الخميس، 20 يناير 2022

" مَضَي اللَّيْل ُ "..............الشاعر محمد صادق


مَضَي اللَّيْل ُ
مَضَي اللَّيْلُ يا لَيْلَي عَلَى عَجَلِ
مَضَي اللَّيْلُ وانتهى أَجَلِي
مَضَي اللَّيْلُ يالَيْلَى وانْزَوَي أمَلِي
مضي الليْلُ ليلاً بلا وَجَل ِ
فَيَا وَيْلِي
وَيَا وَجَلِي
ويَا خَجَلِي
مَضَي اللَّيْلُ وانقضى وفَارقَ الخِلاَّنِ
فيالَ مرارةَ الاحزانِ
مَضَي اللَّيْلُ ومَن يُنَاجيني
ومَن يُسَاريني
ومن يحاكيني
ومَن يداعبني
ومن يلاعبني
ومَن يُقَرِّبني
ومَن يُلاَطِفُني
ومَن يُعَذِّبُنِي
مَضَى اللَّيْلُ فلا هَوَى
ولا تَباريح ٌ
ولا عصافيرٌ
ولا نوافير ٌ
ولا ألحانٌ ،ولا أفنانٌ،ولا رياحينٌ،ولا بساتينُ
مَضَي اللَّيْلُ فمَنْ يُحْيِيِنَا ومَنْ يُحَاكِيِنَا ومَن يُنَاجِيِنَا
مَضَي اللَّيْلُ
فأينَ اللَّيْلُ يا لَيْلَي
فلا قمرٌ،ولا سهرٌ،ولا أثَرٌ،ولا سِرٌ
ولا شيءٌ يُدْنينا ونُدنيهِ
ويُنجينا ونُنجيهِ
ولا حبيبٌ أُناجيهِ
فيا ويلي مما انا فيهِ
مَضَي اللَّيْلُ فَأَيْنَ حَنِيني
وأينَ بَسَاتِيني
وأينَ حبيبي يُحَاكِيني ويُدْنيني
وأينَ زَهْرَاتٌ،وعَبْرَاتٌ ونَظْرَاتٌ تُلاَطِفُنِي وتُنْصِفُني
وأينَ لَهِيُبُ الشَّوْقِ في كَفِّي وف عَطْفِي
وأينَ مَنْ ذَا أَذُوُبُ في وَجْدَيْهِ ولاَأُخْفِي
مَضَي اللَّيْلُ يا لَيْلَي
وكانَ اللَّيْلُ تَوَّاقا إلى قلبي
إلى روحي،الى دربي
إلي نَهْرِ الهَوَي عَذْبِِ
مَضَي اللَّيْلُ
وكانَ اللَّيلُ فَنَّانٌ يَعْزِفُ الألْحَانَ
فَتَرْقُصُ الأَفْنَانُ
ويَنْتَشِي مِنْ فَنِّهِ البُستانَ
ويَرْقُصُ الأصْحَابُ والأحْبَابُ والخِلاَّنُ وتدنوا رَيَاحِيِنُ
مضي اللَّيْلُ يالَيْلَىْ
فأينَ ماكُنَّا وماكانَ
زَهْرٌ في قُلُوبنا يَحْنُو
وحِبٌّ مِنْ فَرْحِهِ يَدْنُو
وفي الأُفْقِ خَفَّاقةٌ حَنَايَانَا
نُسَيْمَاتٌ ونجماتٌ تُلاطفُنا
وزفراتٌ وآهاتٌ تُصَاحِبُنا
ونَغْمَاتٌ تُرَاقِبُنا و تَرقُبُنا
وماكانَ بالوُجُودِ سُوَانا
فأينَ اللَّيْلُ وقد مَضَى بِسَكْرَتِهِ ونَشْوَتِهِ،وقَسْوَتِهِ
وخَلَّفَ بالقَلْبِ نِيِرَاناً وأحزانا
مَضَي اللَّيْلُ فَوَاعَجَبَا،وَوَاكَرْبَا،وَوَاسَغَبَا ،وَوَاهَرَبَا
وأينَ العُمْرُ ياعُمري،وياقَدَري
وأينَ أَبْحُرٍ ،وسَفَائِنٍ ،وأشْرِعَةٍ بل أينَ مَافِئٌ وشُطْآنَا
أين التَضَاريسُ التي كانت في الوَجْدِ ضَارِبَةً
تَوَلَّّتْ
وأَضَحَتَ الأصْقَاعُ عَاريةً وخَاوِيَةً
فما أبقت غيرَ كُثْبَانا
أينَ المَسَافاتُ،والخُرَافاتُ
جُبْنَاها
أنا وأنتِ أطيافاً وألوانا
أينَ أنا
وأنتِ
بل أينَ في عَيْنيكِ عُنوَانا
أينَ الملامح التي عَبَرتْ
وانسلَّت،وولَّتْ،ومَضَتْ خِلْسَةً فما تَرَكَتْ لنا أثَرَاً
ولا حَفَرَتْ في القَصائد قِصَّةً،ولالَمْحَةً
أنَّا كُنَّا هَاهُنَا يَوماً
وأنَّا مَرَرْنَا معَ الرُكْبَانِ رُكْبَانا
مَضَي اللَّيْلُ فَوَا مُعَذِّبَتي
وقصيدتي ثَكْلَي
وجَفَّ النَبضُ في شَرَاييني وأوردتي
وضَاعتْ حُروفُ وانْمَحَقَتْ
واخْتَلَّتْ مَضَامينٌ
واحْتلَّت تَفانينٌ
وقَضَتَ ألْحَانُ أغنيتي
وراحَتْ مع اللَّيْلِ عَاشِقتي
وأنا الآنَ أَلُوُكُ مَرَارَةَ البُعْدِ حَزْنَانَا
رَحَلْتَ يَاأَمَلِي فَمَا أَبْقَيْتَ غَيْرَ آلاَمٍ وأوجَاعٍ
وخَلَّفْتَ أهْوَالاً وأحزانَاً وأشْجَاناً ونِيرَانا
وأبقيتَ هذا الذي بينَ الجَنبينِ وَلْهَاناً وعَطْشَانَا
محمد صادق
13/ 1/ 2022


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق