الثلاثاء، 3 سبتمبر 2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( الشاعر منير على ))(( كيف ))

 كيف ..

كيف أخبر امرأتي

أنني أحبها

وأحب الحياة

كيف أخبرها بالحب

وقلبي ينبض بالخوف

كيف.. كيف أخبرها

أن تعيد أبنائي

إلي أحشائها 

لحين أن يعود للوطن 

السلم والآمن

كيف.. كيف أخبرها

أنني كنت بين جثث الشهداء

وروحي في جسدي

بينما أرواحهم تصعد

إلي السماء

كيف.. كيف أخبرها

أنني أسبح بحمده 

مهللا و مكبرا إياه

مائة مرة بالنهار والمساء

وجسدي يتمرق بالتراب

خوفا من غدر قذائف

هاون الأعداء

كيف.. كيف أخبرها

إن من بين زملائي 

في السلاح

وجيراني ورفقائي

في الملح والملاح

باعوا ضمائرهم

واشتروا العار

ليصبحوا عملاء

كيف..كيف أخبرها

أن لا طعم للمطر

سوى دموع الحزن والقهر

على أجفان الأبرياء

كيف.. كيف أخبرها 

أن سماء الوطن 

بلا نجوم تسر النظر

سوى أضواء الرصاص

ولا هدوء يسر بال كل طفل 

لينام و يحلم بغد مشرق

وليبتسم مع الإخوان

كيف.. كيف أخبرها

أن لا وطن سوى السودان

جل أبنائه خارج دائرة الوعي

بما جرى بعد كل ربيع

لم يزهر إلا ليكون

على قبور من ماتوا

ظلما ببلاد الشام

سورية و فلسطين 

ناهيك عن اليمن منبع العروبة

وبلاد الرافدين

وغربا ليبيا الحبيبة

ومازال يجري 

إلى الآن من ظلم 

لم يعوا الدرس بعد

أن العدو الذي يتربص ببلادهم 

من نبت شيطاني

لا يجامع سوى الأطماع

في ثروات بلادهم

وبلاد الغير

لا يرحم لأنه بلا رحم

أو صدر يحمل قلبا

ولم ينجب من حلال

ابن حرام لم ترضعه

أمه اللبن و الحنان


(منير علي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق