الأربعاء، 17 أكتوبر 2018

" قسيمي... " للشاعر المبدع \ أنور محمود السنيني


"... قسيمي "

!!من أنت كيف أتيتني مهموما ؟
وتزيدني منك الحياة هموما
قد كنت أحسبني ابن هم رزية
حتى علمتك ربها المكتوما
ظلت عظائمها تحرق عيشتي
فاستحقرتها حيث كنت جحيما
أصليتني وشويتني فتجمرت
منك العظام كما نضجت لحوما
حرقتني بربيع عمرك باكيا
وفظيع أمرك زادني تفحيما

فكأنما همي ديار أنشئت
فاستكملت بلقائك الترميما
من أين جئت وفي حشاك مقابر
دفنت أساك فما جفاك حميما؟
مازال يبعثه الزمان قيامة
فيعيده ويزيده تنظيما
بين الجوانح كم تضج مآتم
وموالد ما تجتليك كتوما
بؤسا لقوم ما ظننت كريمهم
إلا وكان على اليقين ليئما 

وإذا جهلت حميدهم متواريا
عن ناظريك علمته مذموما
وإذا شممت خلائقا وطبائعا 
لم تلق غير زهورها مشموما 
وإذا دخلت صلاة سبر غورها
بطلت قبيل سماعك التسليما
في معبد الغدر اللئام جماعة
ساوى الإمام بمكره المأموما
وحياة ربك أنت في دنيا أسى
ما حلها أهل الزمان عموما

ولو انهم قاسوا جحيمك بالذي
قاسوه عدوا ما رأوه نعيما
ما أنجبت هذي الحياة حكاية
ضاهتك حرفا تارة ... ترقيما
واها لأيام تروح وتغتدي
وتزيح عنك من الفتوح نسيما
ولبئس دار ما تمر دقيقة
في العمر إلا عشتها مهموما
عجبا لصبرك واحتمالك طعنة
أبقتك حيا موجعا مكلوما 

لا أنت في الدنيا ولا الأخرى ترى
بين الحياتين ابتدأت هشيما
قطعا يمزقك الزمان فلم يعد
يدري يتيما أم يدعك لطيما
قطعا تناولك الهموم اشتهاؤها
ما شاركت في الشأو منك غموما
قطعا تشذرمك المواجع آكلا
أو خاليا سلم الأذى مطعوما
قطعا تعاورك الخطوب أذية
خلطت بك التحليل والتحريما

وإذا بلاك الله فاعلم موقنا
رب العباد بما حباك رحيما 
من يحرم الذهب الذي يحتاجه
فبدرة لم تلقه محروما
العلم معجزة لديك ولم أجد
إلاك حاز ببؤسه التعليما
من لم يصب بعمى القلوب فآخذ
رغم ابيضاض بالعيون علوما
قدر السماء وفي يديك بشارة
من صدق قولك لم تزل تكريما

فابشر بخير بعد ضير قادما
فأنا أرى غدك القريب عظيما
قد جئتني بالحزن حتى خلتني
أنا أنت لو أني شربت سموما
من أين جئت إلى وجودي فجأة
وأنا الذي لم أنتظرك قدوما ؟
قاسمتك الهم الأليم أنينه
وحملت عنك أشده تأليما
فمتى تئن أئن مثلك حرقة
وإذا شكوت بكيتك المظلوما

ومتى بقيت على الهموم رأيتني
مما اعتراك بكلها مغموما
ومتى مرضت سكنت قعر تعلتي
وإذا حممت وجدتني محموما
ومتى ضحكت فضحكتي لك كالصدى
وإذا سررت سعدت منك نديما
ومتى نطقت بما احترقت به جوى
ألفيتني مهما اختنقت قسيما
سأظل نصفك ما حييت سعادة
وشقاوة وعلى العهود مقيما
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي أنور محمود السنيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق