نار الحمى
يا ليل كيف طال السهاد وطال الألم
والجسم يغلي وفي الأعماق نار سقم
نار تلظى كأن الجمر في دمه
تحيا وتفني بلا حكم ولا ندم
ما عدت أطيق ذاك الوجع متقدا
ينساب في كل عرق كاللظى والحمم
فالحمى تنخر جسمي نخر عاصفة
في صخرة صماء أرهقها طول القدم
أغلقت في جدران الغرفة أصارعها
شبحا من الداء يلقي حوله الظلم
أرتجف بردا وقلبي يرتوي حرقا
والموت أهون مما عشته وسأتم
أين العزيمة كانت تملأ الروح أين مضت
قد أذبلتها سياط السقم حتى العدم
أشكو لربي فما لي غير رحمته
لجأت إليه بدمع فاض وانسجم
كأنني سفينة تائهة في بحر
من الألم الأسود لا ترسو على علم
النبض خفق سريع والأنفاس لهث
والرأس ثقل كجبل فوق رأسي قسم
يا حمتي رفقا بقلب لست تعرفه
قد كان ينبض حبا قبل أن تهجمي
كانت ليالي بيضا مشرقات ضحى
صارت سوادا بلا نجم ولا نسم
متى سيأتي الصباح يحمل شمس شفاء
ويزول عني هذا الكرب والبؤس
حتى كؤوس الدواء مرة شربت
كل قطرة منها على مضض وسأم
هل كان ذنبي عظيما كي أعاقب بالآهات
هذه والوجع محتدم
روحي تئن على جسد براه ضنى
يا ليتني الآن حجر لا يحس ولا يلم
الصمت حولي يدوي كأنه جلد
والصوت صوت أنيني حينما انكتم
فيا إلهي بعطف منك لا ينقضي
أزل بلائي فصبري قد دنا ونفد
رزوقة ليلى الجزائر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق