الأحد، 10 يناير 2021

رواية أجنحتي الهاربة...................الأدبية صليحة قادري


رواية أجنحتي الهاربة
6
في مدينتي الصغيرة تمتمات تدهش الحكايا.... عرش الحب القديم يُعيد ظفائر حيزية ومواويل سعيد... وآية المجد ترتل هدير الدم المشتعل... الذي يستحم على وجنتي الزعاطشة... وتلفظ المساءات عناق الصخر للصخر لتصبح القنطرة وسام شرف يزين جيد الوادي الذي يستتر خجلا بين شجيرات النخيل....
للمدينة عطرها المستوحد الذي يكتحل بلون النخيل.... ويرسم على الجباه فسيفساء العشق... وفي الصدور يؤلف للرمل وكرا ويُلبس لليل تقاسيم صمت جميل....

للوهلة الأولى تبدو لك البلدة هادئة ببساطة أزقتها واتساعها... وأكثر شعبية بمسارح الأولياء.... فللسكان شعائر لا تجحد وطقوس ولاء...
ومن والٍ إلى وال تتوقد بركة الإله في أفئدة العجائز والشيوخ...
هل لك أيتها اللغة أن تعيدي رسم خريطة جديدة لعالم أصم... صاغ فكرته من ضجة الاحتلال... هل لك أن تستفسري عبث الهشيم وللخرافة عتقها الألد...

كانت البلدة تتلألأ... والنخل يتهادى كعرائس البحر. ويغرق في حديثه اللامتناهي... وكان الفجر يطبع اول قبلة على خد الأرض.. فإذا انا والغابة والنخل والفجر والأرض كلاًّ لا يتجزأ....
ذاتا واحدة.. فؤادا واحدا... خفقته قربان حط على جرحي واودعه الجلال
لغابة جدي سحرها الأوحد.... إنها عاشقة أثقلها الهوى... تستبيح من دفء الحبيب قصائد على وزن ارتجافات السعف... وحكايات من توقيع السنين وعذارى النخل... في ابتساماتها براءة الطفلة ورقتها... وفي لفتاتها عزم وحنان جدي عبد القادر بن منصور... وفي كلماتها هدأة البحر وصحوة الحياة..
لها الضياء... ولجدي... الوطن... ولجدتي الصلاة... ولي الفردوس..

حبيب النخل جدي وحبيبي... الحلم الذي يتوهج كليلة القدر... لا ينطفئ... ولا يتبدد... انه الحب في عين الغابة... الحوزة... المطرق.. الجنان الجديد... العِزلة... بن صابرة...
والجمال في قلبي.... واليقين في صدر جدتي... إنه الخلود..
عبد القادر الرجل الذي ينتفض وينتفض ليهدهد وجع الأرض.. ويعزف على الجريد رقصة العراجن...
للأرض يقينها... وجلالها.. وبركة الجدود.
.... يتبع
بقلم صليحة قادري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق