الخميس، 28 مارس 2024

مجلة وجدانيات الأدبية (( نعم.. رأيت هذا بعيني! )) بقلم المتألق نظير راجي الحاج

 ( نعم.. رأيت هذا بعيني! )

____________________________________
قبل فترة، شاهدت ليلًا، أحد الأفلام العربية وهو بعنوان (الوهم).
والذي أنتج سنة1979, من بطولة محمود ياسين.
والفيلم مقتبس من الفيلم الأمريكي Vertigo
للمخرج الرائع هتشكوك، وقام محمود ياسين بدور صعب، وهو كان يمثل أحد الأشخاص مصابًا برهاب المرتفعات.
ذكرني هذا بقصة حدثت معي شخصيًا..
~~~~~~~~
إلى الموضوع..
فأنا من هواة مشاهدة الأفلام العربية القديمة أبيض أسود، برغم سذاجتها، لكن إبنتي المتزوجة طلبت مني أن أشاهد معها، بعد أن ينام أطفالها أحد الأفلام المرعبة على أحد الشاشات، والذي سيعرض بمنتصف الليل.
صدعت لطلبها، وفعلًا إنتظرنا حتى نامت بناتها ونام صغيرها عبد الرحمن، وعمره خمس سنوات وفرحنا أنهم ناموا قبل موعد عرض الفيلم.
تعلم إبنتي جيدًا أني أحب الخمخمة بالليل وزياراتي المكوكية للمطبخ لهذا جهزت الموالح والسكاكر أمامنا وجلسنا.
~~~~~~~~
بدأ الفيلم الأجنبي بموسيقى مرعبة.
التصوير في سكن داخلي للجامعة.. مباشرة راحت تخابط نوافذ السكن الداخلي للجامعة.
وصوت الرياح القوية كان مدويًا وهنا نرى نزول أحد الطلاب من السكن الجامعي،راح و تسلق جدار مختبر الجامعة، حتى دخل من النافذة لداخل مختبر قسم الكيماء بالجامعة، وراح ينفذ تجاربه الخاصة بالمختبر.
التجارب هي حول انقسام الخلايا داخل جسم الإنسان.
إستمر الطالب بهذه التجارب.
في أحد الليالي عاد هذا الطالب للسكن، ونسي في الدورق المواد التي جمعها معًا.
فجأة أخذ يخرج من الدورق بخارًا أزرقًا إمتلأ به المكان، ترافق هذا مع موسيقى صاخبة.
لحظات، وخرج من هذا البخار (قزم) هلامي أزرق اللون، وراح ينتقل كالبرق داخل المختبر.
انتقل هذا المخلوق العجيب للقسم الداخلي للطلاب، حيث أخذ يضرب الطلاب الذين كانوا يتراكضون في هلع وخوف، هربًا منه.
~~~~~~
يا إلهي...!
هذا حدث بالفيلم، لكن هناك مصيبة وقعت علينا، حيث سمعنا صوتًا داخل شقة ابنتي، ثم رأينا مرور مخلوق قزمًا أزرق اللون، يشبه من بالفيلم، ليس هذا خيال، إنني رأيته بأم عيني، مر بسرعة البرق في ممر الشقة، قفزت ابنتي من مكانها، والتصقت بي من الخوف، مع صرخة هستيرية منها.
لن أكذب عليكم أصدقائي وأوزع عليكم عنتريات، كنت في خوف ورعب أكثر منها، لكني حاولت أن أتماسك أمامها، وأتظاهر بالشجاعة، حتى أكون سندًا لها.
لحظات سمعنا صوت باب يفتح وباب يغلق.
لحظات أخرى رحنا نسمع أصوات من الممر غير مفهومة، ها هو صوت أزيز باب، ثم مر الشبح الأزرق القزم متباطئًا بالممر المكشوف لنا.
~~~~~
لحظة وإذ يقف القزم على الباب سمعناه يقول:_
ماما أنا عطشان،علمنا أن القزم ما هو إلا حفيدي عبد الرحمن، وهو يلبس بجامته الزرقاء، فقد ذهب سريعًا للحمام، وعاد متباطئًا بعد قضاء حاجته.
هنا انقلب الموقف إلى ضحك هستيري منا، لقد عشنا الوهم، وعشعش في أدمغتنا ما رأيناه في الفيلم، ولو حدث هذا الموقف في ظروف عادية، لكان الأمر طبيعيًا
لكنا عشنا في وهم اسمه الخوف.
قلت لابنتي بعد أن شربنا قهوة، ورحنا نلعن كل الأفلام المرعبة:_
يقال يا ابنتي أن المرض قابل رجلًا خارجًا من قريته باتجاه قرية أخرى..
سأل الرجل المرض:_
إلى أين ستذهب أيها المرض؟
قال المرض:_
أنا سأذهب لقريتك لأصيب عشر أشخاص منها.
قال الرجل:_هل تسمح لي أن أعود سريعًا لقريتي وأنبه أهلي وأقاربي.
قال المرض:_لا بأس، سانتظرك وبعدها اتجه لمشوارك.
فعلًا ذهب الرجل لقريته، وعاد. وجاء عند المرض، وشكره على تجاوبه معه.
غادر الرجل لطريقه للقرية المجاورة، ودخل المرض القرية، وعاد.
في طريق عودته، صادف نفس الرجل، وقد عاد ليذهب لقريته.
الرجل:_اخبرني أيها المرض، ماذا حدث في زيارتك لقريتي؟
المرض، كنت قد أخبرتك إني سأصيب عشرة بالمرض، وهذا ما حدث، لكن أصيب مئة منهم بسبب الوهم، وكلهم من أقاربك.
~~~~~~~~~
قلت لها أيضًا..
أثناء الفوضى المسلحة في العراق الحبيب، ها هو كاظم يسوق سيارته الخاصة ليلًا، وكان يجلس بجانبه أخوه المراهق علي، فلاحظ كاظم وجود دورية شرطة تجوب الطرقات الخارجية، فطلب من علي أن ينتقل للمقعد الخلفي وبسرعة، ويتظاهر أنه في حالة نزاع، والسبب أن كاظم لا يحمل هوية شخصية، والسيارة غير مرخصة.
أضاء كاظم الأنوار الرباعية للسيارة وبقي زامور السيارة مستمرًا بصوته العالي، وكلما مر على نقطة تفتيش يخبرهم بأن أخيه في حالة نزاع.
وصلت السيارة لبيتهم، وتنفس كاظم الصعداء
قال لأخيه علي:_
وصلنا.. إنزل..
لم يتحرك علي، حيث وجده ميتًا.
لقد قتله الوهم..
~~~~~
قرأت يا إبنتي أنه في مدينة الطائف بالسعودية
أُغلق على عامل هندي باب غرفة ثلاجة الخضار والفواكه بالخطأ.
الحارس قطع التبريد عن الثلاجة، لأن وضع الخضار والفاكهة كان باردًا جدا،لكن العامل توهم أن التبريد شغال، فجلس بقرنة، وهو ينكمش من البرد، وتوهم أنه سيتجمد، فمات من الوهم.
~
لأترك ابنتي، والآن الحديث معكم...
العلماء لم يتركوا ظاهرة إلا وعملوا عليها تجارب.
فهناك تجربة مثيرة عن الوهم.
تعالوا معي..
قام عالم اسمه(بورهيف) بإجراء عددًا من التجارب العلمية على عدد من المجرمين، لإثبات بعض النظريات العلمية والطبية، ومنها مدى قدرة الوهم على التأثير على حياة ومصير الإنسان.
اتفق مع المحكمة العليا والجهات الأمنية والقضائية أن يقوم بتجربته على مجرم خطير سينفذ به حكم الإعدام بعد أيام.
عرض الطبيب على المجرم أن يشرف هو على إعدامه، مقابل مبلغ مادي محترم، يبعثها لأهله بعد عملية الإعدام.
وافق السجين على هذه الصفقة، بعد أن شرح له الهدف من الصفقة....
هذه الصفقة والإعدام يكونان عن طريق تصفية دمه، أمام محامين ومندوبين يمثلوا القضاء.
تصفية الدم هدفها إجراء التغيرات الفسيولوجية الداخلية للجسم
نتيجة تناقص الدم فيه.
كل شيء قانونيا تمام التمام.
استعان الباحث بعدد من المتخصصين في المؤثرات السمعية، وأطباء الجراحة.
قال الطبيب للمجرم.
انظر هذه الإبرة سنغرسها بذراعك لنسحب منها الدم.
ها هو أمامك أنبوبين رفيعين، سنربطهما بالإبرة
والأنبوبين يتصلان لداخل سطلين.
كان يجلس امامه عدد من الأشخاص كشهود للإعدام.
دخل القسيس ليلقنه ما يقول، ويطلب له الرحمة عند الرب.
كله تمام، والأمور تسير كما خطط لها.
وضع الباحث غطاء على عيون الرجل، وتأكد من تثبيت الرجل بالكرسي بصورة جيدة.
كل من الموجودين على علم مسبق، بأن الإعدام سيكون صوري وتمثيل.
كيف؟
لما يغرز الطبيب الإبرة في كتف المجرم، يغلق فتحة خروج الدم، وبدلًا من إخراج الدم منه، يخرج بالأنابيب ماء دافيء، تمر الأنابين فوق ساعد الرجل، فراح يحس الرجل بحركة الدم كما إعتقد.
راحت قطرات الماء تمر بالأنابيب، والمجرم يحس بدفئها، ثم تسقط في الدلوين، وكل تفكير المجرم أن هذا الصوت، هو صوت الدماء التي ينزفها.
النتيجة...
~~~
قلنا أن الرجل لم يخسر نقطة دم، يا إلهي...
أخذ يصفر وجهه ويشحب...
إنخفض ضغط دمه...
بعد(4) دقائق توفي الرجل، ومن الغريب ان هذه المدة هي نفسها، لو نزف دم بصورة حقيقية.
~~~~
النتيجة التي توصل إليها الطبيب، أن خيال المجرم قد إستجاب لما قدمه الدماغ له، (وهناك نقطة مهمة،وهي أن الدماغ يعمل خمس وتسعين
بالمئة كعقل باطني وخمسة بالمئة لنشاطات الجسم.).
الدماغ ارسل إشارات خاصة لأعضاء الجسم الداخلية بالتوقف عن العمل.
بعض الناس استطاعت شفاء نفسها من أمراض مثل أورام السرطان، فقط عن طريق عقله الباطن
هذه القوة تمتلك طاقة ضخمة.
~~~~
أحباب قلبي..
المنشور طويل.. تحملوني،،، إختصرت الكثير
لكن قلت رفقًا بكم.
نظير راجي الحاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق