مَا أروَعَك
......................................
ما اجمَلَك مَا ارهَفَك ما اروَعَك
سُبحَانَ مَن فَطَرَ الحِسَانَ وابدَعَك
حَرَّكتَ مِن رَمَقِ الحَشَاشَةِ مُهجَةً
هَزَهَزتَهَا وَرَوَيتَهَا من مَنبَعَك
وَبَعَثتَ من جَدبِ الفُؤَادِ طَرَاوَةً
فَلَهَى الفُؤَادُ عَلَى رُبَاكَ وَمَربَعَك
وَتَدَفَّقَت شَغَفَاً إلِيكَ مَشَاعِرٌ
حَرَّى تَلَاقَت انهُرَاً في مَجمَعَك
مَاذَا عَلِيهِ إذَا تَغَزَّلَ شَاعِرٌ ؟
نَثَرَ البَدِيعَ مِنَ الحَوَاسِ وَرَصَّعَك
مَن ذَا يَلُمهُ إذَا تَشَبَّبَ مُغرَمٌ ؟
إن اسمَعَ الكَونَ القَصِيدَ وَسَجَّعَك
فَالوَجدُ لَحَّنَ مَا يَحُسُّ مُنَغِّمَاً
وَالخَفقُ قَد صَدَحَ الغِنَاءَ وَرَجَّعَك
هَمَسَت تَبُوحُ إلى الحُرُوفِ جَوَارِحٌ
شَجَنَاً تَرَامَى كَالسِّيُولِ بِمَدفَعَك
حَمَلَت حَنِينَاً كَادَ يُشعِلُ رِقعَةً
وَيُذِيبُ في مَتنِ السُّطُورِ مُرَوَّعَك
رُغمَ اضطِرَامِ صَبَابَةٍ في وَجدِهِ
فَالحَرفُ يُنصِتُ إن ذُكِرتَ وَيَسمَعَك
إن لَامَسَت قَلَمَاً بَنَانُ مُوَلَّهٍ
هَامَ اليَرَاعُ وَمَا تَقَنَّعَ مَرتَعَك
والحِبرُ صَوَّرَ مَا تَغَشَّى هَائِمَاً
حَاكَى تَبَسُّمَ شَفَّتِيكَ وَمَجلَعَك
والفُلُّ يَهنَاُ إن وَطَاتَ بِاخمُصٍ
وَيَذُوبُ سُكرَاً لو تُلَامِسُ إصبَعَك
وَالوَردُ يَزهُو إن مَرَرتَ جِوَارَهُ
وُيَزِيدُ سِحرَاً في مَزَاهِرِ مَخدَعَك
وَالزَّهرُ مِنكَ جَنَى عَبَائِقَ طِيبِهِ
ضَاعَ العَبِيرَ عَلَى الرِّيَاضِ وَضَوَّعَك
يَا مَن جَرَيتَ بِكُلِّ عِرقٍ نَابِضٍ
وَغَدَوتَ رُوحَاً وَسطِ رُوحِ مُلَوَّعَك
حِسِّي وَرَوحِي يَا حَبِيبُ تَعَوَّدَا
وَعَلِيكَ ادمَنَ خَافِقِي وَتَوَلَّعَك
أنتَ الحَيَاهُ رَغِيدُهَا وَنَعِيمُهَا
وَانَا المُتَيَّمُ لَا ابَارِحُ مَنجَعَك
لَو ذُقتُ آلَافَ السِّنِينِ حَلَاوَةً
ازدَادُ تَوقَاً لَستُ يَومَاً اشبَعَك
احيَا بِقُربِكَ في الجِنَانِ مُخَلَّدَاً
وَامُوتُ إن حَكَمَ القَضَاءُ بِمَضجَعَك
د. سعيد العزعزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق