الأحد، 5 مارس 2023

مجلة وجدانيات الأدبية (( لن أسامحك )) للمبدعة فاطمة مندي


لن أسامحك
تألمت فتره طويلة، دون أن تخبر أحداً من عائلتها،عانت ما عانت فى صمت، أشترت فرحة أهلها بمعاناتها
يكاد المرض ينهش جسدها،
يحاول القضاء على بسمتها يحاول القضاء على حياتها.
لم تكمل عامها الأربعين إلا وهذا المرض قد افترس جسدها بأكلمه،
بدأ الألم بوخزة سريعة بصدرها،
وتوالت الوخزات .
بدأت نوبات الألم
تألمت ، لم يشعر أحد بمرضها الخطير، كانت صابرة على المرض، أخفته عن اعينهم، لا تريد أن يصيبهم الحزن .
مرت ليالي وهى تبكي وتتألم، مع مرور الأيام
بدأت تشعر بأن المرض قد أنتقل من صدرها لبقية أعضاء جسدها النحيل، إلى أن وصل لأخمص قدميها .
بدأت الهالات السوداء تتمركز تحت عيناها البريئتان، بدأ الشحوب يغزو محياها الطفوليّ .
كانت متردده للذهاب للطبيب، لكنها وصلتُ لحالة لا تستطيع فيها تحمل الألم.
ذهبت وكانتُ متوقعه ما سمعته، أجريتُ الفحوصات المتعبة والمملة.
تقدم إليها الطبيب والأرتباك واضح عليه سألها: كم عمركِ يا صغيرتي؟
اجابته : سأكمل عامي الآربعين بعد خمسة أشهر.
طأطأ رأسه وسكت لبرهة . قالت: الأ عمار بيد الله
يادكتور،
ولكن أشعر بأنني لن أكمله، المرض قد سيطر على جسدي أعلم هذا .
قال الدكتور : سيدتى منذ متى وأنتِ تخفين معاناتك ومرضك؟
اجابت : منذ سنة .
اسهب: من يعلم من أهلك؟ . أجابت : لا أحد سوى دفاتري وكتبي وأنت فقط، أردفت نعم لم أخبر أحداً حتى لا يعيشوا بحزن أبدي.
فأنا أعلم والدتي ستحزن كثيراً لفراقي لأنني
أنا أبنتها الوحيدة ، وهي تحبني بجنون ، ولا تقدر على فراقي، أنا أشعر بألمي، لم يبق لي إلا القليل ،
لكني ما زلت اقبلها صباحاً بوجه مشرق، اداعبها لأنني لا اريد أن اشعرها بأي تغيير .
حاولت أن أخبر أبني ولكني وجدته مشغولاً بتجهيزات زفافه،
يأتي ليلاً لغرفتي منهك يجلس بجانبي على فراشي
يخبرني عن حبه الكبير لزوجة المستقبل، يخبرني ماذا اشترى لها من هدايا، عن مفاجأته لها برحلة لمدة شهر لأستراليا،
يخبرني عن شوقه لهذا اليوم، الذي لم يبق عليه إلا خمسة أشهر ،.
كيف أخبره بمرضي ؟وهو بغاية السعادة أتود مني أن اقتل فرحته.
أما زوجي فأنا ظللت طوال عمري خجولة منه، رغم أنني دائما اختلس النظرات إليه أنا أحبه كثيراً ،
.اراه قدو تي كنت احلم كيف اسعده، بل كيف اتفنن فى توفير كل سبل الراحة له، بل أعطيته كل ميراثى بتوكيل مني عندما تزوجته ، كان يتفنن فى راحتي وتوفير كل ما أطلب كان يكنني بحبيبته بل معشوقته التى لم يجود الزمان بمثلها ،
. يقبلنى فى ذهابه وإيابه ، لم يلفظ قط يوماً ما يعكر صفوي ، بل كان يصمم على راحتي ، معسول كلماته تثلج صدري ، وتشبع خافقي من حنان حب أحتواء ، يعاملني كأميرة ويكنني بالملكة،
كيف اخبره ؟!
هل علمت الأن يادكتور لماذا لم اخبرهم؟.حتى لا يعيشوا الحزن وأنا على قيد الحياة.
زوجي بالرغم مرور عشرون عاماً على زفافنا، إلا أن الحب ما زال يرفرف حولنا وبيننا، دكتور ها أنت الوحيد الذي يعلم بمرضي بعد الله، لذا سأكتب لك خطابات ، بها وصية صغيرة ، أتمنى أن تسلمها خطاب لزوجى وخطاب لوالدتي وخطاب لأبنى يوم وفاتي.
علق الدكتور معقبًا :
ماهذا الكلام ، الله قادر على كل شيء،
أردفت :
أطمأن أيماني بالله كبير ، ولولا هذا الإيمان لما استطعت
أن أصبر هكذا على المرض،
هل تعدني بتوصيل وصيتي لهم.
عقب الدكتور : نعم أعدك.
ولا تنسي أخذ الادويه.
قالت : متى أمرّ عليك أجاب؟
كل اسبوعين ، وإن شعرتِ بتعب فاتصلي بي فوراً.
أجابت : حاضر. إلى اللقاء .
ذهبت إلى منزلها.
بعد عدة أشهر فى طريق عودتها رأت زوجها يتأبط امرأة أخرى ، لم تصدق ما رأت ، ابطأت الخطى خلفهم ، إلى أن صعدا إحدى العمارات ، تابعت السير ، وعلى مدخلها سألت البواب: من هذه التى تدخل مع الاستاذ ؟!
وإلى أين ذاهبين؟!
أجابها البواب : هذه زوجته . وذاهبان إلى مسكنهما.
لم أحزن لأني سوف أترك هذا العالم .
وأنا غير قلقه على شيء ، ولا على زوجي الذى أذاب لى السم فى العسل
انفردتُ في غرفتها، أخذت ادويتها،
واستلقت على السرير لتأخذ قسطا من الراحة أستدعت طبيبها الذى جاءها مهرولاً. قالت لطبيبها: هل احضرت معك وصيتي كما طلبت؟ أجاب الطبيب: نعم.
قالت أردت إضافة جملة فى خطاب هل ممكن يا دكتور تخطها بأناملك ؟.
قال : نعم .
تسأل فى أي خطاب تريدين إضافتها؟
قالت فى خطاب زوجي. أكتب له لماذا سقيتنى السم فى العسل؟!
لماذا تزوجت باخرى؟ رأيتك وأنت تتأبطها وارفان الى منزلكم.
لن أسامحك على خداعي، لقد كتبت كل شيء ملكي لأبني، مع التشديد عدم دخولك لا املاكي، ولامنزلي ولغيت توكيلك بأدارة املاكي، فكما بدأتك سأعيدك وهذه آخر كلماتى لك. وكانت أخر اللحظات.
فاطمة مندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق