السبت، 23 أكتوبر 2021

( صقيعُ المشاعر )............الشاعرة د.هزار محمود العاطفي ـ اليمن



( صقيعُ المشاعر )
لا لن أعود مهما حِسُّكَ ينتهلْ
بثَّ الضياء قصائداً تترصعُ

ذهباً، فقلبي يا ندامةَ مهجتي
قفلَ المشاعرَ من جهاتٍ أربعُ

شمسُ المحبةِ إن تراها، كاذبٌ
وبها لنفسكِ عن غرورٍ تخدعُ

طيرٌ يحلقُ للسماءِ معانقاً
أَفَهلْ تظنُّ نحو قيدكَ يرجعُ

أوَ ينتهي وجعٌ تسرمدَ داخلي
لو أنكَ بالرمشِ غمزاً تهرعُ !

ألِضمةٍ تصبُّ حواسكَ رشفها
وأراكَ ملهوفاً لها، تتقطعُ !

عذراً عزيزي من خَيالكَ ارتَجِلْ
من قبلِ ما فجرُ الحقيقةِ يصفعُ

املأ كؤوسكَ من هجينِ حمامةٍ
تنسيكَ سهداً إذ بقربكِ تسجعُ

لا كأسَ عندي ترتويهِ مغامراً
أو نشوةً في ساعها تتضوعُ

قد نلتقي يوماً ولكن صدفةً
ومشاعرٌ فينا كثلجٍ تُصقعُ

أدري غرامي في فؤادكَ ماكنٌ
ووريدُ قلبي من جذوركَ يَقلعُ

إني نذرتُ حينما أدميتني
للهِ صوماً إذ أتيتني تدمعُ

ولقد رأيتكَ تستميتُ تقرباً
وحبالُ وصلٍ تستغيثُ لِتَرجِعُ

أوَ لم تقُلها؛ وصادقٌ إذ قلتها :
(هيهات من نبضي غرامكِ يُنزع)

وبأنَّ روحيَ للحنايا موطناً
عشمٌ وماضٍ ترتجيهِ وتطمعُ

أنا في هدوءٍ والعواصفُ كلها
تُحنى أمامي بكلِ طوعٍ تَخشعُ

ما كنتُ قاضٍ أو بسجانٍ لمن
باعَ المودةَ، أو بسوطٍ ( أجلعُ)

ما بيننا ولَّى تبعثرَ واندثر
ريحاً وصَررُ صوتها ما أفضعُ

ودمٌ كنهرٍ دافقٍ ليسَ كما
مَنْ بالتَخَثُرِ راسخاً لا ينفعُ

أنسيتَ حقاً أم تناسيتَ الذي
سفكت يداكَ، كُبرَ ما تتصنعُ

يا وحشتي يوم استفاقت أعيني
والحزنُ عاقرَ وحدةً تتسكعُ

ألمٌ أظنكَ لم تذق أوتارهُ
لحنُ السوادِ عزفهُ يتبقعُ

أبوابُ قلبي، مثلها كمرايتي
في كل جزءٍ همسها متصدعُ

أيمَّا فراديسٌ لحلمكِ فلتَهِمْ
نيرانُ بُعدي في جنابِكَ تلسعُ

أنتَ كمثلِ لُقيمةٍ مغصوصةٍ
في حلقِ جرحٍ بعدَ أن يتشبعُ

فوَ حقِ هشمٍ جاثمٍ بحشاشتي
مثلُ النبالِ إذ بِثُقبها تنجعُ

سأثورُ بركاناً بوجهِ حماقتي
وأكونُ فانوساً بِعَتمِكَ ألمعُ

لتكونَ ليلاً من بريقي يستقي
بدرٌ تكرمَ ليسَ أكثرَ، تَسمعُ ؟!

فامضِ بحزنكِ للفراقِ مرافقاً
ما ثارَ فيني من قصيدكَ مَقطعُ
........................
د. هزار محمود العاطفي
اليمن


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق