شاطئٌ يلوحُ ولا نجمٌ يهدي
القلوبُ عطشى تبحثُ عن ارتواءِ
والأرواحُ حيرى لا تجدُ من يفدي
كانت هناك بيوتٌ أبوابها مفتوحةٌ
تستقبلُ الحيارى وتضمّدُ الجراحَ
اليوم أغلقت الأبوابُ وأصبحت موحشة
وباتت الأرواحُ تبحثُ عن استراحَة
يا ليتَ الزمانَ يعودُ ولو لحظة
لنرى تلك الوجوهَ ونسمعَ تلك الأصواتَ
لكنّ القدرَ ماض بلا رحمة
ويتركُ خلفهُ حسراتٍ وآهاتٍ
فنمضي وحيدين في دروبِ الحياةِ
نحملُ أثقالَ الهمومِ، ومرارةَ الفراقِ
نبحثُ عن بصيصِ أملٍ
في ظلمةِ الآتِ
لكنّ الصدى يعودُ بمرارةِ الاشتياقِ
هذه هي حالُنا في هذا الزمانِ
أشباحٌ تمشي بلا روحٍ ولا هدفٍ
نحملُ في قلوبنا ألمَ الحرمانِ
وننتظرُ الفجرَ الذي لا يلوحُ في الأفقِ
فيا أيها القلبُ اصبرْ على البلوى
فربما يأتي يومٌ يشرقُ فيه النورُ
وربما نجدُ يدًا تمسحُ عنّا الشكوى
وتدلّنا على الدربِ في هذا العبورِ
ولكن حتى ذلك الحين سيبقى الألمُ
رفيقَ الدربِ وصديقَ الليلِ الطويلِ
وسيبقى السؤالُ يترددُ في العدمِ
أين نذهبُ
حين لا نعرفُ إلى أين نذهبُ؟
رزوقة ليلى الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق